زهرة على جبين القمر *********
المشاركات : 18362
العمـر : 31
المزاج :
الدولة :
التسجيل : 25/11/2011
النقاط : 27035
التقييم : 1183
| موضوع: الإيثار والمواساة الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 1:10 pm | |
|
قَالَ الله تَعَالَى : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } [ الحشر (9) ] . يعني : فاقة وحاجة ، أي : يقدمون المحاويج على حاجة أنفسهم .
وقال تَعَالَى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } [ الدهر (8) ] . إلى آخر الآيات يعني : ويطعمون الطعام وهم يحبونه ، ويشتهونه ، مسكينًا ، ويتيمًا ، وأسيرًا ، وإن كان كافرًا ، لوجه الله تعالى لا لحظ النفس ، وخوفًا من عذاب يوم القيامة ، فوقاهم الله شرَّ ذلك اليوم ، ولقاهم نضرة في وجوههم ، وسرورًا في قلوبهم ، وجزاهم بما صبروا على ترك الشهوات ، وأداء الواجبات جنةً وحريرًا .
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : إنِّي مَجْهُودٌ ، فَأرسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ ، فَقالت : وَالَّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا عِنْدِي إلا مَاءٌ ، ثُمَّ أرْسَلَ إِلَى أُخْرَى ، فَقَالَتْ مِثلَ ذَلِكَ ، حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثلَ ذَلِكَ : لا وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ مَا عِنْدِي إلا مَاءٌ . فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم : « مَنْ يُضيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ ؟ » فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ : أنَا يَا رسولَ الله ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ ، فَقَالَ لامْرَأَتِهِ : أكرِمِي ضَيْفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي روايةٍ قَالَ لامْرَأَتِهِ : هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ ؟ فقَالَتْ : لا ، إلا قُوتَ صِبيَانِي . قَالَ: فَعَلِّليهم بِشَيْءٍ وَإذَا أرَادُوا العَشَاءَ فَنَوِّمِيهمْ ، وَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأطْفِئي السِّرَاجَ ، وَأريهِ أنَّا نَأكُلُ . فَقَعَدُوا وَأكَلَ الضَّيْفُ وَبَاتَا طَاوِيَيْنِ ، فَلَمَّا أصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : « لَقَدْ عَجبَ الله مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ » . متفقٌ عَلَيْهِ .
هذا الحديث : أخرجه البخاري في التفسير ، وفي فضائل الأنصار . وفيه : استحباب الإيثار على النفس ولو كان محتاجًا ، وكذلك على العيال إذا لم يضرهم .
وعنه قَالَ : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : « طَعَامُ الاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلاَثَةِ ، وَطَعَامُ الثَّلاَثَةِ كَافِي الأربَعَةِ » . متفقٌ عَلَيْهِ . وفي رواية لمسلمٍ عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : « طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ ، وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ ، وَطَعَامُ الأَرْبَعَة يَكْفِي الثَّمَانِية » . المراد بذلك : الحض على المكارم ، والتقنع بالكفاية ، وأنه ينبغي للاثنين إدخال ثالث لطعامهما ، وإدخال رابع أيضًا بحسب من يحضر . وعند الطبراني : « كلوا جميعًا ولا تفرقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين » . الحديث . فيؤخذ منه أن الكفاية تنشأ من بركة الاجتماع ، وأن الجمع كلما زاد زادت البركة . وفيه : إشارة إلى أن المواساة إذا حصلت حصل معها البركة . وفيه : أنه ينبغي للمرء أن لا يستحقر ما عنده فيمتنع من تقديمه ، فإن القليل قد يحصل به الاكتفاء .
وعن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ ، فَجَعَلَ يَصرِفُ بَصَرَهُ يَميناً وَشِمَالاً ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَليَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهرَ لَهُ ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ » . فَذَكَرَ مِنْ أصْنَافِ المالِ مَا ذكر حَتَّى رَأيْنَا أنَّهُ لا حَقَّ لأحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ .رواه مسلم. في هذا الحديث : الأمر بالمواساة من الفاضل ، وهو كحديث : إنك يا ابن آدم إن تبذل الفضل خير لك ، وإن تمسكه شر لك ، ولا تلام على كفاف ، وابدأ بمن تعول .
وعن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه أنَّ أمْرَأةً جَاءَتْ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ ، فَقَالَتْ : نَسَجْتُها بِيَدَيَّ لأَكْسُوكَهَا ، فَأَخَذَهَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْتَاجاً إِلَيْهَا ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإنَّهَا إزَارُهُ ، فَقَالَ فُلانٌ : اكْسُنِيهَا مَا أحْسَنَهَا ! فَقَالَ : « نَعَمْ » فَجَلَسَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في المَجْلِسُ ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَواهَا ، ثُمَّ أرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ : فَقَالَ لَهُ الْقَومُ : مَا أحْسَنْتَ ! لَبِسَهَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مُحتَاجَاً إِلَيْهَا ، ثُمَّ سَألْتَهُ وَعَلِمْتَ أنَّهُ لا يَرُدُّ سَائِلاً ، فَقَالَ : إنّي وَاللهِ مَا سَألْتُهُ لألْبِسَهَا ، إنَّمَا سَألْتُهُ لِتَكُونَ كَفنِي . قَالَ سَهْلٌ : فَكَانَتْ كَفَنَهُ . رواه البخاري . في هذا الحديث : جواز إعداد الشيء قبل الحاجة إليه . وفيه : حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وسعة جوده وقَبول الهدية .
وعن أَبي موسى رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إِذَا أرْمَلُوا في الغَزْوِ ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بالمَديِنَةِ ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ في إنَاءٍ وَاحدٍ بالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأنَا مِنْهُمْ » . متفقٌ عَلَيْهِ . « أرْمَلُوا » : فَرَغَ زَادُهُمْ أَوْ قَارَبَ الفَرَاغَ . في الحديث : فضيلة الأشعريين ، وفضيلة الإيثار ، والمواساة ، وفضيلة خلط الأزواد عند الحاجة . | |
|
نبراس غزة *********
المشاركات : 8568
العمـر : 39
تعاليق : مساعد إداري
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 27/03/2009
النقاط : 12658
التقييم : 546
| موضوع: رد: الإيثار والمواساة الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 7:07 pm | |
| | |
|
ماريا *****
المشاركات : 3434
العمـر : 28
تعاليق : المشرفة العامة
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 15/03/2012
النقاط : 4766
التقييم : 325
الحب متل الوعـــــــــد لـآ يـــــرد ولآ يــــزول ~
| موضوع: رد: الإيثار والمواساة الأربعاء نوفمبر 07, 2012 6:28 pm | |
| يجزيكِ الخير زهرهــــ
يعطيكي العافية ع الطرح ^^ | |
|
الفراشة اللامعة *****
المشاركات : 4921
العمـر : 29
تعاليق : مشرفة القسم الأدبي
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 22/01/2012
النقاط : 6659
التقييم : 187
| موضوع: رد: الإيثار والمواساة الأحد نوفمبر 18, 2012 7:53 pm | |
| جزآك الله خير
ويعطيك الف عآفية
دمتي بود ..~
| |
|