سؤالٌ ما.. يُرافقني كالظل.. ويظل معي حتى وإن خفي الظل في الليل..!
..
لماذا يسهل على الناس حفظ ( أغنية .. نشيدة .. ) !
فهم ( نكتة.. ).. !
التأثر بـ ( قصة.. رواية.. فلم.. ).. !
التفكير بـ ( مسألة .. لغز.. .. الخ ).. !
بينما إذا مرَّت عليهم آية ( قصيرة ) لا يحفظونها؟
أو لا يعونها؟؟
والدليل على ذلك..
أن لو شخصًا تاب من بعد ما سمع آية .. اشتهرت قصته بين الناس.. لأنه نادر.. لأنه فهم آية..!
إذًا لماذا لا نفهم جميعًا الآيات ونخلطها بين جزيئات عقولنا ودماء قلوبنا.. !
..
وانطلاقًا من هذه الظاهرة..
أقدم لكم ( خلطة القلب ) لتفعيله.. ليصبح جاهزًا لـلتلذذ بآيات الله الكريمات.. : )
..
خلطتنا ذات مقادير مُجربة.. وغير ثابتة.. إنما تتغير بما يلائم ( قلبك ) .. فاختر ما يناسبك.. : )
* صَفِّ قلبك ..
والشيء الصافي هو الذي لا كدر فيه ولا ذرة غبار..
وصفاء القلب يكون من أمراضه .. فـ الحقد والحسد والتكبر والغرور كلها أمراض تلوك قلبك الطاهر فيتدنس..!
وسواد القلب معاصيه.. والمعصية تُفتحَش بـ جميع الجوارح.. ولكن.. القلب هو سيد القرار..!
وقد قال عليُّ بن خشرم لوكيع بن الجراح: إني رجل بليدٌ، وليس لي حفظ، فعلِّمني دواءً للحفظ، فقال وكيع: يا بُنَيّ والله ما جربتُ دواءً للحفظ مثل ترك المعاصي .. !
إذا كان ترك المعاصي هو دواء الـ ( سلف الصالح ) وهم يلازمون الطاعات لزومًا.. فـ كيف بنا نحن..!
* ركِّز بقلبك على ما تقرأ..
كما أنك تتأثر بـ ( القصة.. الفلم.. المشهد المسرحي.. الخ .. فتحزن لموت البطل أو مرضه.. أو تفرح لفرح البطل أو زواجه.. ! )
عندما تقرأ القرآن دائمًا.. عِش مع القصص القرآني..
فـ تخيل تحركات الجيش الإسلامي في سورة الأنفال..!
واسمع صهيل الحصان وخلخلة سيوف الفرسان..!
انصت بـقلب خاشع.. إلى شكوى موسى عليه السلام لربه وهو جالس تحت ظل شجرة لا حول له ولا قوة.. ويناجي ربه فيقول.. " ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ " وتصور حالك وفقرك إلى الله.. ! أن تخشع؟؟ ! ..
انظر إلى تلك النملة التي تتحدث مع سليمان عليه السلام.. تأمل.. تدبر.. : )
كل هذا ينتج من تركيزك على كل كلمة تقرؤها في القرآن الكريم..
* حاوِر قلبك
وهذه جلسة تجلسها أنت مع قلبك..
ولك أن تتصور أن قلبك ( شخص آخر ) يحاورك..!
اسأل نفسك.. وبثَّ همومك.. وفكِّر برويَّة..
مثلا..
قرأتُ اليوم حزبًا من القرآن الكريم..
ونـِــيَّــتي أن أحفظه.. ولكني لم أستطع حفظه..
آتي في المساء.. ثم أجلس مع قلبي وأحاوره..
يا قلب.. لماذا لم أستطيع الحفظ اليوم؟
أثناء حفظي اليوم.. بماذا كنتُ أفكر؟
عندما أقرأ الصفحة مرتين ..ثلاث.. أو أكثر.. وأغلقها.. ماذا أتذكر منها وماذا أنسى؟
دوِّن ملاحظاتك في دفتر حفظك ومتابعتك..
مثلا.. ( عندما أقرأ الصفحة.. أركز على الكلمات كثيرًا.. ولكني أنسى الحركات .. أجد صعوبة في الربط بين الآيات .. المعاني أفهمها بسهولة... ) وهكذا.. ركز على نقاط ضعفك.. ومع التمرين ستقويها بإذن الله..
* اختر المكان المناسب..
أنت لا تحب أن تجلس في أي مكان..
كذلك قلبك.. يجب أن يجد المكان المناسب المريح للحفظ.. : )
قال الخطيب البغدادي: اعلم أن للحفظ أماكنَ ينبغي للمتحفظ أن يلزمها، وأجود أماكن الحفظ: الغُرف ( المكان العالي، لما فيه من الهواء النقي ) دون السُّفل، وكل موضعٍ بعيد مما يُلهي، وخلا القلب فيه مما يُفزعه فيشغله أو يغلب عليه فيمنعه..... وليس بالمحمود أن يتحفَّظ الرجل بحضرة النبات والخضرة، ولا على شطوط الأنهار، ولا على قوارع الطرق، فليس يعدم في هذه المواضع - غالبًا - ما يمنع من خلوِّ القلب وصفاء السر.
وأفضل مكان للحفظ هو المسجد:
لأن الإنسان فيه يحافظ على منافذ القلب الثلاثة:
العين، فلا يرى المحرمات.
والأذن، فلا يسمع ما لا يرضي الله عز وجل.
واللسان، فلا يتكلم إلا بخير.
ويطول الحديث بما يتصل بالقلب..!
.
.
ولكن..
تذكر عبارة واحدة..
( قلبك.. مفتاح كل شيء )
( فاجعله مفتاح حفظك )