مملكة سبأ أين كانت

في البداية وقبل أن أسرد ما توصلت إليه من حقائق مثيرة فأحب أن أقول للجميع بأن هذه الحقائق قابله للأخذ والرد وهي إجتهاد شخصي وأن مصدري في البحث كان القرآن الكريم والحديث الشريف ومصادر تأريخيه أخرى ...

كلنا يعلم بأن نبي الله داود هو صاحب الكتاب المسمى الزبور ، ورزق داود عليه السلام بأبن أسماه سليمان ، وكان داود عبدا أوّابا يحكم بين الناس بالعدل ولم يكن ملكاً في مملكة وأنما كان والي لبلاط الملك وكان يحكم بين الناس وأبنه سليمان كان يتعلم منه حتى كبر وإيده الله بالنبوه من بعد أبيه وآتاه الحكمه وآتاه ملك ليس ليكون ملك في مملكة لا ولكن ليساعده في تحقيق العدالة في قومه وأرساء الأمن والدعوة لعبادة الله كذلك. وعندما ندرس التاريخ كلنا نبحث فقط عن سليمان وعن هيكل وملك سليمان وننسى أو نتجاهل أبو سليمان لأن من عند نبي الله داود تكون بداية نبي الله سليمان ، وكلنا يعلم بأن نبي الله داود لم يكن ملك وأنما كان حاكم أو قاضي وسليمان كان يساعده في ذلك حتى أن الله ألهم سليمان لحل بعض المسائل في الحكم بين الناس بشكل أفضل من أبيه ... ومن هنا بدأت القصه وهي قصة نبي الله سليمان والذي ورث عن أبوه الحكم أو النبوه والعدل في الحكم ولم يكن سليمان ملكاً لدولة كما يدعي الكثيرين والدليل من التوراة :
في الأصحاح الخامس عشر من سفر التكوين ( قطع الرب مع إبرام ميثاقاً قائلاً لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات ) .
وفي الأصحاح الرابع والعشرين من سفر الملوك الثاني ( صعد نبوخذ ناصر ملك بابل على أورشليم ، ولم يعد إيضاً ملك مصر يخرج من أرضه لأن ملك بابل أخذ من نهر مصر إلى نهر الفرات كل ماكان لملك مصر).
فأرض الوعد - هي تلك الأرض الممتده بحسب كلام التوراة من نهر مصر إلى نهر الفرات وما أخذه نبوخذ ناصر هو ماكان لمصر من نهر مصر إلى الفرات وعلى ذلك تكون أرض الميعاد هي ارض مصريه فقد حكم في الفترة مابين 605-562 ق.م .. وهذا يقودنا إلى سؤال هام إذا فأين تقع مملكة بني أسرائيل ومملكتهم التوراتيه كما يدعون ؟
وكلنا يعلم بأن داود نبي الله لم يكن ملك لأي دولة أو مملكة ولكنه كان والي للبلاط الملكي الفرعوني ، ويؤكد هذا ماورد في الأصحاح الثالث من سفر الملوك الأول ( أن سليمان قد صاهر ملك مصر وأخذ بنت فرعون التي أتي بها إلى مدينة داود ). وهذا يدل على أن النبي سليمان لم تكن له مملكة مستقله فقد كان أحد ولاة الفراعنة وحاكم أورشليم.
ولأنه نبي من الله فقد كان سليمان يتقي الله في أفعاله ويعمل على أحقاق الحق في المقاطعة التي يحكمها ويدعو الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد ، وقد إيده الله بكثير من المعجزات مثل معجزة التحدث مع الحيوان والطير والجبال والشجر وأيده بجنود من الجن والأنس وشياطينهم وكذا أيده بجريان الرياح إلى الارض المباركه في شهر وغدوها في شهر بحيث يستطيع التنقل من مكان لآخر بأستخدام الريح والوصول في نفس اليوم وهو ماكان يعد معجزة في التنقل في البحار....

