المنسيه *****
المشاركات : 6786
العمـر : 36
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 19/03/2009
النقاط : 8219
التقييم : 101
أعلـــــــــــن موتي فقد مت حرقا بلوعتــــي
| موضوع: طقوس الوداع الاخير السبت مايو 09, 2009 12:55 pm | |
| بعد تلك الليلة التي اعلنت فيها الرحيل واختصرت طقوس الوداع الاخير وافترقنا قائلا كوني بخير عدت وانا اشعر كأن المدينة خالية من الناس لا اسمع الا وقع خطواتي ونبض قلبي ولا ارى الا شريط طويل من الذكريات يمتد عبر المدى بمدى العمر الذي قضيناه معا اقاوم الرغبة في البكاء واستنشق هواء رغبة التحدي ان ما مر مجرد هراء وباننا مستحيل ان نفترق اترقب ان يرن الهاتف وتخبرني ان الرحلة قد الغيت فاشعر كأني مريض في غرفة الانتظار وهناك من يخبره ان الطبيب الغى الموعد ورحل في مهمة فيتسائل في ذهول هل استطيع احتمال الالم فيدعو بالصبر الجميل
لقد كان ليل طويل تصورت انه لن ينتهي والشمس بدأت تشرق وانا ما ازال اتقلب ذات اليمين وذات الشمال مرة في برد الجفا ومرة في حر الشوق وعيناي مغمضتان ترفضان ان تعترفا بنهاية الحلم وقضيت اليوم في صلاة ودعاء ان يحفظك الله وان يصبرني فانا لا املك الا ان احبك وارى في قيد حبك مصدر حريتي اشعر انك قدري وفي المساء التالي
كل انواع المشاعر تتصارع مع قائمة الاسئلة فكنت محور الحديث بين القلب والعقل يقول عقلي اعترف انه يحبك ولكن ليس بالقدر الذي تحبينه فحبك له يشبه حب الام لطفلها الوحيد تخاف عليه و تفديه وترى حياتها في استمرار حياته وحرصك عليه يشبه حرص الفقير على فتات الخبز لانه ذاق مرارة الجوع وخوفك عليه كخوف التاجر على ضياع راس ماله الذي افنى شبابه في جمعه اما هو فيراك ام متى ما شب تمرد على حضنها وحبه لك حب عاشق يرى في كل فتاة حبيبة وفتاة احلام علاقته بك كعلاقة المريض بالدواء وحرصه عليك كحرص الخائف من الظلام على مصباحه فمتى ما اشرقت الشمس اهمله
ثم يتسائل بعنف يكاد يفجر راسي الصغير الى متى سيرحل بك الوهم اخشى ان تفيقي وانت في صحراء الندم تحفرين بئر السراب وتنتظرين سحابة صيف الى متى تقبلين فتات الحب وتقنعين بوعد الانتظار فينتفض قلبي مزمجرا يكاد يحطم الضلوع لا تحاول فلقد اعلنت استسلامي ورفعت الراية البيضاء واعترفت بسلطانه علي وايقنت انه سبب نبضي وانه دم شرايني وانت بدون هذا النبض والدم لا تستطيع ان تفكر وهكذا يمضي المساء حوار يتلوه مداولة واستعراض ادلة واستدعاء شهود وتاجيل واستئناف واعادة فتح القضية في غياب المتهم والقلب محامي الدفاع وانا المجني عليها امارس الصمت والبكاء
الصباحات مملة وطويلة احاول الخروج من شرنقة التفكيربك فانت اصبحت جزءا من الهواء الذي اتنفسه وبطل حكايات ويومي كل الاشياء تخلع على نفسها الحنين اليك ثياب اللقاء ماتزال معلقة تترقب دخولك العطور واقفة لترحب بك احاول ان ابداء يومي بدون ان تخطر على بالي فتنتابني عاصفة البكاء اغسل وجهي مرات ومرات وانا اتسائل ماالذي كان علي فعله ولم افعله لامنعك من الرحيل كنت دائما اصل الى جدار الصمت كلما تسابقنا في الحوار ما جدوى التشبث بالوهم والاصرار على السراب ونحن يقتلنا العطش
