الجدري (ابوشوكه) وتأثيره على الاطفال

قد تفاجأ الأسرة، في يوم ما، بظهور طفح جلدي
عبارة عن بقع حمراء اللون
تنتشر في كل مكان من جسد طفلها الصغير وتملأه من رأسه حتى قدميه،
تكون في البداية على شكل حبيبات صغيرة جداً مليئة بسائل شفاف ثم بعد ذلك
تنفجر وتجف وتكون قشرة جافة. ويصاحب ذلك حكة شديدة.
هذا يعني أن الطفل أصيب بأحد أمراض الطفولة المعدية وهو مرض "جدري الماء"،
الذي يثير الرعب والخوف عند الأم بالذات، خاصة إذا كان طفلها هذا في مرحلة الدراسة،
وأصيب بالعدوى في أثناء الأيام الدراسية عموماً.
كيف انتقلت العدوى إلى الطفل رغم حرص والديه الشديد في رعايته؟
وهل يمكنه الذهاب الى المدرسة؟
كيف يتم رعاية الطفل المصاب بهذا المرض؟
كيف ؟؟؟لماذا؟؟هل؟؟
لا شك أنها أسئلة كثيرة و محيرة تواجه الوالدين
وبالذات كل أم يعاني أحد أبنائها من أي مرض معدي
عند بداية الدراسة أو حتى أثناءها.
اذاً ماهو جدري الماء العنقز؟؟؟


طفح جلدي محمر مصحوباً بحكة يمكن أن ينتشر في جميع مناطق الجسم
وهو مرض معدي سريع الانتشار ويعتبر من أكثر الامراض الفيروسية شيوعا بين الاطفال تحت سن عشر
سنوات وهناك أكثر من 95% من البالغين قد تعرضوا للاصابة بهذا المرض في طفولتهم . ويكثر حدوثة
في فصلي الربيع والشتاء.

الأعراض والعلامات
يظهر المرض على شكل طفح جلدي محمرمصحوبا بحكة في الوجة وفروة الرأس والصدروالظهر ويمكن
أن ينتشر في جميع مناطق الجسم حتى في داخل الحلق والعين
ويظهر الطفح الجلدي بعد أقل من أسبوعين من التعرض للفيروس على شكل بقع حمراء سرعان ماتتحول
إلى بثور صغيرة ممتلئة بسائل مائي، تنفتح وتترك أثر لها على الجلد ويستمر ظهور البقع الحمراء على
الجلد وتكون عادة مصحوبة بحكة شديدة.
وقد يسبق الطفح الجلدي او يصاحب بما يلي :
@ارتفاع في درجة الحرارة.
@ ألم بالبطن أو فقدان في الشهية.
@ صداع متوسط
@ شعور عام بعدم الراحة او التوتر
@ كحكة متوسطة ورشح بالأنف في اليومين الأولين من المرض قبل ظهور الطفح وفي الأطفال الأصحاء
يكون المرض متوسطا بوجه عام.

عوامل الخطر
الجدري مرض شديد العدوى لغير المحصنين وينتشر بسرعة في أماكن رعاية الأطفال والمدارس وينتقل ا
الفيروس بالملامسة المباشرة للطفح الجلدي أو بالرذاذ المنتشرة في الهواء عن طريق الكحة او
السعال.
ويمكن للشخص المصاب بالعنقز أن ينقل الفيروس لمدة 48ساعة قبل ظهور الطفح الجلدي . ويبقى
معديا حتى تتقشر كل البقع.
الذين تم تطعيمهم ضد العنقز غالبا يكونون محصنين ضد الفيروس وينطبق نفس الشيء على أي شخص
أصيب بالعنقز في الماضي.

متى تبحث عن الاستشارة الطبية:
وينصح باستشارة الطبيب إذا ظهر الطفح الجلدي الذي بدورة يصف العلاج المناسب ليخفف من حدة
المرض والمضاعفات، وابلاغ الطبيب إذا ماحدث أحد هذه المضاعفات:
@ انتشار الطفح إلى العين .
@ زيادة في إحمرار الطفح الجلدي ومؤلم عند اللمس لأن هذا يشير لحدوث إصابة بكتيرية ثانوية للجلد.
@ إذا كان الطفح مصحوبا بدوخة او فقدان للوعي او سرعة في ضربات القلب وضيق في التنفس
ورعشة العضلات وكحة شديدة وأرتفاع في درجة الحرارة وتصلب في العنق .

