عندما أصبح الطبيب ..سائق تاكسي

أتذكر أن الخروج من العيادة للوصول إلى السيارة في ذلك اليوم الماطر لم يكن سهلاً.. فقد كانت حبات الخير تتدفق بغزارة لم نشهدها في عمان منذ أعوام بحيث أنها شكلت سيولاً في دقائق...
خابرت زوجتي وأبلغتها أنني قادم مبكراً نوعاً ما ووضعت خطة المغادرة، حيث كان لا بد من الإسراع في الشارع حتى أصل باب سيارتي في وقت قصير.. لملمت أوراقي، ووضعت معطفي وتهيأت فكرياً للمغادرة والبدء بخطوات سريعة وأنا أصل إلى باب العمارة، ولكن ما أن أمسكت بمقبض باب العيادة حتى كان شخص آخر يدلف إلى الداخل..
- دكتور ، يجب أن تساعدني ...
الطبيب والمساعدة أمران لا تستطيع فصلهما، وربما كان يجب تسمية كلية الطب باسم "كلية الطب والمساعدة" ، فالطبيب لا يستطيع أن يرفض طلباً لمساعدة إنسان، فهذا ما علمنا إياه الأخ اليوناني أبو قراط وأصر أن نقسم اليمين بذلك حتى بعد وفاته بآلاف السنين... وهكذا قد يتخلى الطبيب عن إحدى حاجاته الأساسية في سبيل مساعدة الآخرين.. هذا قدر الطبيب وهذا قسم أبو قراط ولا يستطيع منه هرباً...
- دكتور، والدي بحاجة إلى طبيب فهو يشكو من آلام شديدة. لقد اتصلوا بي قبل دقائق وطلبوا مني إحضار طبيب "شاطر" لمعاينته، يجب أن تأتي معي يا دكتور...
إن مشكلة الطبيب العام أنه مدعو لمعاينة جميع المرضى بدون استثناء.. وقد يطلبه المريض لأي آلام يشعر بها.. لا أدري كيف عرفني هذا الشخص، ولكن يبدو أنني أصبحت مشهوراً جداً، فأنا أعمل هنا منذ سبع سنوات كطبيب في المنطقة، وأعداد مرضاي تتزايد باستمرار والحمد لله. ثم ألم يقل أنه يريد طبيب "شاطر" وهذا يعني أنا ، وهذه الكلمة ترضي غرور الطبيب دائماً كما ترضي غرور بقية الصناعيين المهرة...
كانت المنطقة التي يسكنها طالب المساعدة " لوالده " تبعد حوالي العشرون كيلو مترا عن عيادتي .. وقال لي ذلك الشخص : أنه لا يوجد أطباء "جيدين" في منطقته لاستدعائهم.." أجبت: "كل الناس خير وبركة..(تواضعاً)!!.."
أمطار غزيرة طوال الطريق.. الكثير من الناس ينتظرون بلهفة على جانبي الطريق وسيلة مواصلات تقلهم إلى منازلهم.. حدثني في الطريق عن واجب الطبيب في مساعدة الآخرين وسألني إن كان لتلك المساعدة حدود.
أجبته أن لا حدود لمساعدة الطبيب فقدر الطبيب أن يعمل في مهنة لا حدود للمساعدة فيها..
جال بخاطري كيف كان من الممكن أن أكون الآن في بيتي الدافئ مع زوجتي وأولادي نتناول طعام العشاء، وأن هذا الطارئ قد أخرنا جميعاً عن ذلك، ولكن هذا قدرنا كأطباء...
سألته في الطريق عن والده.. أجاب "مع استغرابي" إجابات مقتضبة وقال إنها حالة فجائية ، فوالده لم يكن يشكو من قبل..وأنهى كلامه سريعا قائلا : لعله خيراً.
على طرف أحد الشوارع القديمة، طلب مني الوقوف ...
- دكتور أنا اسمي ع. س. وأعمل في الدائرة الفلانية. تستطيع أن تشكوني إلى قسم الشرطة القريب من هنا أو من بيتك أو عيادتك...
- لم أفهم ماذا تعني...
- ليس هناك أي مريض أي دكتور، وأنا لا أعرفك شخصياً، ولكنني كنت بحاجة إلى الوصول إلى منزلي لأمر هام وبسرعة، وليس هناك أي وسيلة مواصلات في هذا الجو الماطر. أنا الآن سأقوم بدفع "الكشفية" التي تستحقها كاملة وكأنك زرت مريضاً في البيت، ولكن تأكد أنك ساعدتني بلا حدود... ولن أنسى لك ذلك مطلقاً...
غادر "طالب المساعدة " سيارتي ولم أستطع لثواني أن أفعل شيئاً، فقد تركني في وضع لا أحسد عليه، فهي المرة الأولى التي أعمل فيها سائقاً بدون أن أدري منذ أن تخرجت من كلية الطب...
أفاقني من ذهولي صوت تلفوني المحمول يحمل كلمات قلقة من زوجتي عن هذا التأخير. طمأنتها أنني قادم وأدرت مقود السيارة عائداً إلى المدينة، كانت كيلومتراتها العشرون طويلة وكان المطر لا يزال منهمراً.. الكثير من الناس كانوا على جانبي الطريق ينتظرون "مساعدة" لإيصالهم إلى بيوتهم، ولا أدري إن كانوا يعلمون أن هذه السيارة التي تمر من جانبهم يقودها دكتور أو سائق "شاطر"...
د. معن سعيد
12-1994

قصهــ رآآآئعهـ حملت في طيـآآتهـآآ فلسفهـ مميزهـ

أهنئكـــ آنستــي على روعة اختيـــــآآركـ

وأدآآم الله عليكِ الصحة والعـآفيهـ

النورس كتب:: قصهــ رآآآئعهـ حملت في طيـآآتهـآآ فلسفهـ مميزهـ

أهنئكـــ آنستــي على روعة اختيـــــآآركـ

وأدآآم الله عليكِ الصحة والعـآفيهـ

أُشّڳٌرّ لٌڳٌ هِذًأً أُلِمًرٌوٌرِ أِلَذٌيٌ

أُنًأًرُ مّتًصُفِحٌيّ

أًنِنّيُ سٌعَيُدٌة جِدٌأِ بَهٌذآ أِلُتَوِأُجّدٌ

دَمَتَ بِڳُلُ خًيَرَ

قصة روعة ..~
ابدعت بطرحك ..~

يعطيك العافية ..~
ودي لك ..~

نبراس غزة كتب:: قصة روعة ..~
ابدعت بطرحك ..~

يعطيك العافية ..~
ودي لك ..~

آنٌآر مِروِرك مِتُصِـفُحً ـيّ ..

لَآحً ـرمِتُ تُوِآجَ ـدُك

» سائق تاكسي يركب معه ملك الموت! ! ! ! ! ! !
» تاكسي الرومانسية ...
» أيهما أقسى ,, عندما تتحجر دموعك,, ام عندما تتساقط ؟؟!!
» كيف أصبح رجلا ؟
» سائق التاكسي والعجوز العمياء (خاص بالمسابقة)