نبراس غزة *********
المشاركات : 8568
العمـر : 39
تعاليق : مساعد إداري
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 27/03/2009
النقاط : 12658
التقييم : 546
| | اذا كان العالم يلهو ، فاليابان تعمل | |
¤ اذا كان العالم يلهو ، فاليابان تعمل ¤
في رمضان الماضي ( أعاده الله علينا وعليكم أعواماً عديده ) شدَّ انتباهي برنامج جميل اسمه ( خواطر ) ، ومضمون هذا البرنامج هو نقل التجربة اليابانيه ( نظرياً ) الى مجتمعاتنا العربية والاسلاميه ، وعمل مقارنات ( حيَّه ) بين ثقافة المجتمع لدينا ، وتلك التي يتمسك بها اليابانيون . سافر طاقم العمل الى اليابان ونقلوا لنا التجربة كما شاهدوها بأعينهم ، فكان برنامج فايف ستارز أنصحكم جميعاً بمتابعته ، لأنه سيعاد ويُعاد كثيراً لما فيه من الأشياء المفيدة والجميلة حقاً .
في البداية كلنا نعلم أن القنبلة النووية أُسقِطت على هيروشيما في الحرب العالمية الثانية ، وكلنا نعلم أن الخسائر المادية والبشرية كانت شنيعةً جداً على اليابانيين ، وأعتقد والله أعلم أن تلك الطاقة الرهيبة الموجودة لدى اليابانيين والتي كانت مُوَجَّهةً للعنف والحرب ، تغير مسارها ، وأصبحت موجَّهةً الى التطوير والابتكار والإعمار ، وكان الهدف الأساسي حينها هو الإكتفاء الذاتي ، بحيث يُنتج اليابانيين مايحتاجونه في كل المجالات ، وبدون أن يعتمدوا على غيرهم أبداً ، ولكن لأن حجم الإنتاج زاد بشكلٍ كبيرٍ جداً ، لم يجدوا حينها حلاً سوى تصدير منتجاتهم الى مختلف دول العالم ، وبهذا أصبح اقتصادهم ثاني أقوى اقتصاد في العاااالم ، والشيء الجميل في هذا التطور الكبير هو أن الشعب الياباني لم ينسلخ أبداً من ثقافته وعاداته وتقاليده ( كما ينادي بعض المتفلسفين لدينا ) ، بل على العكس ، كرسوا ثقافتهم وعاداتهم الجميلة لتكون عوناً لهم في التقدم والازدهار .
في احدى حلقات ( خواطر ) كان مقدم البرنامج يتحدث عن احترام الناس للناس في اليابان ، وكيف أن أصحاب المحلات والعاملين فيها يقومون بخفض رؤوسهم للزبائن كلما مروا بجانبهم ، وعندما يرغب الزبون في المغادرة يقومون بتوديعه الى أن يخرج من المحل ، بأدبٌ جمّ وأريحيةٌ لامثيل لها .
وفي حلقةٍ أخرى ، تحدث البرنامج عن عامل النظافة في اليابان ، وعامل النظافة لدينا ، فكنت أغطي وجهي بيديَّ من الخجل ، في اليابان يحصل عامل النظافة على مرتب ( 8000 ) دولار امريكي ، بينما عامل النظافة يتقاضى لدينا ( 100 ) دولار ، علماً أن عامل النظافة لدينا يكدح من أول النهار حتى آخره ، ولايغيب عن بالنا أبداً أن الشعب الياباني متحضر جداً ولا يُلقي بالنفايات من زجاج نوافذ السيارات ، أو يقوم بتكديس النفايات أمام المنزل بطريقةٍ بشعة كما نقوم بذلك نحنُ ، في اليابان دائماً ماتكون الحدائق نظيفة وذلك لأن العائلة عندما تذهب الى الحديقة تجمع مخلفاتها بكيس مخصص لذلك وتقوم برميه في المكان المخصص لذلك ، ورأينا ذلك بأم أعيننا في ( خواطر ) ، أما لدينا فحدِّث ولا حرج ، أي أن العامل لدينا يستحق أكثر من مثيله في اليابان لأن حجم العمل ( أكبر ) . قام المخرج بوضع صورتين على الشاشة ، واحده لحديقة في اليابان ، والثانية لحديقة لدينا معشر العرب ، فكانت المقارنةُ مرعبةً كالعادة ، ولم أتمالك نفسي فوضعتُ يديَّ على وجهي مرَّةً أخرى .
وفي حلقةٍ أخرى ذهب طاقم البرنامج الى مدينةٍ ( وهمية ) ، وهذه المدينة لايدخلها الا الأطفال الصغار ، بحيث يتصرفون فيها تصرفات الكبار ، فهناك مدرسه ومعلمين ومباني وسيارات إطفاء وشرطة ، وعلى الطفل أن يتصرف فيها كما لوكان راشداً ، إنه التحضير للمرحلة المقبلة ، لاشيء يُترك في اليابان للصدفة .