المضاعفات : يعتبر العنقز مرض خفيف بوجه عام،
غير من الممكن أن يصبح مرضا خطيرا ويؤدي إلى مضاعفات وخصوصا في:
1- المواليد الجدد والأطفال الذين لم تصب أمهاتهم بالعنقز ولم يأخذن لقاح العنقز من قبل.
2- البالغين.
3- الحوامل.
4- الأشخاص الذين لديهم نقص في المناعة.
5- المرضى الذين يتعاطون أدوية الكورتزون مثل الأطفال المصابين بحساسية الصدر.
واكثر هذه المضاعفات شيوعا هو الإصابة بالتهابات بكتيرية بالجلد ويمكن أن يؤدي أيضا إلى التهاب رئوي
أو التهاب المخ (الالتهاب الدماغي) وكلا الحالتين يمكن أن يكون خطيرا جدا للشخص المصاب.
أي مصاب بالعنقز خلال فترة الطفولة يكون معرضا لخطرالاصابة بالحزام الناري وذلك أن بعد الاصابة
بالعنقز تبقى بعض فيروسات العنقز كامنة في الخلايا العصبية وبعد عدة سنوات يمكن للفيروس إن يعيد
نشاطه ويعود ظهوره على الجلد مرة أخرى كحزام ناري ويظهر بشكل بثور مؤلمة في منطقة محددة من
الجسم. وأوضحت الدراسات أن كل واحد من عشرة أصيبوا من قبل بالعنقز يكونوا معرضين للاصابة
بالحزام الناري .

العنقز والحمل
يمكن أن يؤثر العنقز على الحوامل، وفي حال اصابة الحامل في الأشهر الأولى من الحمل بالعنقز يمكن
أن يؤدي إلى عدة مضاعفات في المولود ومنها انخفاض الوزن وعيوب في الأطراف. واكثر خطورة للمولود
عندما تصاب الحامل بالعنقز خلال الايام الاربعة قبل الولادة فإن الوقت لايكون كافيا لانتقال مناعة الام
للمولود ويظهر المرض على المولود في الايام العشرة من الولادة.ويكون المرض شديد وقد يؤدي إلى
الوفاة.

العلاج:
1- يجب عزل المصاب بالعنقز عن النساء الحوامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وعدم ذهاب
الطفل للمدرسة إلى أن تنتهي العدوى أي بعد حوالي سبعة أيام من ظهور الطفح الجلدي.
2- علاج أرتفاع درجة الحرارة بأعطاء المريض مخفضات الحرارة مثل الباراسيتمول وتجنب أعطاء الاطفال
الاسبيرين بسبب علاقته بمرض متلازمة راي .
3- وعلاج الحكة بمضادات الهستامين عن طريق الفم وعدم وضع محلول الكلامين الذي يؤدي إلى جفاف
الجلد.
4- علاج التقرحات الجلدية بواسطة كريمات المضادات الحيويةلمنع العدوى الثانوية وفي بعض الحالات
يمكن أعطاء المريض مضادات حيوية عن طريق الفم .
5- أعطاء دواء الاسيلكوفير فقط في الاصابات الشديدة وأذا كان المريض يعاني من نقص المناعة او
التهابات في الرئة.

الوقاية : يوجد الآن لقاح لمرض العنقز ويوفر مناعة
لاكثر من 90% من الحالات ويخفف الاعراض المصاحبة للمرض وهذا التطعيم شائع في كثير من البلدان
ويوصى باللقاح الى:
الأطفال الصغار : يعطى الأطفال جرعتين من اللقاح
الأولى بين سن 12و 15شهرا
الثانية بين عمر 4و 6سنوات
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7و 13سنة ولم يتم تحصينهم من قبل يجب ان يعطوا جرعتين من لقاح
العنقز ويفصل بينهما 3شهور على الأقل. والاطفال الذين يبلغ عمرهم 13سنة او اكثر ولم يتم تحصينهم
يجب ان يتلقوا جرعتين تكميليتين من المصل ويفصل بينهما بأربعة أسابيع على الأقل .
البالغون الذين لم يتم تحصينهم ولم يصابوا بالعنقز من قبل ولكنهم لديهم خطر كبير بسبب التعرض وهذا
يشمل العاملين في مجال الرعاية الصحية والمدرسين وموظفي رعاية الأطفال والمجندين والبالغين
الذين يعيشون مع الأطفال الذين لم يصابوا من قبل بالعنقز أولم يتم تحصينهم يتلقون دائما جرعتين من
المصل يفصل بينهما من 4إلى 8أسابيع.

وأذا أصيب الشخص بالعنقز من قبل فهو ليس بحاجة إلى أخذ لقاح العنقز لانه يكون محصنا ضد الفيروس
مدى الحياة . ومن الممكن أن يصاب الانسان بالعنقز مرة أخرى وهو نادر الحدوث خاصة إذا كانت الاصابة
الأولى قد حدثت خلال الأشهر الأولى من الولادة.
ولا يعطى اللقاح إلى :
1- الحوامل.
2- الأشخاص الذين لديهم ضعف في المناعة.
3- الأشخاص الذين لديهم حساسية لمادة الجلاتين أو المضاد الحيوي النيومايسين .
ولا توجد مضاعفات تذكر لهذا اللقاح في معظم الحالات قد يصاحب التطعيم احمرار موضعي للجلد مع
تورم.