بعد الهجوم الذي تعرضت له بسبب ممارستها ضد الفلسطينيين
الأمم المتحدة تتفادى عقد مؤتمر آخر عن العنصرية لتجنب نقد إسرائيل
جنيف - رويترز
المواجهة الصاخبة التي حدثت بسبب إسرائيل والتي سرقت الأضواء من المؤتمر الذي عقدته الأمم المتحدة هذا الأسبوع عن العنصرية ستجعل المنظمة الدولية على الأرجح لا تفكر في التطرق إلى هذا الموضوع مجددا على نفس هذا المستوى.
فالتوجه العريض الذي تبنته الأمم المتحدة لمناقشة التمييز العرقي وفر لمنتقدي إسرائيل فرصة كبيرة فاستخدموا المؤتمر الأول الذي عقدته المنظمة الدولية عن العنصرية عام 2001 كمنصة للهجوم على الدولة اليهودية وممارساتها ضد الفلسطينيين.
ونتيجة لما حدث في المؤتمر الأول عام 2001 قاطع كثيرون من الدول الغربية المتحالفة مع إسرائيل المؤتمر الثاني لعام 2009 حتى من قبل أن يقف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على المنصة ويتهم إسرائيل بأنها دولة عنصرية مطلقة، مما دفع دول الاتحاد الأوروبي إلى الانسحاب من المؤتمر.
وأمس الخميس 23-4-2009، حذرت إيران الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون من "المعايير المزدوجة" بعد أن ندد بتصريحات الرئيس الإيراني المناوئة لإسرائيل، في الوقت الذي يلتزم فيه مسؤولو الأمم المتحدة الصمت إزاء معاملة إسرائيل للفلسطينيين.
وأدان أحمدي نجاد، الذي شكك من قبل في المحارق النازية في الخطاب الذي ألقاه أمام مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية في جنيف إسرائيل، ووصفها بأنها "حكومة عنصرية مطلقة" تقوم على "ذريعة معاناة اليهود".
وفي رسالة إلى كي مون، أدان السفير الإيراني لدى المنظمة الدولية محمد خزاعي ردود الفعل الغاضبة إزاء خطاب نجاد، وقالت الرسالة إن الرئيس الإيراني عبّر ببساطة "عما يشكل في رأينا موقف ومبعث قلق الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بشأن معاناة الشعب الفلسطيني، التي تسببها سياسات وممارسات النظام الإسرائيلي".
ويقول محققو الأمم المتحدة في قضايا حقوق الإنسان إن جهود المنظمة الدولية المستقبلية لمناقشة التمييز العنصري يجب أن تكون محدودة المجال؛ إذ يعتبر محقق الأمم المتحدة الخاص في قضايا العنصرية الكيني الجنسية غيثو مويغاي أن الدراما التي حدثت في مؤتمر جنيف تظهر الحاجة إلى "إبعاد الجدل العقائدي الملتهب عن العمل التقني الملموس الذي يحتاج حقا إلى أن ينفذ في مجال العنصرية".
ويضيف "الكثير من القضايا التي هيمنت على المناقشات لا صلة لها بالضرورة بمناقشة العنصرية والبرنامج الذي يجب أن يطبق فيما يتعلق بالعنصرية، "أعتقد أن هناك درسًا هنا يخص نظام الأمم المتحدة ككل فيما يتعلق بالكثير من القضايا المثارة وهذه القضية أيضا".
وترى محققة الأمم المتحدة الخاصة في مجال الحريات الدينية والعقائدية أسماء جاهانجير أنه يصعب مناقشة القضايا السياسية الحساسة في مثل هذه المنتديات بشكل جيد.
وقالت جاهانجير الباكستانية الجنسية خلال مؤتمر صحفي "لا نستطيع أن نناقش العرق والدين في سلة واحدة".
وثارت مخاوف من أن يسيطر على مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية الانتقادات الموجهة لإسرائيل، وقد دفع ذلك الولايات المتحدة إلى مقاطعة المؤتمر ومعها إسرائيل وسبع دول أخرى، وخرجت من جنيف عشرات الصور لوفود تنسحب من المؤتمر بينما كان أحمدي نجاد يلقي كلمته مما أثار تساؤلات عما إذا كانت الأمم المتحدة قد أخطأت بعقد هذا المؤتمر، على الفور سارعت إسرائيل إلى استدعاء سفيرها في سويسرا للاحتجاج على المؤتمر وعلى اجتماع بين الرئيس الإيراني والرئيس السويسري.
وكان نجاد تحدث عن طلب الأمين العام طلب منه إلقاء خطاب "لين" في المؤتمر لكنه رفض ذلك، وقال "قلت له إذا لم أفضح كل هذا في مؤتمر للأمم المتحدة فأين تثار قضايا مثل الجرائم في غزة والإبادة للفلسطينيين؟".