كرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية القريبة من حزب الله أن فصيلا أساسيا في المعارضة، في إشارة واضحة إلى حزب الله قام بـ"محاكاة إلكترونية" لعملية السيطرة على بيروت.
وأكدت مصادر لبنانية مطلعة لـ"الشرق الأوسط" أن هذه المحاكاة هي "خطة عملية وضعت على الورق وصدقت من قبل الأطراف المعنية، وأن تنفيذها ينتظر ساعة الصفر، وهي القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري، وهو قرار قال خبير استراتيجي قريب من الحزب "سينهي العهد الحريري في لبنان إلى الأبد".
وتعيش القوى الرسمية اللبنانية المسئولة عن حفظ الأمن في البلاد حالة قلق كبيرة من الوضع الميداني في ضوء التوتر السياسي المتفاقم على خلفية القرار الظني للمحكمة الخاصة بلبنان الذي يتوقع حزب الله أن يتهمه أو عناصر فيه بالضلوع في عملية اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري في فبراير2005.
اجتماعات دورية:
وقد كشف مصدر لبناني مطلع للصحيفة ذاتها عن معلومات تتداولها أجهزة أمنية لبنانية عن قيام حزب الله وحركة أمل وقوى أخرى متحالفة مع سورية بعقد اجتماعات دورية مكثفة لبحث التنسيق فيما بينها في معركة مفترضة للسيطرة على بيروت وطريق الجنوب وتحييد مناطق أخرى مسيحية وسنية.
وتطرقت الاجتماعات إلى تقسيم المناطق بين هذه القوى بحيث يصبح لكل فريق منها خريطته الخاصة للمواجهة في ساعة الصفر.
وقالت المعلومات إن بيروت قسمت إلى 3 مناطق عسكرية، تتولى فيها هذه القوى المهام، وتحديدا بين أمل وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي، وإن خططا بديلة أعدت لتقديم الدعم اللوجيستي من قبل حزب الله لهذه الأطراف في حال واجهت مشكلات تمنع تنفيذ الخطة.
وتشير المعلومات أيضا إلى أن ساعة الصفر مرتبطة بالقرار الظني للمحكمة، إلا إذا ارتأى المعنيون تقديمها لاستباق القرار، لكن هذا السيناريو الأساس وضع على أساس صدور القرار الظني ونزول شبان غاضبين إلى الشوارع الرئيسية لقطعها احتجاجا عليه، ثم تتطور الأمور إلى مواجهات مع القوى الأمنية أو أنصار الفريق الآخر (14 آذار)، فتغتنم القوى المسئولة عن تنفيذ عملية الاستيلاء على العاصمة مهمتها.
الحزب لم ينف:
ولم ينف حزب الله في اتصال لـ"الشرق الأوسط" مع أحد قياديه الخبر، معتبرا أن الجميع يعلم أن الوضع في لبنان مقلق للغاية بسبب فشل كل الفرص حتى الآن، وقال أنه من غير المفيد الحديث عن سيناريوهات في الإعلام، ولكن لا أحد يستطيع أن يتكهن بما سيكون عليه الوضع بين يوم وآخر.
أما حركة أمل، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، فقد نفت مشاركتها في أي خطط ميدانية، وقال مصدر في الحركة رفض ذكر اسمه إنها ليست في حالة وضع خطط مواجهات ميدانية.
الكثير من الواقعية:
ومن ناحيته رأى الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط ـ المقرب من حزب الله ـ أن ما تضمنه تقرير صحيفة "الأخبار" فيه الكثير من الواقعية.
وقال إن الكل يعرف أن الفتنة ستكون محصورة جغرافيا في المناطق التي فيها وجود شيعي، مما يعطي «حزب الله فرصة للحسم وهذه المناطق هي بيروت والبقاع الأوسط والجنوب".
وأضاف أنه "في بيروت وبوجود الأكثرية الشيعية مع الحلفاء تحسم الوضع في 24 ساعة على الأكثر، أما في الجنوب وتحديدا على طريق بيروت الجنوب، فكان ثمة عاملان يشكلان صعوبة عند حزب الله هما وليد جنبلاط والحالة السنية في إقليم الخروب، وهاتان الحالتان انتهتا بعد أن حسم جنبلاط خياراته العسكرية وأعاد توضعه السياسي، أما في البقاع الأوسط المعروف بثقل الوجود السني فيه مع الأصولية، فقد يتأخر الحسم فيه يومين أو ثلاثة أو أسبوعا على أبعد تقدير، وعندها قد يلجأ حزب الله إلى الحسم بشكل قاس، وأصحاب العلاقة يعرفون معنى الحسم القاسي وقد يدفعون ثمنا غاليا جدا، ولذلك يترددون في فتح المعركة», على حد قوله.
وخلص حطيط إلى التأكيد أن «الفتنة إذا ما انفجرت، فإن حزب الله سيمسك بالأرض في ثلاثة أيام أو أسبوع على الأكثر، ولكن لا ينتهي الأمر هنا، لأن ما سيحصل على الأرض سيترجم في السياسية، وعندها تصل المعادلة إلى أن القرار الظني الذي صدر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري سينهي العهد الحريري في لبنان إلى الأبد».
[img][/img]