فيما يرى الجزائريون أنهم أصبحوا على مسافة خطوة من التأهل لمونديال جنوب إفريقيا 2010 عقب فوزهم على رواندا بثلاثة أهداف لهدف ليلة الأحد 11-10-2009، يرد المصريون بأن هذا الفوز مثالي بالنسبة لهم، فيحتاجون لهدفين فقط للعب مباراة فاصلة أو الاحتكام للقرعة، وهو أمر في متناول لاعبيهم الأكثر خبرة بالنسبة للتعامل مع هذه الجولات الحاسمة.
وفاز المنتخب المصري في ثلاثة لقاءات من هذا النوع جمعته بنظيره الجزائري في استاد القاهرة الدولي الذي باتوا يطلقون عليه "استاد الرعب" آخرها في تصفيات 2002 بتسجيله خماسية في المرمى الجزائري وقبلها 1990 بهدف حسام حسن الذي أهله لمونديال ايطاليا، وكان قد فاز في تصفيات أولمبيات لوس انجلوس بهدف سجله علاء نبيل.
الطريف أن الجهازين الفنيين للمنتخبين الجزائري والمصري لم يكونا على علم كاف بالحسبة التي تؤهل أيا منهم لمونديال جنوب إفريقيا، وكان للهدف الذي سجله أبو تريكة في مباراة الجزائر التي خسرها المصريون بثلاثية، أثر في اللغط الذي زادته وسائل الاعلام اشتعالا، فقد ذكر تلفزيون الايه أر تي بواسطة الاستديو التحليلي الذي علق على مباراة الجزائر ورواندا، أن مصر تتأهل مباشرة لجنوب إفريقيا في حالة فوزها بهدفين نظيفين في مباراة القاهرة في 14 تشرين ثان (نوفمبر) القادم.
وبنت القناة ذلك على اعتبار أن هدف أبو تريكة سيحتسب بهدفين بعد تساوي المنتخبين في الأهداف، بواقع أن كلا منهما سجل 9 واستقبل 4 أهداف.
لكن لاحقا تبين أن ذلك استنتاج خاطئ، وأن المنتخب المصري يحتاج لثلاثة أهداف نظيفة للصعود المباشر، فيما يضعه الفوز بهدفين نظيفين في مواجهة القرعة مع شقيقه الجزائري، أو اللجوء لمباراة فاصلة في أرض محايدة إذا رأى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ذلك.
هدف أبو تريكة في الجزائر
في هذه الأثناء خرج رأي ثالث مؤكدا بأن هدف أبو تريكة لا يزال في الصورة، إذ أن لائحة الفيفا التي استندت إليها الحسبة السابقة لم تذكر إطلاقا الهدف الذي يحرزه الفريق خارج أرضه، ومن ثم قد يتم استبعاد االقرعة في هذه الحالة باعتبار أنها قد تحرم منتخبا يستحق الصعود، ويتم اللجوء للائحة الاتحاد القاري الذي يتبعه المنتخبان، وفي هذه الحالة فإن لائحة الاتحاد الإفريقي (الكاف) تحتسب الهدف خارج الأرض بهدفين في حالة التساوي في الأهداف والنقاط.
ورغم صعوبة موقف المنتخبين، فإن وسائل الاعلام في كل من مصر والجزائر أبت أن تهدئ الأمور أو أن تهيء الجماهير الرياضية في البلدين لتقبل أي نتيجة باعتبار أن مباريات الكرة فوز وخسارة، وأن المنتخب الذي سيصعد للنهائيات هو في النهاية عربي يستحق تشجيع الكرويين في البلدين الشقيقين.
التلفزيون الرسمي الجزائري عرض مشاهد لاحتفالات الآلاف في المدن والولايات الجزائرية بالفوز على رواندا واشاراتهم بعلامة النصر، فما اكتظت مواقع الصحف الجزائرية على الانترنت بتعليقات جزائريين تؤكد أن منتخبهم سيهزم الفراعنة على أرضهم.
ونشرت الصحف تصريح المدير الفني رابح سعدان التي يؤكد فيها أنه ذاهب للقاهرة من أجل الفوز، وتصريحا ساخرا لرئيس الاتحاد الجزائري محمد رواروة يرد فيه على نظيره المصري سمير زاهر عندما طلب مراقبة حكم المباراة الأخيرة مع رواندي، فقال رواروة إن "الجزائر بلد مستقل لا يقبل مراقبين دوليين على أرضه".
وسارع رواروة بعد المباراة وتأجيل الحسم لمباراة القاهرة، إلى تلطيف الأجواء، ونقلت صحيفة الشروق الجزائرية عنه القول "الأهم هو أننا ضمنا مشاركة منتخب عربي من المجموعة الثالثة إلى مونديال جنوب إفريقيا".
وأضاف "نحن نثق في أشقائنا المصريين ورغبتهم في الحفاظ على أواصر الصداقة بين البلدين الشقيقين".
شحاتة يتجنب الحديث عن المنتخب الجزائري
في مصر قال حسن شحاتة لدى عودته مع فريقه إلى بلاده عقب الفوز المهم على زامبيا بهدف دون رد "ما لييش دعوة بالمنتخب الجزائري" وذلك ردا على سؤال عن حظوظ كل منهما.
ونقلت القنوات المصرية الخاصة لقطات من الشارع تعبر عن سعادة المصريين بالفوز على زامبيا وقدرتهم على قهر المنتخب الجزائري وذلك قبل لقائه مع رواندا.
وفي تقرير لقناة "العربية"، من موفدها إلى القاهرة لطفي الزعبي، اعترف نجم الكرة المصري السابق وعضو اتحاد كرة القدم مجدي عبدالغني بصحة الهدف الذي سجله المنتخب الجزائري ولم يحتسبه الحكم بدعوى عدم اجتيازه خط المرمى.
وفي تصريحات لصحيفة "الدستور" أكد النجم محمد أبو تريكة قدرة منتخبهم على تسجيل ثلاثية في مباراة القاهرة، وفي تصريحات أخرى قال المدرب المساعد للمنتخب المصري حمادة صدقي إن فرصتهم أفضل في الوصول لمونديال جنوب إفريقيا.
وأعلن الجهاز الفني للمنتخب المصري عفوه عن نجمهم المحترف في المانيا محمد زيدان على أمل أن يشارك في مباراة القاهرة الحاسمة إلى جانب العائد من اصابة طويلة عماد متعب مهاجم الأهلي.