وفي يوم من الأيام حضر نبي الله سليمان عرضًا عسكريًّا لقواته، حيث الخيول الأصيلة القوية، فقال إِنِّي أحببتُ هذه الخيول ليس للخيلاء ولا للتسلية بسباقها، بل لأنها تذكّرني بروعة الخالق وإبداعه ، وهي إذ تُستخدم للقتال في سبيله ، وحيث إني أحب الله فإني أحبها. فلمّا مرّت أمامه في عرض جميل، سُرّ جدًّا، فأمر بإعادتها إليه بعد أن ذهبت بعيدا وغابت عن نظره، فردّت عليه، فَأخذ يمسح بسيقانها وأعناقها، حبّا لها وشكرا لله تعالى على هذه النعمة التي تحمي دينه ( يجدر أن أشير هنا إلى أن حرف الجر عن في قوله تعالى " إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِي " جاء هنا بمعنى السببية، أي إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ بسبب ذِكْرِ رَبِي، أي لأنها تذكرني بربي. ومن الأدلة على أن هذا الحرف يأتي بهذا المعنى قوله تعالى: "وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك". ( أي بسبب قولك ).

ولقد فتنَ الله سليمان عليه السلام بولد عديم الأخلاق والروحانية ، كان مجرد جسد لا روح فيه وهذا الابن هو من كان يفترض به أن يرث أباه ولكنه أضاع ملك سليمان.
فقال سليمان لمّا أنبأه الله في رؤيا بشأن مصير ملكه الذي سيلقاه على يد ابنُه: رب سامحني على أعمال هذا الولد العاقّ، وهب لي ملكًا لا ينبغي لهذا الضال من بعدي ؛ فأنت يا رب وهابّ تعطي من تشاء حتى لو كان ابنه بهذا المستوى.
فأعطاه الله ملكا دنيويا عظيما، بالإضافة إلى الملك الروحاني، ونصره على أعدائه. وأما بالنسبة للجسد فهو وصف لإنسان كناية عن أنه لا روح فيه ، ولا تصح القصص الخرافية التي أتى بها بعض المفسرين عن هذا الجسد. وتسخير الريح لا يعني أنه صار يأمرها أن تتحرك كما يريد بل إن الله تعالى قد هداه لاستغلالها التنقل بواسطتها ومثل هذا كثير جدا في كتاب الله مثل : " وسخر لكم الشمس والقمر دائبين" ، " وسخر لكم الفلك ، وسخر لكم الأنهار ، وسخر لكم الليل والنهار ، وسخر لكم ما في الأرض ، وسخر لكم ما في السماوات ، وسخر لكم البحر" صدق الله العظيم

وسخر الله لسليمان عليه السلام علم الرياح فأشتهرت مملكته بتجارة البحار بإستغلال حركة الرياح الموسمية في جريانها؛ فمن الحقائق التاريخية أن سفن سليمان عليه السلام كانت تجري من الأرض المقدسة إلى مملكة سبأ وبلاد إفريقية وفارس والهند والصين في مده قصيره جداً . ونتيجة موافقة حركتها لحركة الريح، فإنها كانت تقطع مسافة الشهر في يوم واحد كما أشار الله تعالى في قوله : " ولسليمان الريح غدوّها شهر ورواحها شهر" سبأ ( 13) وهذا يعني الغدو هو في بداية الصباح والرواح هو في نهاية اليوم، وقوله تعالى:" ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا. الأنبياء: (82) وتسخير الريح لا يعني أنه صار يأمرها أن تتحرك كما يريد، بل إن الله تعالى قد هداه لاستغلالها، ومثل هذا كثير جدا في كتاب الله: (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) (وسخر لكم الفلك)، (وسخر لكم الأنهار) (وسخر لكم الليل والنهار)، (وسخر لكم ما في الأرض)، (وسخر لكم ما في السماوات)، (وسخر لكم البحر)، وغيرها
وأما كلمة الشياطين فهي تطلق على الأشرار الأشداء من الناس أيضًا، خصوصا أنهم غواصون وبناءون كما في هذه الآية. وفي آية أخرى (يعلمون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات) (سبأ: 14)، ثم إن الأشباح لا تُربط ولا تصفّد، لذا لا يمكن تفسيرها الشياطين بالجن الشبحي، بل هم بشر من الأشرار.
لاحظت أن سورة سبأ في القرآن تتحدث فقط عن نبيين هما داود وسليمان ، بعدها تحدثت السورة عن قصة سيل العرم والذي وقع في قوم سبأ ... فاستغربت الربط بين سليمان وداود وقصة سبأ في نفس السورة.