وفي لقطةٍ أخرى ذهب الطاقم الى مزرعةٍ ( تعليمية ) ، يتعلم فيها الصغار كيف يعتنون بالحيوانات ، ويعلمونهم كيف يقومون بحلب الأبقار ، ياربااااه يالهم من شعبٍ عظيم .
لن أطيل عليكم ، كل ماأرجوهُ وآملهُ ، أن نتنبه لخطورة الوضع لدينا ، اليابانيين خرجوا من هزيمة كبيرة ، بعد أن قُصفوا بالقنبلة النووية ، ولكنهم الآن في القمَّة ، ونحن نتعرض لعشرات الهزائم ولا نستفيق أبداً ، وكأننا استسغنا الهَوان وصار عادةً لدينا ولانريدهُ أن يُفارقنا ، في عالم الكرة ( كرة القدم ) يقومون بتسريح بعض اللاعبين لأن حب الفوز لايجري في دمائهم ، باردون ، خاملون ، يلعبون لأنفسهم ، ولتصفيق الجماهير فقط ، أما النتيجة فهي آخر اهتماماتهم ، ولكن اذا كان الشعب بأكثريته قابعاً وراء ستائر الهزائم المتلاحقة ، دون أن تهز هذه الخسائر شعرة غَيرةٍ منهم ، فهل نُسَرِّحُ الشعب بأكمله !! ، بالطبع هذا كلام فانتازي لايمكن العمل به ، ومايمكننا فعله بالتأكيد هو العمل على بناء جيلٍ قادم ، يجب علينا جميعاً أنا وأنتَ وأنتِ وهو وهي وذلك وتلك ونحن جميعاً أن نستيقظ من سباتنا العميق ، الدول المتقدمة تتقدم أكثر ، ونحن قابعين في المؤخرة ، اللهم الا من بعض النفط الذي رزقنا اللهُ بهِ ربما بدعاء أجدادنا الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، ودعوا لنا دعوةً صادقةً في ظهر الغيب ، ولكن الله يُمهل ولا يُهمل ، فهذه النعم لاتدوم ، وربما نجد أنفسنا ذات يوم بلا نفط وبلا سلاح وبلا كرامة وبلا موارد .
أعزائي .. أنا لستُ متشائماً بقدر ماأنا واقعي ، الوضع جدُّ خطير ، تتفاوت هذه الخطوره من قِطرٍ لآخر ، ولكن كلنا في دائرة الخطر .. نعلم أننا على خطأ ، ولكن أنفسنا افتقدت لأشياء كثيرة ، فلنغرسها في الجيل القادم ، نريد أن نُخرجَ جيلاً جديداً يحب الفوز والانتصار ، يعمل بجد وبدون كلل ، جيلٌ يحب محاسن الأخلاقِ ويعمل بها ، جيلٌ يعتمد على نفسه ، يأكل مما يزرع ، ويلبس مما يصنع ، جيلٌ لايُقلد الغرب في سفاسف الأمور ، إنما يأخذ منهم الصيد السمين ، يأخذ منهم العلم ، ويبدأ من حيث انتهى الآخرون .
رسائل
الآباء والأمهات : المنزل هو اللبنة الأساسية في العملية التربوية ، فلاتهملوا أبنائكم ، علموهم وانصحوهم ووجهوهم ولا تدعوهم يتعلموا من التلفاز وأصحاب السوء ، أخبروهم أنهم ليسوا رقماً زائداً في هذا الكون ، أو أن الله خلقهم ( تكملة عدد ) تعالى الله عن هذا ، وأن أوطانهم تبني عليهم آمالاً كبيرة لاستعادة الأمجاد المسلوبة .
المعلمين والمعلمات : مهنة التعليم ليست راتباً في آخر الشهر فقط ، على عواتقكم مسئولياتٌ كبيرة وخصوصاً فيما يتعلق بالنشء ، فأنتم القدوة ، فاتقوا الله فيما استؤمنتم عليه ، ازرعوا فيهم حب العمل ، وحب العلم ، وحب القراءة والإطلاع ، ووجهوهم التوجيه السليم نحو التخصصات التي يحتاجها العمل ، وطوروا مواهبهم .
الشباب والشابات : التقليد الأعمى للغرب في أشياء تافهه ، شيء يبعث على الأسى ، لانريد تقليدهم في الأزياء والموضات والتقليعات الغريبة ، نريدُ أن نقلدهم في احترامهم للوقت ، وتقديسهم للعمل ، فالتطور لايستلزم الإنسلاخ عن العادات والتقاليد والأخلاق( الاسلامية ) أبداً .
لنا جميعاً : لنقم بأعمالنا على الوجه المطلوب ، ولنكن قدوةً لغيرنا ، فلو أن كلاً منا قام بعمله على كما يجب ، دون محسوبيات أو واسطات أو رشاوي ( لاسمح الله ) ، لتطورنا وسابقنا الأمم .
م/ن
|
عدل سابقا من قبل نبراس غزة في الأحد فبراير 05, 2012 11:34 am عدل 3 مرات | |
|
الأحد أكتوبر 23, 2011 1:49 pm من طرف حورية البحر