حينما تشرق شمس الأمل ~

<blockquote class="postcontent restore ">

حينما تشرق شمس الأمل
في قرية جميلة مليئة بالهدوء و السلام و الأمان عاش (علي) حياة يائسة و
مؤلمة تحت ظل أسرة فقيرة لا حول لها ولا قوة. و تبدأ قصة (علي).
في أحد الأيام ذهب علي إلى المدرسة و كان يحب الدراسة كثيرا و لكنه كان
أبكم لا يستطيع استيعاب الدروس إلا عن طريق الإشارات و يذكر (علي) أنه في
أحدى المرات سأله المعلم سؤالا في مادة التربية الإسلامية فلم يستطع
الإجابة عنه لأنه يحتاج إلى تعبير شفوي , و يواصل علي سرد القصة بمرارة و
الدمع ينساب من عينيه البريئتين.
فماذا كنتم تتوقعون من الطلاب أيها القراء؟
يقول (علي) لقد سخر مني الطلاب كثيرا و أخذوا يضحكون علي و يقهقهون بصوت
عال و منذ ذلك اليوم قطع (علي) على نفسه ألا يعود إلى تلك المدرسة مرة
أخرى .
عاش (علي) بين أسرته كأنه كائن لا وجود له في هذا الكون كان يعمل في
المزرعة ليل نهار لا يعرف معنى الكلل أو الكسل كان يذهب إلى المزرعة صباحا
ولا يعود إلا في الليل لأنه يعلم إذا عاد إلى المنزل لا احد يهتم به لذلك
كان علي حزينا جدا.
يقول علي : لقد كنت حزينا وعبوسا عندما تركت المدرسة ولكن مع الأيام استطعت
التغلب على كل ذلك فكنت أصحو سعيدا قبل الفجر و أذهب إلى المزرعة حيث
الهدوء والسكينة وكنت أتحدث مع الطيور لأنني متأكد أنها هي الوحيدة التي
تستطيع فهمي و في بعض الأحيان كنت ابكي بمرارة و تارة اضحك على نفسي لأنني
اشعر إني إنسان غريب الأطوار لا يستطيع التفاهم سوى مع الحيوانات و اشعر
وكأنني فتى أدغال . و يواصل علي سرد قصته المأساوية و يقول : عندما أجلس مع
إخوتي في المنزل اشعر أنني غريب عنهم و لكنني أحاول التقرب منهم من خلال
الابتسامة التي لا تكاد تفارقني , و ذكر (علي) موقفا مؤلما حقا لم استطع
تمالك نفسي فيقول (علي) في إحدى الأيام كنت أقرأ القرآن الكريم و الدموع
تنهمر من عيني فجاء والدي ووبخني كثيرا لأنني لم أذهب إلى المزرعة مبكرا. و
يقول (علي ) اخذ والدي يذكر لي أعمال المنزل جميعها و كأنني آلة لا تحس
ولا تشعر , فنهضت من فوري مسرعا إلى المزرعة فشرعت في البكاء وبدأ اليأس
يرجع إلي مرة أخرى و فجأة سمع علي صوتا يناديه من بعيد علي علي قال علي :
لقد أصبت بذعر وخوف شديدين من ذلك الصوت المجهول .
فيا ترى ما ذاك الصوت؟ يقول علي: إن الصوت المجهول كان يقول : إنا الأمل يا
علي جاء ليزيح عنك ستار اليأس ويبث في نفسك روح العطاء والكفاح والمحبة
والتعارف بينك و بين من تعيش معهم قال علي: وكيف ذلك و إنا أبكم ؟ قال
الأمل: إن الحياة يا علي محطات و مطا فات و أنت ما زلت في ريعان الشباب
فما عليك سوى الجد و الاجتهاد و التوكل على الله و عدم الخجل لان الإنسان
كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمعزل عن الآخرين أنت يا علي شاب طيب و مجتهد
و مكافح و يجب عليك أن تشكر الله في جميع الأحوال لأنه جعلك أبكم حتى لا
تتكلم بما يغضب الله و قد جعل دعوتك مستجابة فأنت يا علي مثال للكفاح و
الصبر و التفاني صحيح انك أبكم لكنك اثبت العكس للناس فما عليك سوى الصمود
و الشموخ و الصبر .
استوعب (علي) كلمات الآمل و شعر كأن جسده يقشعر من ذلك الكلام الذي يفيض
حكما , و عاد علي الى المنزل و الابتسامة لا تفارقه و قال في نفسه : حقا
ما قاله الأمل فأنا شاب يجب علي الجد و الاجتهاد في الدراسة حتى أنال ما
تصبوا إليه نفسي و بالفعل بدأ (علي) يذاكر دروسه بجد و اجتهاد و نجح في
الثانوية العامة بتفوق باهر و التحق بالجامعة التي طالما حلم بها و تخرج من
الجامعة بعد المثابرة في تحصيل العلوم و المعارف المختلفة و التحق
بالحياة العملية تاركا وراءه أحزانه و آلامه و فتح صفحة جديدة لحياة ملؤها
التفاهم و السعادة و صار واحد من الرجال الأوفياء و المخلصين في عملهم .
أنك حقا يا علي رمز للكفاح والعمل فقد استطعت إن تجعل اليأس يغرب و الأمل يشرق</blockquote>

الله يعافيك زهورة

يسلموو ع المرور

وشكرا ع تقييم

ودي ~

يسلمووووووو

غموض ع المرور الحلوو

وجمعة مباركة

ودي ~