قال تعالى في محكم كتابة : " وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴿20﴾ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴿21﴾ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿22﴾ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿23﴾ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿24﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿25﴾ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩﴿26﴾ قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿27﴾ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴿28﴾ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ﴿29﴾ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿30﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿31﴾ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ﴿32﴾ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴿33﴾ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿34﴾ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴿35﴾ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴿36﴾ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿37﴾ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿38﴾ قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿39﴾ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿40﴾ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿41﴾ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿42﴾ وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿43﴾ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿44﴾
صدق الله العظيم ...

وقال تعالى : " لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴿15﴾ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴿16﴾ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴿17﴾ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ ﴿18﴾ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴿19﴾ . صدق الله العظيم

لاحظت في أن قصة سبأ في سورة النمل كذلك أتت مباشرة بعد أن تحدث القرآن عن نبي الله سليمان والمعجزات التي إيده الله بها ، وتسألت هل يعني هذا أن سليمان كان قريبا جدا من مملكة سبأ ، وقصة سيدنا سليمان في القرآن تقول " تفقد سيدنا سليمان الطير ولم يجد الهدهد ؟؟؟ .. وبعد فتره حضر الهدهد ولم تحدد القصة الفتره التي غابها الهدهد ، وماهي المدة التي يحتاجها الهدد لقطع المسافة بين مملكة سبأ والأرض المباركة التي بها ملك سليمان ...!بعض المفسرين يقولون في تفسير الاية . فمكث غير بعيد .. ان الهدهد ذهب الى سبأ ورجع مسرعا خوفا من سيدنا سليمان لحضور العرض اليومي الذي يقوم به سليمان على جيوشه والآخرين قالوا أن عرض الجيش على سليمان كان كل أسبوع ...

رحلة الهدهد من فلسطين الى اليمن تستغرق اياما فالمسافه تقريبا الفين كيلومتر وسرعة الهدهد الطبيعية هي 30 كيلو متر في الساعه"
لنقل أن العرض كان كل أسبوع عندما تفقد نبي الله سليمان الطير ولم يجد الهدهد فتوعد بأن عقابه سيكون شديدأ إذا لم يكن هناك سبب وجيه لهذا الغياب وإلا لما توعد سليمان الهدهد بالعقاب لوكان الغياب مبرر ... والمهم أن نعرف بأن الهدهد لم يرسل في مهمة إلى أي مكان بدليل أن سليمان لا يدري إين ذهب الهدهد وعادة لايذهب لأماكن بعيده لهذا توعد بعقابه ، لأنه لو يعلم بأن الهدهد يقطع مسافة ألاف الكيلو مترات لما غضب واشتد غضبه على الهدهد … والاهم من هذا كله بأن سليمان لم يكن رسول وأنما كان نبي على قومه ولم يكلفه الله بنشر ديانته أو كتابه في الأرض ... وعليه فليس من الضرورة بمكان أن يهتم بدعوة قوم سبأ لعبادة الله ... لأن الله لم يأمره بنشر الدين في العالم وأنما كان نبياً على قومه وأعطاه الله ملكاً ومعجزات تساعده في تحقيق العدل في قومه ... كما يجب علينا أن نعي كلنا بأن سليمان لم يكن مهتماً بالدنيا ولم يكن مشغولاً ببناء القصور الفارهه أو القلاع والحصون العظيمه كان مشغولاً فقط بعبادة الله وبناء المعبد الخاص به والذي يسمى لدى اليهود الهيكل .. والذي بناه للعباده وليس للسطوة على العالم...

