ينقسم تأييد السودانيين بين مصر والجزائر، في اللقاء الذي يجمع الفريقين بعد غد الأربعاء 18-11-2009، في قمة حاسمة لتحديد المتأهل إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 ضمن المباراة الفاصلة عن المجموعة الثالثة من التصفيات الإفريقية.
وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى السودانيين لكونها أهم مباراة تقام في البلاد في أكثر من 40 عاما.
كما يعتبر هذا الموعد التاريخي أهم بكثير من اللقاء الذي أقيم بين المنتخبين السبت الماضي، على استاد القاهرة الدولي، وكانت نتيجته للفراعنة 2-صفر، وشابتها أعمال عنف بحق المنتخب الجزائري ومشجعيه سواء قبل أو بعد المباراة.
وكان المهاجم عماد متعب أسعد عشرات آلالاف من السودانيين عندما سجل الهدف الثاني للمنتخب المصري في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع فارضا الاحتكام إلى مباراة فاصلة حدد الاتحاد الدولي مدينة أم درمان لتكون مسرحا لها.
لكن، واذا كانت الاحتفالات عم المقاهي المصرية في العاصمة السودان، فان رهانات السودانيين لا تزال مفتوحة وولاءهم لا يزال منقسما بين المنتخبين.
وقال أحمد، وهو أحد المشجعين لنادي المريخ السوداني الذي سيكون ملعبه الذي يتسع لـ40 الف متفرج مسرحا لمباراة الأربعاء "بالنسبة لي، اتمنى أن تتاهل الجزائر".
أما رئيس القسم الرياضي في صحيفة "الراي العام" عبد المجيد عبد الرازق فتوقع أن يشجع السودانيون المنتخب المصري "بالنظر إلى العلاقات التاريخية التي تربط البلدين. وكذلك لأن مصر هي التي طلبت إقامة المباراة الفاصلة في السودان". وأضاف "على الرغم من هذه الاعتبارات، فان العديد من المشجعين الجزائريين سيحضرون المباراة".
وبحسب صحافي وكالة فرانس برس في العاصمة الجزائر، فان المشجعين الجزائريين تهافتوا على وكالات الخطوط الجوية الجزائرية من أجل حجز تذكرة سفرهم لحضور المباراة التي يتراوح عدد مشجعي الجزائر فيها بين 5 آلاف و10 آلاف متفرج.
وقال رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد راوراوة في تصريح للاذاعة الجزائرية "في الخرطوم، سنكون على أرضنا. السودان بلد صديق ولن نستقبل بالحجارة كما حصل في القاهرة".
وكتبت صحيفة "ليبرتي": "لم نخسر أي شىء حتى الآن، هناك مباراة الخرطوم، وهو ملعب محايد بعيدا عن الشتائم والأفعال الكيدية والرخيصة والقذرة".
أما جاسم خالد عن الصحيفة الرياضية السودانية "الهلال" فكان له رأي معارض قائلا "الجمهور السوداني سيشجع المصريين الذين سيلعبون وكأنهم في القاهرة. لن يكون هناك أي فرق".
وكان نحو 200 مشجع سوداني استقبلوا المنتخب الجزائري لدى وصولهم إلى مطار الخرطوم، فيما حظيت البعثة المصرية باستقبال حافل لدة وصولها فيما بعد.
بينما أكد مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد السوداني لكرة القدم لوكالة فرانس برس أن "سلامة المنتخبين ستكون مؤمنة مثل أي مباراة دولية".
يذكر أن السودان أكبر بلد في إفريقيا لم يتأهل إلى نهائيات كأس العالم في تاريخه، ويملك في سجله كأس أمم افريقيا عام 1970.