تماسيح ليبية

تماسيح ليبية
يستيقظ المواطن الليبى مبكرا ليشرب كأسه المفضل من الشاهى او القهوة ورخيف الخبز الساخن ويستعد لرحلة يومه المعتادة ماراً وشاهداً على كثير من المغامرات الصباحية فبما انه يقطن فى بلد التماسيح فلابد له من إتقان سرعة الحركة والمراوغة وإلا فلن يرجع الى بيته سالماً معافاً.
والكثير يتسأل بما انه لاتوجد بحيرات او انهار للمياه العذبة داخل حدود ليبيا فما قصة هذه التماسيح؟
تماسيح ليبيا لاتنتمى جينياً الى فصيلة تلك المخلوقات الخشنة التى لاتجيد المضغ, فتماسيح ليبيا لها ألوان واشكال, تجيد الكلام والقفز والتسلق والمضغ!!
فلنبدا رحلتنا للتعرّف على هذه التماسيح, ولنسلِّط الضو على احد مواطينينا "الحاج مسعود".
الحاج مسعود يملك خبرة كبيرة مع التماسيح وقد قام بإعداد جدول يومى للتغلب او تفادى اكبر عدد منها, فتجده يستيقظ باكراً ليصلى ويتناول فطوره ثم يبدا مغامرته اليومية وهنا يستعد لأول دفعة تماسيح على الطريق العام فتجدهم بكثرة عند كل طريق فرعى او منعطف متخدين زاوية قائمة فى منتصف الطريق فاتحين فكيهم لإلتهام اى عربة تمر قربهم وهؤلاء هم تماسيح الطرق واكثرهم دموية فلايبالون سرعة الفريسة او حجمها فهم من الصنف اللامبالى.
وعند وصول الحاج مسعود الى اول محطة له حاملاً ملفه بعد حمداً وتسبيحاً لنجاته من تلك الاسنان القارضة يفتح فكيه هو الاخر ويبدا فى إلتهام التماسيح التى امامه, والتى يبدو على سيماها التعفف وهم فى إنتظار الموظف العام كى يفتح نافذة المصلحة فهذه الانواع من التماسيح تدمع عيناها كى تنهى مصالحها قبل الجميع متخدة من ضيق وقتها سبباً للوصول الى النافدة اولاً فتراها تهديك سيجارةً او رشفة من القهوة كى تأخد دورك.
والغريب فى الامر ان فى ليبيا تماسيح من النوع الديناصورى صغيرة الحجم تلتهم كى شى يقدّم لها شهيتها دائما مفتوحة لاتفرق بين الحلال والحرام السائل منه والصلب, وعادتاً ماتكون فى مراكز شبه قيادية او إدارية فنوعها يُحسِنُ الغمز واللمز وتقديم القربان. وهناك تماسيح من النوع الضخم سريعةالحركة وغالباً ماتجد هذا النوع يسبح فى بحيرات النفط او الوزارات فطعامه الحيتان الزرقاء والبقر الطازج وتجده محمى من عدة تماسيح صغيرة يستغلها فى تنظيف اسنانه وجلده. وهناك تماسيح بألوان مختلفة منها ماهو خشن الجلدة ومنها ماجلده انعم من الحرير, ومنها كذلك متفنن فى إخفاء لونه وتعتبر اخطرهم نوعا.
فتماسيح ليبيا عرفت كيف تتأقلم وتعيش من بعضها البعض, فقد مارست جميع انواع الانتظار والاختفاء والمجازفة وانتهاز الفرص, وانهى هذه الجولة بكلمتى المعتادة كل صباح وانا اقود عربتى (ان لم تكن تمساحاً اكلتك الابل)
فماهو رأيك فى تماسيح ليبيا الجدد؟
بقلم
د. عمران الشائبي