ونعود لقصتنا فالهدهد طائر يحب أن يأكل الديدان واليرقات وأنه من الطيور التي تحب البحث عن الغذاء فيما بين الصخور أو ماتحت الأرض فهو من أفضل أنواع الحيوانات الكاشفة لمناطق تجمعات المياه بين الصخور أو في تجويفات الأرض ... ولهذا يبدوا أن الهدد قد وصل إلى أرض سبأ أثناء بحثه عن اليرقات والديدان فيما بين الصخور...

فهل يعني هذا أن الهدهد كشف عن مملكة سبأ التي كانت قائمة تحت الصخور أو في بطون الجبال ولم تكن مملكة ظاهرة في السطح ... لأن الشمس هي المصدر الوحيد للضوء في هذه المملكة ، ونريد أن نعرف هل حاول نبي الله سليمان جمع معلومات عن مملكة سبا ولكنه لم يوفق لذا عندما عاد الهدهد إليه قال له " جئتك من سبأ بنبأ يقين " وهذا يعني أن الأخبار التي يحملها الهدهد تؤكد ماكان سليمان يحاول البحث عنه من معلومات عن هذه الملكة أو المملكة…

قوله تعالى " ألاً تعلو عليًً وأتوني مسلمين " يعني أنهم في منطقة منخفضة من الأرض" وارض سليمان في منطقة مرتفعه مثلاً بين الجبال لأن كلامه يدل على أنهم يستحيل أن يعلو على مملكته التي كانت في منطقة مرتفعه أي مهما بلغ حجم المباني في مملكة سبأ فأنه سيظل الأدنى … وإذا ماقلنا فرضاً بأن سليمان يعيش في منطقه مثل صنعاء في اليمن مثلا ووملكة سبأ في مدينة مثل مأرب فأن هذا سيكون المقصود بعدم العلو عليه لأنه في مدينه مرتفعه عن سطح البحر...

أو قولة تعالي " ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ" لاحظ كلمة لنخرجنهم أي من مكان هم مختبؤن فيه مثل الصخور أو الجبال التي في الأرض لأنه لو قال لنخرجهم منها فمعنى هذا أن المملكه كانت على السطح ويمكن أخراجهم منها بسهولة ، أو ربما المقصود بهذا صعوبة الأخراج لأن مملكة سبأ لديها جيش قوي جداً سيصعب على سليمان مسئلة أخراجه من أرضه ... وأنتزاعهم من مكانهم دليل على صعوبة المكان أو صعوبة المسئله ...

