تشهد مباريات المنتخب المصري والجزائري الفائتة والقادمة المؤهلة إلى كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا اهتماما كبيرا في وسائل الإعلام العبرية وفي الشارع الإسرائيلي.
وشددت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن اللقائين هما "حرب" بين البلدين وركزت على الخلافات بينهما، فيما ذهب بعض القراء الإسرائيليين المعقبين في المواقع الالكترونية إلى الشماتة من العرب، إذ وجدوا سعادتهم في خلاف البلدين العربيين، متمنين "مباراة" من هذا النوع بين حركتي "فتح" و "حماس". ووصف بعضهم العالم العربي أنه "متخلف".
وركزت بعض وسائل الإعلام على بعض التصريحات المتعلقة بهزيمة إسرائيل للمصريين في حرب 1967، واستعباد الفرنسيين للجزائريين، التي تم تداولها في مواقع الكترونية عديدة.
مطالبة ببث المبارة
وخصصت القناتين الثانية والعاشرة الاسرائيلتين تقارير عن المباراة في نشرات الأخبار الرئيسية، وتساءل أحد المراسلين، كيف لا تقوم القنوات الإسرائيلية ببث المباراة؟، فيما خصص موقع صحيفة "هآريتس" الإسرائيلي" استطلاعاً للرأي حول هوية الفائز في المباراة القادمة.
وكان الخبر الذي نشره موقع صحيفة "معاريف" ثاني أكثر الأخبار الرياضية قراءة.
وقال مقدما برنامج "لوندون إت كرشنباوم"، أحد أكثر البرامج شعبية في إسرائيل، في تقديمهما للفقرة المتعلقة بالمباراة إن "كرة القدم هي حرب عندما تكون بين مصر والجزائر"، في حين قال مراسل البرنامج للشؤون العربية تسفي يحزكيلي: "يجب أن أتعلم ما يحدث في عالم كرة القدم، لأن هذا سياسة بكل معنى الكلمة، خلافات وأزمات دبلوماسية. وهناك اتهامات وكراهية بين البلدين وصلت إلى مستوى عالي لم نشهده من قبل... اسمحوا لي أن أعرض عليكم مشاهد لحافلة المنتخب الجزائري بعد أن اعتدى عليهم المصريون. الجزائريون كانوا في حالة صدمة.
وأشار إلى أن المصريون كانوا قد اتهموهم من قبل أنهم سمموا لهم الطعام في المباراة التي خسروها في الجزائر. كذلك، فإن الجزائريين كتبوا للمصريين أن ما فعلته إسرائيل بكم عام 1967 هو لا شيء إلى جانب ما سنفعله بكم".
وقال يحزكيلي إن "الجزائريين هم الأشرار الآن في الشارع المصري، فالمصريون ينظرون إلى أنفسهم على أنهم الطيبون في حين أن الجزائريين هم الأشرار بنظرهم".
ولم يغب عن يحزيكلي ربط مباراة إيران والأردن بالسياسة، وهي مباراة جرت في نفس يوم مباراة الجزائر ومصر وانتهت بفوز الإيرانيين بهدف يتيم. ووصفها يحزكيلي أنها "مباراة بين السنة والشيعة".
أما القناة الثانية الإسرائيلية فعنونت المباراة في نشرتها الرئيسية أنها "مباراة كرة القدم التي عصفت بالعالم العربي".
وعرضت القناة الإسرائيلية، تقريرا مطولاً عن المباراة لمراسليها غانم ابراهيم وتسيون نانونس، مدته 6 دقائق، وهي مدة طويلة نسبياً في عالم التقارير التلفزيونية الخاصة بنشرات الأخبار.
وجاء في التقرير: "حتى في ظل التوتر في الشرق الأوسط كانت هذه المباراة مشحونة بشكل خاص. مصر والجزائر ربما بلدين صديقين ولكن في كرة القدم هي فعلا الحرب بينهما. بدأ الأمر قبل 25 عاماً عندما قام لاعبون من كلا المنتخبين بالتعارك على الملعب وأعطوا الضوء للكراهية.
