نبراس غزة *********
المشاركات : 8568
العمـر : 39
تعاليق : مساعد إداري
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 27/03/2009
النقاط : 12658
التقييم : 546
| | حينما تشعر بالجحود | |
من أصعب المشاعر في هذه الحياة حينما تشعر بالجحود. انه يختطف الطيبة من داخل القلوب، يغتال البراءة في معدن النفوس.
الجحود يجعلك تنتفض في داخلك وتتمرد على من حولك..
الجحود يشعرك بعدم الأمان ..
الجحود يجعلك تشك في كل من أمامك ويهز ثقتك العالية ويهوي بها في قاع سحيق ..
يجعلك كالغريق في ظلام الليل ...
من الذي يستحق العطاء حقا ؟
لماذا أعاقب على دماثتي وحسن أخلاقي ؟ ويجعلك حائرا .. هل الأفضل أن أكون مثلهم أو أن أعيش منفردا وحيدا؟؟
الجحود المتواصل يولد فيك الرغبة بالانتقام لنفسك وإثبات ذاتك .
وأصعب الجحود أن يأتي ممن كنت تثق فيهم ثقة مطلقة وترى أنهم أعز عليك من نفسك ومن أعطيتهم الصلاحية التامة لتشكيل حياتك وتسييرها فكنت ترى مايرون وتقتنع بما يقولون ثم لا يأتي سهم الغدر إلا منهم
من يمثل عليك دور الطيبة ويستغل كلماتك ليطعنك فيها
عندها تترنح واقفا مشدوها وتمسح دموعك غير مصدق ,, وقد تتمادى في غيك وتنكر أن الجحود والنكران أتى منهم وتلجأ للكذب على نفسك ( أنا أكيد واهم , مايسوونها )
أصعب مهمة في الحياة أن تحاول أن تقنع من يكرهك بحبك وتقبلك . وفي رأيي أن المحاولة ذاتها تعد من أنواع الحماقة !!
كم تسعى وكم تعطي وكم تبرر لعلك تصل إلى هدفك ( أن تجعله يحبك ثم هو يستغل هذا المدخل ليسلبك كرامتك وثقتك ويستغلك بابتسامة مزيفة صدقتها لأنك تريد أن تقنع نفسك أنك واهم أو لأنك تفيض طيبة
قال الرسول عليه السلام : " المؤمن كيّس فطن " وقال : " لايلدغ المؤمن من جحر مرتين "
وهذا يدل على إن المحاولة مع شخص جاحد لتغيير طبعه إنما هي مضيعة للوقت وهدر للطاقة والمشاعر والعواطف مع من لا يستحقون . ولا يسمى من يكرر الخطأ ( إنسان طيب ) بل مغفل يستحق أن يستغل أسوأ استغلال وهو المسؤول الأول عما يقع له
أقسى شيء حينما تشعر أن العطاء يقابل بالجفاء، والإحسان يقابل بالإساءة، والحب يقابل بالتجاهل. أصعب المرارات في هذا الوجود عندما تكتشف انك أعطيت، ليكون المقابل هو النكران. كيف يمكن لزمن أن يجود بأناس جبلوا على العطاء، وتعودوا على الحب. لغتهم الإيثار، سمتهم التواضع، وهدفهم إسعاد الآخرين. ليفاجأوا بعد ذلك، بأن من منحوهم العطاء ردوا ذلك بالتجافي. إنه زمن المرارة في عالم الجفاف. تعطي لكي تفاجأ بأن من قدمت لهم الخير اعتبروه من المسلمات، تجاوزوا عن كل ذلك، و فكروا في أنفسهم فحسب. بالنسبة لهم الحياة هي هم فقط، وما عدا ذلك فراغات. يختطفون أجمل ما فينا ويرحلون، بل وربما يجرحون. نسير في حياتنا بعفويتنا، نفتح الأبواب للآخرين، نقدم لهم ما نستطيع، لا ننتظر المقابل، فالزهور حين تورق، والسماء حينما تمطر، لا تنتظر المقابل. ولكنها أيضا لا تتوقع الجحود. العطاء مثل الجنين يحتاج للرعاية والدفء ليكبر، غير أنه من السهولة أيضا أن يجرح. نقف أحيانا في نقطة المنتصف لنتساءل: هل يمكن أن نستمر في العطاء، والى أي مدى؟ ربما يكون هناك أشخاص أراد القدر أن يكونوا في حياتك. وتجد نفسك في صراع بين طبع العطاء ومرارة الجفاء. وتقابل أشخاصا يعتقدون أنهم كلما أخذوا أكثر كانوا أكثر ذكاء، حساباتهم مبنية على الانتهازية بعيدا عن المشاعر الإنسانية. الجحود جارح وقاس. والحياة علمتنا أن الانتهازيين يربحون على المدى القصير، ولكن عدالة الحياة تكشف لنا حتى ولو بعد حين، كم كانوا هم أشقياء. وكم نحن نربح، ليس فقط في الرضا عن الذات وراحة الضمير، بل حتى في الحسابات الأخرى، فالخير هو الذي يدوم، والشمس تشرق حتى لو غطتها الغيوم.
الجحود أسوء الخصال في هذه الحياة ليس فقط لأنك تشعر بالندامة على ما قدمت ... ولكنه أيضا يحرمك من متعة العطاء في المستقبل
|
عدل سابقا من قبل نبراس غزة في الأحد أبريل 29, 2012 2:59 pm عدل 1 مرات | |
|
الأربعاء مارس 16, 2011 7:45 pm من طرف عاشقة الزهور