والآن لنقرأ تفسير الآيات التاليه بعنايه :
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴿20﴾ سليمان لم يكن لديه علم بمكان الهدهد ولم يرسله إلى أي مكان
لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴿21﴾ لاحظوا هنا عقوبة هذا الغياب ( التعذيب أو الموت ذبحاً أو السلطان بمعنى العلم الأكيد ).
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿22﴾ لم يذهب إلى مكان بعيد حتى وصل الهدهد ومعه البشارة وهي أنه أحاط بما لم يحط به سليمان وجاء من سبأ بأخبار أكيده عن ملكتهم ...
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿23﴾ أنه رأى ملكتهم والتي تملك الأرض كلها والناس وهذا يعني أنها قدمت إلى مكان قريب بحيث يراها الهدهد ، وقال بأنها تملك كل شي وصف لكل ماتشتهيه النفس ووصف عرشها بأنه عظيم ، وهذا يعنى لو أن سليمان ملك وله عرش فأن هذا العرش أعظم من عرشه ، ولكن سليمان شعر بأن الهدهد قد بهر بهذا العرش العظيم.
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿24﴾ رأها الهدهد وهي تؤدي طقوس السجود تكريماً للشمس ولم يقل يعبدون الشمس والسجود لايعني العبادة فقد سجدت الملائكة لآدم وهذا يدل على التعظيم والتجليل وليس العبادة ... والسجود سنة في بعض الممالك مثل الصين حيث يسجد الناس لمليكهم دليل على التعظيم والتجليل وليس التأليه ... وسجود قوم سبأ كان للشمس وأنتقد الهدهد السجود لغير الله وتعظيم مخلوقات الله من دون تعظيم الخالق نفسه والسجود له وهو من تزيين الشيطان للناس لإبعادهم عن عبادة الله ...
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿25﴾ يستغرب عدم السجود لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض وهذا يدل على أن الطيور تسجد لله شكراً لعلمها بأنه هو من يرزقها ويخرج لها الخبء لتأكل ...
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩﴿26﴾
قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿27﴾ هنا تأكيد لمدى حكمة النبي سليمان ، وسوف يبحث في الأمر لتأكيد أمر السجود لغير الله وهو مايهم سليمان الآن في الوقت الحالي.
اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴿28﴾ في هذه الأية لماذا لم يرسل سليمان الجن لألقاء الكتاب أو أي طائر آخر أسرع من الهدهد مثل النسر " لم يرسل الجن لأنه يريد أن تشاهد الملكه طائر الهدهد وهو يلقي الكتاب إليها وسوف يجعلها هذا تؤمن بأهمية الرساله ومافي هذه الرساله ، وثانياً لن يتمكن أي طائر آخر من الوصول والدخول إلى نفس المكان الذي دخله الهدهد من قبل ...
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ﴿29﴾ طلبت الملكة إجتماع الملاء من مستشاري المملكة وحدثتهم عن وصول كتاب وصفته بالكريم.
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿30﴾ يقول الكتاب أنه من سليمان وهذا يعني ان سليمان معروف لديهم كشخص.
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿31﴾ لم يطلب منهم الحرب بل طلب منهم أن يأتوه مسلمين لله لكي يتأكد من صدق أسلامهم وانهم لا يعبدون غير الله ...
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ﴿32﴾ هنا تؤكد لنا الآيه بأنها قد أتخذت قراراً في نفسها وأنها تريدهم فقط أن يشهدوا على هذا القرار ، وأستغرب من الذين يقولون أنها تشاورهم في الأمر وهذا ليس صحيح فقد عزمت على أتخاذ أمر ما ولكنها تريد منهم الشهاده عليه فقط ...
قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴿33﴾ هنا كان توقعهم بأنها تريد الحرب ضد سليمان ، ولهذا أشاروا إليها بأنهم قوم أولو قوة وألو بأس شديد وهم فقط ينتظرون أوامرها بالهجوم على ملك سليمان ... وهنا يجب أن نعرف بأنه في سورة الأسراء عندما قال تعالي: " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴿4﴾ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ﴿5﴾ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ﴿6﴾ " صدق الله العظيم . لاحظوا هنا عباداً لنا أولى بأس شديد ، وهذا يدل على أنهم هم أحفاد قوم سبأ وهم اليمنيون وليس كما يدعي البعض بأنهم الأشوريون أو الكلدانيون أو غيرهم الأمر واضح جداً هنا ..
قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿34﴾ ثم ردت وقالت هذه الكلمه وهي أن الملوك أي قوم سبأ إذا دخلوا على قرية أي مكان حكم سليمان فسيفسدوها ويدمروها وهم لا يحصلون في الحرب بل يدمرون ويجعلوا أعزة أهلها أذله وهذا تواضع كبير منها بأنها لاترغب في الدخول في حرب مع نبي كونها تعرف مسبقاً بأنه ابن نبي الله داود وأنه نبي الله ونحن اليمنيين عرفنا منذ القدم بحماية الأنبياء وليس بقتلهم كما أشتهر بذلك بني أسرائيل ...

ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴿17﴾ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ ﴿18﴾ هنا لاحظوا أن السير بين قرى قوم سبأ والقرى التي بارك الله فيها وهي قرى سليمان جعل الله بين قرى سبأ وقرى سليمان قرى ظاهرة وقدر السير فيها ليالي وأيام ، وهذا يعني أن السير من هذه القرى إلى الأخرى سيكون بين ثلاثة أيام إلى عشرة أيام بعدها تصبح اللفظه يوم وليس أيام ...
فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴿19﴾ بالنسبه لهذه الدعوة كثير من الناس يقولون بأن قوم سبأ بطروا على النعمه ودعوا على أنفسهم بالعذاب وبمباعدة السفر وأنا أرى غير ذلك ففي أعتقادي بأن الدعوة ربنا باعد بين أسفارنا هي في وقت أصبحت فيه مملكة سبأ مملكة مزدحمه بالناس وأصبح التنقل من قريه لأخرى صعباً من كثرة الناس فدعوا بأن يباعد الله بين قراهم وأسفارهم حتى يكون هناك مساحات أكبر للتحرك والتنقل دون وجود زحمة ناس ، وربما يكون السبب الآخر هو أن أسفارنا المقصود بها كتبنا وهي الكتب الدينيه العقائديه التي يؤمن بها قوم سبأ وقد حدث أن كثرت في عهد سبأ الأديان والعبادات وحدث تنافس شديد بين دعاة هذه الأديان فكانت الدعوة بأن يباعد الله أسفارهم وهنا السفر أي الكتاب الديني كما قال الله في كتابه " كمثل الحمار يحمل أسفارا " والسفر هنا هي التوراة والأنجيل ...والله أعلم .
هناك أمر آخر لماذا أستعجل سليمان بأحضار عرش ملكة سبأ لماذا لم يأخذ برأي العفريت الذي تحدث عن أمكانية أحضار العرش قبل أن يقوم سليمان من مقامه ،،،
قال" أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين " ومعنى قولة أيكم أي أنه يبحث عن أسرع الطرق لأحضار العرش ، وهناك سبب آخر لم ينتبه له الكثيرين ، أنظر قولة تعالي " قبل أن يأتوني مسلمين " لوكانت المسافة بين فلسطين ومأرب لما أستعجل سليمان ولكنه يعرف بأن قوم سبأ قادمون بسرعه ولديهم علم أو طريقه تمكنهم من السفر والتنقل بسرعه كبيره أو أنهم في منطقة قريبه من مملكة سليمان قريبه جدا ولهذا أستعجل في أحضار العرش .

لماذا نكر سليمان العرش لملكة سبأ وقال " نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لايهتدون " ببساطه إذا عرفت ملكة سبأ بأن عرشها قد سبقها فأن هذا سيهز من ثقتها بقوتها وسرعتها في الحضور كون عرشها كما وصفه الهدهد عرش عظيم فهذا يعني بأن هذا سيجعلها تتفاجأ بطريقة أحضار العرش بهذه السرعه رغم وصولها بسرعه إلى مملكة سليمان ..
لكن جوابها دل على أنها صاحبة علم وحضارة من قبل سليمان أنظر ماردت على سليمان بثقة وقوة قالت " قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين " ردها بقولها وأوتينا العلم من قبلها أي أن قوم سبأ كانوا أهل علم بطريقة نقل المواد من مكان لآخر ، ولم يكن أمر كهذا ليصدمها أن رأت عرشها في مكان أخر وقالت أيضاً أن قومها كانوا مسلمين أما اليوم فقد كفروا ... ولماذا لم يقل سليمان لها " أهذا عرشك " لماذا قال " أهكذا عرشك" أنظر الوصف الدقيق ، لوقال لها أهذا عرشك فهذا يعني أن دهشة الملكه ستكون أكبر من أن يقول لها أهكذا عرشك يعني مثل هذا عرشك بمعنى أنه أعطاها أحساس بأنه صنع عرش مثل شكل عرشها المعروف لديه..