تتراقص الاشجار امام نافذتي تطربها اهازيج الرياح وتلوح باغصانها الى سحابة الصيف العابرة ينقلني منظرها الى محطة القطارات والايدي الملوحة بالوداع على امتداد الرصيف والصمت سيد الموقف الا من همسات وانين ونشيج خافت لا يقطعه الا صوت القطار وكأني ارى القطاريرحل بك وانا الوح بيدي كم تمنيت لو كان الوضع معكوسا وتمنيت ان ارى في عينيك رجاء كالذي كان في عيني كم تمنيت ان تمد يدك لتاخذني معك او تعود بي فتذوب جبال الشك التي تراكمت في غيابك تمنيت ان ارى دمعة واقفة في احداقك وانت تلوح لي بالوداع امنيات فقط وها انا اقف وحدي احدث الريح انها امنيات لا اظن انها خطرت في بالك
لم اكن قبل اليوم تهمني قراءة الابراج ولا خطوط الفنجان ولا خطوط يدي ولكن في هذا اليوم اراني مصرة على البحث عن البرج المفقود والحظ الموعود في صحف الصباح وشربت قهوتي ساخنة بعد ان كنا نشربها باردة يلهينا عنها شوق اللقاء وحدقت في الفنجان وتتبعت الخطوط السوداء لعلها تقول شيء واو توحي باشياء وقلبت كفي ابحث عن مستقبلي معك فاستيقظت الاسئلة المعلقةعلى مشانق الصمت خرجت مشاعري في ثورة عارمة ضدك وضد ما تمارسه من ارهاب يثير الفوضى في عروقي وتخرج محولة علامات الاستفهام الى مطارق تدق بصوت عال صارخة اريد جواب فاشعر بالارهاق والاختناق اشعر بالغباء
في هذا اليوم صحوت على حقيقة الفراق لقد كنت واضحا معي اختصرت مشاعرك في كلمتين واوصيتني بنفسي خيرا في كلمتين وانتهى وجودك من حياتي في كلمتين وكيف كان صمتي دفاعي الوحيد واحتجاجي الوحيد لاول مرة اشعربعدم جدوى الكلام وان البركان الذي يتفجرلك حبا اعتلت قمته ثلوج الشتاء وان كل حفلات التوديع وانزال الاعلام وابواق الفراق لا تعدوا ان تكون تهريج لعلها المرة الوحيدة التي اكتشف حقيقة الوهم واننا اصبحنا غربين على محطة قطارات الفراق احدهما اتجه شرقا والاخر غربا في خطين متوازيين لن يلتقيا ابدا هكذا شئت انت ولم اشاء في هذا الصباح تفقدت وجهي الجديد اكتشفت ابتسامتي انا ودمعتي انا ورغبتي انا ولوني انا وذوقي انا وعطري انا ومشاعري انا فحتضنت نفسي ورايت العالم من جديد بعيني انا | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: طقوس الوداع الاخير الأحد مايو 10, 2009 2:00 pm | |
| يسلمو دموع القمر جميلة هي تلك الكلمات التي خطها نزف قلمك الرائع دائما رائعة باختيار عباراتك ودي ووردي |
|
haneen *****
المشاركات : 18711
العمـر : 30
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 16/12/2008
النقاط : 20751
التقييم : 248
| موضوع: رد: طقوس الوداع الاخير الأحد مايو 10, 2009 2:04 pm | |
| اشكركـــِ غاليتي على ماخطته اناملكـــِ الذهبية من حروف وكلمات رائعة الله لايحرمنا منكــ ولا من جديدكــِ دمتــِ بــ خ ـــــير | |
|
عاشقة الزهور *****
المشاركات : 75737
العمـر : 41
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 09/03/2009
النقاط : 101796
التقييم : 846
| موضوع: رد: طقوس الوداع الاخير الأحد مايو 10, 2009 2:52 pm | |
| لعلها المرة الوحيدة التي اكتشف حقيقة الوهم واننا اصبحنا غربين على محطة قطارات الفراق احدهما اتجه شرقا والاخر غربا في خطين متوازيين لن يلتقيا ابدا هكذا شئت انت ولم اشاء في هذا الصباح تفقدت وجهي الجديد اكتشفت ابتسامتي انا ودمعتي انا ورغبتي انا ولوني انا وذوقي انا وعطري انا ومشاعري انا فحتضنت نفسي ورايت العالم من جديد بعيني انا
كلمات حساسة ومؤثرة سلمتي غاليتي
| |
|