دومًا هناك حل آخر
طريق آخر
يذهب بك إلى اللامكان
ولكن ذاك الطريق مفروش بالشوك
على جانبيه أشجارُ صبارٍ يَبِستْ
وأشباحٌ قتلها الانتظار
وينتظركَ في نهايته اللاشيء
لا تختارُ هذا الطريق إلا حينما يسودُ الصمت
وترتفعُ راياتُ الخيبة
تختار هذا الطريق لأنكَ أصبحت وحدك
أو لأنكَ ما عدتَ ترغبُ بوجودِهم
تنفي نفسك ليغدو عنوانكَ مجهولا في سراديب الغياب
ولتصبح يدكَ فارغةً تمامًا كقلبك
لا تملكَ شيء.. ولا تساوي أيضًا أي شيء
ستندم كثيرًا لأنك اخترت هذا الطريق
ثم ستتذكر أنهم أوصلوك إلى أعتابه
ترغب بالعودة لتسأل سؤالا واحدًا..واحدًا فقط
ولكنك عبثًا تبحث عن إجابات مطلعها {لأن}
لن تجد أبدًا الجواب
لأنك حين اخترت هذا الطريق
أردت أن تهرب من كل الأسئلة والإجابات
لأنك حين اخترت هذا الطريق
قطعت كل الحبال المؤدية إليه
وسددت كل المخارج التي كانت ستنقذك منه
لأنك حين اخترت هذا الطريق
اخترت المنفى
اخترت الذهاب إلى نقطة اللارجوع
أردت الاستسلام والخضوع
لأنك حين اخترت هذا الطريق
أطفأت كل الأنوار خلفك
ودهست كل الأحلام والآمال
وقتلت قلبك بيدك
لستَ الضحيةَ بالضرورة
من الممكنِ جدًا أن تكونَ الجلاد
من الممكنِ أيضًا أن تكونَ قدْ ارتديتَ كلا الثوبين
ولكنك في كل الحالات ستسامحهم ولن تسامح نفسك
حين تَنفذُ الحلول
اختر هذا الطريق
اختر المنفى
ولكن تذكر
لن تستطيع الرجوع
ولن تسامح نفسك