ثم قال الله تعالى " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال " ولاحظوا معي عن يمين وشمال ، وهذا يعني أن هناك شىء يفصل هذه الأرض إلى جزئين يمين وشمال ولو كان هذا الشىء الفاصل لأرض سبأ هو نهر أو سد كما قال المفسرون لما ذكر لفظ يمين وشمال ، وذكر لفظ اليمين والشمال دليل على أن الفاصل بين المملكة هو أكبر من النهر ، وفي تقديري بأن المقصود هو البحر الأحمر وأرض سبأ كانت توجد في جهتيه اليمنى في اليمن ، واليسرى في الحبشه وكلنا يعلم بأن علماء التاريخ قد أثبتوا بما لايدع مجال للشك بأن هذه المملكة قد أمتدت إلى شرق وشمال الجزيرة العربيه وإلى شمال وغرب وجنوب أفريقيا...
وهذا مايصدق قول الأحباش بأن ملكة سبأ كانت عندهم ونحن كذلك نقول بأن ملكة سبأ كانت في اليمن وهي فعلا كانت في اليمن والحبشة لأن المملكة كانت واحدة وكان يفصلها فقط البحر الأحمر وكلنا يعلم بأن اليمنين والأحباش كانوا على أرتباط وثيق في التاريخ القديم..
على العموم الآيه التاليه ستثير دهشتكم أكثر ...
كلنا يعلم بأن سليمان وهيكل سليمان ومدينة سليمان التي بناها والتي يوجد بها هيكل سليمان المزعوم سوف تحدد مكان سليمان بالضبط .. يقول اليهود بأن هيكل سليمان يوجد في منطقة تدعى أور شليم ، وأن أورشليم هذه هي بيت المقدس اليوم أو القدس حسب زعمهم...

عندما دخلت للبحث عن أورشليم في محركات البحث في الأنترنت أستغربت من اسم المدينة التي كان يطلقه اليهود في التوراة على أورشليم فقد أطلقوا عليها أسم بيت يبوس " بيت بوس" أو " دار سالم " دار سلم " والغريب أنني فوجئت بهذه الاسماء لأنها موجوده في صنعاء في جنوب الجزيرة العربيه .. الغريب أن وصف مدينة بيت يبوس كما يقولون أنه يقع في شمالها مدينة أو قرية داود .. والغريب أنني وجدت في صنعاء القديمه شمال دار سلم أو بيت بوس حارة تسمى حارة داود وجبل في الشمال من صنعاء يسمى جبل داود ... وهذه مصادفه فقط ...

على العموم نأتي إلى دليل أخر غريب اثار فضولي وهو التالي :-
قال تعالي في سورة سبأ يصف المسافة بين قرى قوم سبأ والقرى المباركه وهي المذكوره في سورة الاسراء بقوله تعالي " الذي باركنا حوله " ، قال تعالى " وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما أمنين (18) " لاحظوا معي في هذه الأية التي يصف فيها الله قرى قوم سبأ بقوله " قرى ظاهرة " أي أن قراهم كانت غير ظاهرة أي في باطن الأرض ويكفي أن تعرفوا بأنه تم أكتشاف مدينة في تركيا كان يسكنها أكثر من عشرة الف نسمه كانت كلها تقع تحت الأرض ويوجد بها الخدمات والمنازل وكل شي صدقوني شي لايمكنكم تصوره http://tatjana.ingold.ch/index.php?id=derinkuyu ، طيب نفس الأيه تتحدث عن قرى باركنا فيها وهي نفس القرى التي ذكرها الله في سورة الأسراء " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من أياتنا " لاحظوا أن مكان المسجد الأقصى في القرآن الكريم هو في منطقة بارك الله حولها … وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأيام " نلاحظ الآية تتحدث عن ليال وأيام وهذا يعني أن المسافة بين قرى قوم سبأ وقرى سليمان التي بارك الله فيها هي ليالي وأيام يعني من ثلاثة أيام إلى عشرة أيام وعشرة ليالي ، لأنه لو قلنا أحدي عشر يوم فسيكون يوم وليس أيام والقرآن واضح في هذه النقطه ، وهذا يعني أن المسافة لن تزيد عن عشرة أيام سيرا من قرى سبأ إلى قرى سليمان التي بارك الله حولها.

