الشهيد أحمد الغرياني

الشهيد الرمز أحمد الغرياني، بلال الثورة، يتجلى فيه وحدة الدم بين الجبل الغربي والجبل الشرقي، عشية مؤتمر الإنقساميين

- هنيا لك الشهادة يا من عشقت الشهادة فى سبيل الله والوطن ... طوبى لك أيها البطل الذي رفض الحياة بذل والتحق بركب من سبقوه إلى الفردوس الأعلى بإذن الله.
- طوبى لك وطوبى لتراب الجبل الأشم أن يحتضن رفاتك الطاهر. وحيا الله المرج وأهلها وترابها الطاهر.
- في يوم استشهادك كن...ت في الموعد ... وحتى في يوم عرسك كنت في الموعد ... فها أنت تُوارى ثرى المرج الطاهر في يوم إعلان وحدة ليبيا لا تقسيمها ولا فدرلتها ... لقد خلَّفت لأقاربك وأهلك في غريان المجد والفخار ... مثلما خلَّفت لأقاربك وأهلك وأصدقاءك في المرج المجد والفخار ...
- ها أنت يتحد فيك الجبل الغربي والجبل الشرقي ... جبل نفُّوسة والجبل الأخضر ... ولسان الحال يقول أننا واحد لا شرقي ولاغربي ولا مقسم ولا فيدرالي.
- لنا الفخر أنك تركت خلفك مجداً لكل البشرية ... فقِلَّة هم أمثالك على مر التاريخ ... من أتيحت لهم فرصة الحياة مقابل كلمةً واحدةً تقولها ... ولكنك أبيت أن تقول إلا ما يُرضي الله.
- لقد سبقك مئات الآلاف ممن يقولون كلمة "الفاتح" بإختيارهم طمعاً وجهلاً ولأجل أن يزدادوا تقرباً من فرعون زمانه ... أو لأجل أن يحصلوا على دراهم معدودات ... وكثير ما هم ... وأنت رفضت أن تقولها وأنت لست مخيراً ... وفوَّهات البنادق موجَّهةً إلى صدرك ... ودمك ينزف أمام عينيك ... ويحيط بك زبانية فرعون عصره ... ورأيت بأم عينك المئات يُذبحون قبلك ... ومع هذا رفضت أن تقول كلمة الشرك ... وما بدَّلت وما غيَّرت ...
- هؤلاء هم أحفاد الهادي كعبار ... أحفاد عبد الله بالخير ... أبناء رشيد كعبار ... أحفاد محمد القنفود ... أحفاد عبد السلام بن صقر ... أحفاد محمد كعبار ... وغيرهم كثر ممن تركوا لنا مجداً تحكيه الأجيال وترويه كتب التاريخ بأحرف من نور.
- يا شهيدنا ... إننا لا نبكيك اليوم ... فاليوم يوم عرسك ... بل أننا نهني أنفسنا بأنك جزء لن يُنسى من تاريخ ليبيا ... مثلما هو عمر المختار لا يُنسى ... فإن كان في القلب حرقة على فراقك ... فعلى محيانا ابتسامة واستبشار لك بالجنة بإذن الله ... نم قرير العين هانيها ... فدماؤكم لن تضع هباء بإذن الله ... فأمانة دماءكم في أعناقنا نحاسب عليها إن أضعناها ... فلا التاريخ يرحمنا ولا الأجيال القادمة ترحمنا إن فرطنا في قطرة واحدة من دماءكم الطاهرة الغالية الزكية.
- تهانينا تسبق تعازينا من مدينة غريان إلى مدينة المرج ... فعرسنا اليوم واحد ... ونصرنا دائماً واحد.