الشهال لـ"الأنباء": هناك مشروع صفوي فارسي بعثي لنقل الأزمة السورية الى لبنان
<p>رأى مؤسس التيار "السلفي" الشيخ داعي الإسلام الشهّال أن قضية شادي المولوي لم تكن السبب الرئيسي وراء انتفاضة أهل طرابلس، إنما كانت القشة التي قسمت ظهر البعير وأيقظت في نفوس الشماليين وتحديدا أهل السنة منهم الانتفاضة على واقعهم الأليم، وعلى منهجية الدولة السلبية في التعاطي معهم، معتبرا بالتالي أن الاعتصام في ساحة النور جاء للتعبير عن رفض استمرار إهانة المدينة وأهلها وطوائفها في كل مرة يحتاج فيها الفريق المسلح المتحالف مع النظام السوري الى تمرير الرسائل وإبداء تعاطفه مع آلة القتل والقمع السورية وكذلك امتعاضه من تعاطف الشماليين مع النازحين السوريين، لافتا الى أن هذا الفريق يجاهد ليل نهار لإحداث فتنة في طرابلس سواء سنية ـ سنية أو بين الجيش والطائفة السنية وهو ما لن يتحقق حتى في أحلامهم، علما انه قد ينجح في تعزيز الشرذمة بين الطائفة السنية على المستوى السياسي إنما ستبقى حصرما في أعينهم على مستوى الاقتتال العسكري.
ولفت الشهّال في حديث لـ "الأنباء" الكويتية الى وجود الكثير من المحطات السياسية التي أمل من خلالها النظام السوري وحلفاؤه في لبنان إحداث فتنة في طرابلس، معتبرا على سبيل المثال أن وثائق التفاهم التي أبرمها "حزب الله" مع بعض الجهات الإسلامية في طرابلس كصفوان الزعبي وعمر بكري لم تكن حبا منه في المدينة الشمالية وغيرة عليها، إنما كي يتمكن من اختراق صفوف الطائفة السنية فيها لإحداث الفتنة المطلوبة منه، وكذلك كان الهدف الأبرز من تكليف الرئيس ميقاتي بتشكيل الحكومة على أثر انقلاب "حزب الله" على حكومة الرئيس الحريري وما تبعها من انتشار للقمصان السود في شوارع بيروت، تحويل الخلاف السياسي بين سنة طرابلس الى مواجهات واقتتال في الشوارع، وهو ما لن يتحقق حتى في أحلام "حزب الله" وقيادتيه في دمشق وطهران.
ولفت الشهّال الى وجود مشروع صفوي فارسي بعثي لنقل الأزمة السورية الى لبنان وتحديدا الى طرابلس كونها تشكل رأس حربة في دعم الثورة السورية واحتضان النازحين السوريين، مشيرا الى أن الخطة البديلة التي رسمها النظام السوري وحليفه الفريق المسلح في لبنان فيما لو فشلت الأولى هو احداث مواجهات بين الجيش اللبناني وأهالي طرابلس، وذلك على قاعدة "القتال بالآخرين" أي ان النظام السوري يخطط لمقاتلة الطرابلسيين ببندقية أبنائهم في الجيش. هذا ودعا الشهّال الرئيس ميقاتي الى تحمل مسؤولياته كاملة لحماية مدينته ونزع فتيل الفتنة، عبر إيجاد المخارج السياسية والقانونية لإنهاء حالة الإحباط التي يعيشها أهل طرابلس نتيجة توقيف الإسلاميين منذ 5 سنوات دون محاكمتهم، ونتيجة التمادي في استباحة كرامة طرابلس والطرابلسيين، وإلا فإن الاستقالة أليق به مع تحمله تداعياتها.
وردا على سؤال نفى الشهّال قطعيا أن يكون التيار السلفي قد قصف جبل محسن بمدافع الهاون أو بأي نوع آخر من القذائف الصاروخية، مؤكدا أن أهالي طرابلس الأحرار والشرفاء يدافعون عن أنفسهم وبيوتهم عبر الرد على مصادر النيران من جبل محسن بأسلحة فردية فقط، مشيرا في المقابل الى أن المسلحين في الجبل المذكور يستغلون موقعهم الجغرافي المطل ليمارسوا القنص وإطلاق القذائف الصاروخية باتجاه المواطنين والمنازل الآمنة، تنفيذا للتهديد الذي أطلقه المسؤول السياسي والعسكري في الحزب "العربي الديمقراطي" رفعت عيد، مؤكدا أيضا أن طرابلس لن تسمح بعد اليوم لأحد بالتطاول على كرامتها فأهاليها يملكون جميع السبل والوسائل للحفاظ على وجودهم وقيمهم ولإحداث توازن رعب مع المعتدين.
وختم الشهّال، مؤكدا أن الاعتصام في ساحة النور سيستمر بطابعه السلمي الى حين تحقيق المطالب، مطالبا الجيش والأجهزة الأمنية المنوط بها حفظ الأمن بحماية الاعتصام ممن يتربصون به شرا، مؤكدا أيضا أن كل تعد على المعتصمين سيقاوم بالطرق السلمية وبكافة الوسائل المتاحة قانونا.