مضيفاً قبل نصف عام قام مشجعون جزائريون بحرق العلم المصري. وعندما وصل الجزائريون إلى مصر لأداء المباراة التي فاز بها "الفراعنة" بهدفين نظفين، قام المصريون بمهاجمة حافلتهم. الجزائريون كتبوا للمصريين سنهزمكم كما هزمكم الصهاينة عام 1967".
استطلاع اسرائيلي حول الفائز
من جهته ينشر موقع صحفية "هآريتس" استطلاعاً للرأي، يصوت الإسرائيليون من خلاله على توقعاتهم حول هوية المنتخب الذي سيفوز في المباراة القادمة التي ستجمع المنتخبين الجزائري والمصري على ملعب نادي المريخ في السودان.
وكان نفس الموقع قد كتب قبل المباراة التي جرت في القاهرة أن "الحرب النفسية بدأت منذ فترة وتزداد حدة مع اقتراب موعد المباراة".
وركز الموقع على المشاكل التي قال إن المنتخب الجزائري واجهها في مصر منها "أن الجزائريين حجزوا طابقًا كاملاً في فندق ماريوت، ولكن المصريين ردوا عليهم بأنه لا يوجد عدد كافي من الغرف، ومنذ ذلك الحين يحاولون العثور على غرف في القاهرة دون جدوى. لا يوجد أي فندق معني بتبعات ما يمكن أن يؤدي إليه استضافة الجزائريين".
ويخصص موقع "واينت"، وهو موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" وأكبر المواقع الإسرائيلية، تقارير يومية عن لقاء الجزائر ومصر.
ونشر الاثنين 16-11-2009 تقريراً تحت عنوان "مشجعو مصر للجزائريين: استعدوا لأحد عشر شهيدا".
وجاء في التفاصيل أن "التوتر بين البلدين آخذ في الازدياد مع اقتراب المباراة الفاصلة المؤهلة للمونديال، وقد أمرات قيادات البلدين بتمويل سفر المشجعين إلى السودان، وقد استمرت الاضطرابات في اليومين الأخيرين، وتطورت أيضا إلى حرب قراصنة "هاكرز" على الانترنت.
وأضاف الموقع: "قراصنة جزائريون اخترقوا موقع الاتحاد المصري لكرة القدم، نشروا فيه صورة لنجمة داوود وكتبوا: انتم دمى إسرائيلية. بالمقابل رد عليهم المصريون: استعدوا لأحد عشر شهيدا إضافيا يوم الأربعاء. علما أن الجزائر معروفة بأنها بلد المليون شهيد".
وفي تقرير آخر لموقع واينت جاء أن "الجزائر بدأت الحرب النفسية بعد أن مرت بجهنم أثناء تواجدها في مصر. لم توفر كلمات بهدف إخراج غريمتها من التوازن وكتبت في صحفها: المصريون باعوا الفلسطينيين لإسرائيل، كذلك أثارت صحف الجزائر نقطة حساسة لدى مصر حين كتبت: معروف أن إسرائيل هزمت مصر في حرب الأيام الستة. الرد المصري لم يتأخر حيث كتبت الصحافة المصرية: فرنسا حولت الجزائريين إلى عبيد".
وفي ظل تركيز الصحافة الإسرائيلية على تغطية "الحرب" العربية - العربية بات المتابع الإسرائيلي على دراية بالتطورات، فماذا قال الجمهور الإسرائيلي؟.
سخرية إسرائيلية من العرب
الأخبار المكثفة حول خلافات البلدين الشقيقين بسبب مباراة كرة قدم، وفرت لبعض الإسرائيليين مساحة للشماتة والسخرية ليس من البلدين فقط ولكن من العرب عامة. وبدا ذلك من خلال التعقيبات في عدد من المواقع.
وتساءل أحد المعقبين:"أي عقلية حمقاء هذه؟ بدل أن تطعموا شعوبكم تقومون بإرسالهم إلى الملاعب؟.
وقال آخر ساخراً :"هذا يوضح كم الأمة العربية موحدة". وذهب ثالث للقول: "أي أشخاص صغار (حقيرين) هؤلاء العرب؟ فعلا هم متخلفين ودون المستوى".