تعهد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي بالرد بقوة على كل من يحاول زعزعة أمن البلاد خلال احتفالات لذكرى الأولى وكانت الشراراة الأولى للانتفاضة قد اندلعت في 17 فبراير من العام الماضي في مدينة بنغازي التي أصبحت معقلا للثوار. وناشد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى محمد عبدالجليل عبر إذاعة ليبيا الوطنية الليبيين بإقامة احتفالات سلمية بسيطة لا تتخللها أي مظاهر للتسلح، قائلا إن جراح ليبيا “لم تلتئم بعد،” بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الليبية الرسمية.
وأحيى الليبيون الذكرى الأولى للانتفاضة التي أدت إلى الإطاحة بالعقيد معمر القذافي بعد 40 سنة قضاها في الحكم. وكانت الاحتفالات محلية في كل مدينة حسب قرار الانتقالى الليبيى دون لى مظاهر للتسلح او اطلاق النار لكن رغم ذلك شهدت العاصمة بين الحين والآخر اطلاق النار ومازالت الاحتفالات مستمرة فى العاصمة الليبية طرابلس وفى مدينة بنغازي حيث اندلعت الثورة.
وقال عبدالجليل “يجب أن تكون مظاهر احتفالاتنا سلمية ومن دون تسلح لأن هذه الثورة نشأت سلمية ويجب أن تستمر سلمية خاصة ونحن لدينا حزن عميق على شهدائنا وعلى جرحانا وعلى مفقودينا وعلى أسرانا، وبالتالي يجب أن تكون الاحتفالات بسيطة وميسرة لأقصى حد ممكن. وأضاف: “أحب أن أطمئن الشعب الليبي أنه لا توجد أي أشياء عن أتباع معمر القذافي أو نظامه، كما لا توجد أي قوات من خارج ليبيا في هذا الشأن.
وبشأن الوضع في مدينة الكفرة وكافة مدن الجنوب، أوضح رئيس المجلس الوطني الانتقالي أنه “تم رصد كل التحركات التي يقوم بها أتباع النظام السابق في الخارج وفي الداخل، وقام الثوار بتكثيف جهودهم ومراقبتهم لكل الأحداث. وأضاف “تم القبض على مجموعات كبيرة حضّرت لإحداث بعض التفجيرات، والمراقبة ما زالت مستمرة ونحن حذرون جدا في هذا الشأن، ولم تمر الأمور بشكل كامل حتى الآن، ولكننا على يقين بأن ثوارنا قادرون على رصد كل هذه المحاولات”.
وأعلن عبد الجليل عن صرف “مكافأة مالية تمنح للأسر الليبية وأيضا لكل فرد بالأسرة متمنيا أن يوفق الله الجميع إلى الشفافية للحصول على هذه المكافأة بالشكل الذي يلائم الشرع والقانون والدين. وقد أصدر المجلس الوطني الانتقالي الأربعاء قرارا بشأن صرف 2000 دينار ليبي لكل أسرة، وما قيمته 200 دينار عن كل فرد من أفراد الأسرة ثم انتشرت الانتفاضة الدموية الى أنحاء البلاد وأدت في النهاية الى التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وانتهت بمقتل القذافي في مدينته (سرت) في 20 أكتوبر.
ولم يعلن عن احتفالات رسمية، احتراما للآلاف الذين سقطوا خلال المعارك، لكن جرى تنظيم الاحتفالات بشكل محلي. ونظم السكان فى العاصمة وفى بنغازى ألعابا نارية وأطلقوا أبواق السيارات طوال الليل . وتأتي الاحتفالات وسط مخاوف من عدم الاستقرار، حيث ما تزال مئات الميليشيات المسلحة تتجول في البلاد دون رقابة، ويشير مراقبون الى وجود فراغ مؤسساتي في البلاد. وفي العاصمة طرابلس أقيمت الحواجز من أجل تفتيش الداخلين والخارجين للحيلولة دون وقوع ما يؤدي إلى زعزعة الأمن.
وقالت الصحفية نعيمة مصراتي من سكان طرابلس إن شرطة المرور وبعض أعضاء الميليشيات يوزعون منشورات تحذر من اي محاولة لزعزعة الأمن، وقد وردت فيها عبارة "لا نستطيع أن نعيد المقبور، لكن بإمكاننا ان نرسلكم إليه". وقالت مصراتي إنها تحتفل بالحرية للمرة الأولى، وأضافت "لا أجد الكلمات للتعبير عن فرحتي، الفرح والنشوة يعم البلاد".
وقال عبدالجليل في كلمة بثت عبر التلفزيون "لقد فتحنا اذرعنا لكافة الليبيين، سواء كانوا من مؤيدي الثورة أو لم يكونوا". وحذر من يحاول زعزعة الاستقرار قائلا " سنكون حازمين في مواجهة كل من يهدد استقرار البلد، والثوار مستعدون لمواجهة أي هجوم على استقرارنا". ومن الملاحظ أن الحكومة تفتقر للسيطرة على الثوار، ويرى الكثيرون في ذلك سببا لزعزعة الاستقرار.