هناك حديث لأم هاني قال محمد بن إسحاق : وكان فيما بلغني عن أمر هانئ بنت أبي طالب ا، واسمها هند، في مسرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أنها كانت تقول : ما أُسري برسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا وهو في بيتي، نام عندي تلك الليلة في بيتي، فصلى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر أهبَّنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؛ فلما صلى الصبح وصلينا معه، قال : يا أم هانئ، لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه، ثم قد صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين، ثم قام ليخرج، فأخذت بطرف ردائه، فتكشَّف عن بطنه كأنه قُبطية مطوية، فقلت له : يا نبي الله، لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك ويؤذوك ؛ قال : والله لأحدثنهموه . قالت : فقلت لجارية لي حبشية : ويحك اتبعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى تسمعي ما يقول للناس، وما يقولون له . فلما خرج رسول الله إلى الناس أخبرهم، فعجبوا وقالوا : ما آية ذلك يا محمد ؟ فإنا لم نسمع بمثل هذا قط ؛ قال : آية ذلك أني مررت بعير بني فلان بوادي كذا وكذا، فأنفرهم حس الدابة، فندَّ لهم بعير، فدللتهم عليه، وأنا موجَّه إلى الشام .

ثم أقبلت حتى إذا كنت بضجنان مررت بعير بني فلان، فوجدت القوم نياما، ولهم إناء فيه ماء قد غطوا عليه بشيء، فكشفت غطاءه وشربت ما فيه، ثم غطيت عليه كما كان ؛ وآية ذلك أن عيرهم الآن يصوب من البيضاء، ثنية التنعيم، يقدمها جمل أورق، عليه غرارتان، إحداهما سوداء، والآخرى برقاء . قالت : فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أولُ من الجمل كما وصف لهم، وسألوهم عن الإناء، فأخبروهم أنهم وضعوه مملوءا ماء ثم غطوه، وأنهم هبوا فوجدوه مغطى كما غطوه، ولم يجدوا فيه ماء . وسألوا الآخرين وهم بمكة، فقالوا : صدق والله، لقد أُنْفرنا في الوادي الذي ذكر، وندّ لنا بعير، فسمعنا صوت رجل يدعونا إليه، حتى أخذناه .

لاحظوا الحديث يتحدث عن قوم وبعير بني ضنكان أو ضنجان إلى اليوم والغريب أن هذه القبليه تقع في جنوب مكة وليس في شمالها أي أن الرحله كانت في أتجاه الجنوب إلى المسجد الأقصى وهذا غريب ...

ثم بحثت عن كلمة أقصى في اللغة العربيه ووجدت بأن أقصى الشيء أي طرفه أو نهايته وحدثت نفسي إذا كان المسجد الأقصى في فلسطين فهل يعني هذا بأن فلسطين تقع في طرف الجزيرة العربيه أو هل هي المنطقة التي لايوجد بعدها أرض أخرى والجواب كان لا .. لكن إذا قلنا بأن اليمن هي أقصى جنوب الجزيرة العربيه فهل يوجد بعد ارض اليمن بأتجاه الجنوب أراضي أو لا كلنا سيقول لايوجد إلا المحيط الهندي والمحيط المتجمد الجنوبي فليس هناك من أراضي بأتجاه الجنوب ...

ثم بحثت في كتاب الله ووجدت أية كريمه تتحدث عن الروم قال تعالى " غلبت الروم في أدنى الأرض " وهي أرض الأردن القريبه من فلسطين اليوم فهل يمكن لأدنى الأرض أن تكون في نفس الوقت أقصى الأرض ...

اكتشاف شبكة من الانفاق سرية تحت الأرض تعود للعصر الحجري اكتشاف شبكة أنفاق سرية تحت الارض قام بها إنسان العصر الحجري والذي حفر شبكة من الانفاق الضخمة تحت الارض تمتد من اسكتلندا إلى تركيا

http://secretsearth.wordpress.com/20...%d8%b6-%d8%aa/

أترك لكم هذه التساؤلات ...

أخوكم / فيكتور