يعيش المواطن الفلسطيني أبو عدنان النجار وأسرته المكونة من عشرة أفراد، مُكرها داخل كهف شرق بلدة يطا جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي بناء بيت أو إقامة خيمة في أراضيهم.
وتعيش عشرات الأسر الفلسطينية حياة بدائية في
مناطق واسعة جنوب الضفة، بسبب مضايقات الاحتلال والمستوطنين ومنعهم من
البناء والبنية التحتية من مياه وكهرباء وغيرهما، لكنها مع ذلك تصر على
البقاء لحماية أراضيها.
ورغم المساعدات التي قدمتها مؤسسات أهلية مؤخرا
للسكان وعلى رأسها توفير الطاقة بواسطة الرياح والخلايا الشمسية، فإن
مطالب السكان، الذين يعمل معظمهم في الزراعة وتربية المواشي، بالحماية
وتوفير الحد الأدنى من مقومات الصمود لم تجد آذانا صاغية حتى الآن.
التغيير ممنوع
ويقول
النجار، وهو من سكان منطقة "شعب البطم" شرق بلدة يطا في حديثه للجزيرة نت،
إن الكهف ملاذ آمن له ولأسرته في ظل منعه من التوسع أو إقامة مزيد من
الخيم أو الغرف، موضحا أن أي تغيير في معالم المنطقة لا يتوافق مع صورة
جوية لدى الاحتلال مأخوذة عام 1983 يُعد مخالفة يجب أن تُزال وفق أنظمة
الاحتلال.
|
كهف الحمامدة لم يسلم بعد هدم منزله أعلى الكهف (الجزيرة نت)
|
وأضاف أنه يقيم في نفس الكهف الذي سكنه والده
وجده منذ عشرات السنين، بينما يتوزع أبناؤه على مجموعة كهوف وخيم قديمة،
مشيرا إلى ضائقة السكن التي تمر بها عائلته بسبب التوسع والتمدد الأسري.
ويوضح المواطن الفلسطيني أن قيود الاحتلال
تندرج ضمن مبررات وإجراءات مختلفة بينها قرارات المصادرة العسكرية، والتوسع
الاستيطاني، وإغلاق المناطق عسكريا أو الادعاء بخضوعها لسيطرة إسرائيلية
كاملة رغم حيازة أصحابها ما يثبت ملكيتهم لها منذ عشرات السنين.
من جهته لم يصبر المواطن محمد حسن حمامدة على
ضيق الكهف الذي يسكنه خاصة مع ازدياد عدد أفراد أسرته، فقرر بناء غرفتين
أعلى الكهف، لكن الاحتلال استبق سكنه فيهما بالمسارعة إلى هدمهما وهدم جزء
من مدخل كهفه الذي يسكنه.
ويقول حمامدة للجزيرة نت إن الاحتلال هدم البيت
بحجة عدم الترخيص رغم أن القضية معروضة أمام المحاكم الإسرائيلية، مشيرا
إلى رفض الاحتلال على الدوام المخططات الهيكلية للقرى النائية ورفضه منح
التراخيص للسكان.
ولم تسلم الكهوف ذاتها من الملاحقة والهدم، إذ
يؤكد الحاج أبو نبيل النواجعة إقدام الاحتلال على هدم كهفه وكهوف أخرى في
منطقته، مما اضطره لإعادة سقف كهفه بالألواح الحديدية المعروف بالزينكو
وجعلها مأوى للأغنام، والسكن في حظائر من السلاسل الحجرية مسقوفة بالخيم.
ويضيف النواجعة، هو من سكان منطقة سوسيا جنوب
الخلي،ل أن ضيق المكان اضطره لإقامة خيمة تؤويه وزوجته، لكن جيش الاحتلال
سارع لهدمها، فقرر إعادة بنائها ثانية، لكنها أخطرت بالهدم مجددا.
ويبين
الكهل السبعيني أن السكان يمنعون من إقامة أي شيء، بما فيها الحمامات
(المراحيض) مؤكدا هدم عدد من الحمامات المبنية من الزينكو قدمها منظمات
أهلية بحجة عدم الترخيص، مما اضطره لإقامة مكان لقاء الحاجة داخل كهف.
ملاحقة واضطهاد
وبينما
تعيش بعض العائلات وحدها داخل الكهوف، تعيش عائلات أخرى في نفس الكهف مع
أغنامها، وتضيع الأمتعة بجوار الأعلاف المعدة للأغنام، لأن الاحتلال يمنعها
من إقامة حظائر للأغنام.
|
الاحتلال هدم كهف الحاج أبو نبيل النواجعة ويعيش الآن داخل سقيفة قديمة بالية (الجزيرة نت)
|
من جهته يقول منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة يطا إن عشرات الأسر التي يزيد عدد أفرادها على 3500 نسمة تعيش داخل كهوف وخيم وغرف من الصفيح، بسبب منعهم من بناء بيوت من الإسمنت والطوب.
وفي المقابل -يضيف راتب الجبور- تنتشر تسع مستوطنات على مساحات واسعة من أراضي بلدة يطا بشكل خاص، وتتوفر لها كامل الخدمات، في حين يحرم المزارعون من حق الإقامة فيها.
ويضيف أن عدة تجمعات سكانية بينها جنبة والمركز والحلاوة والركيز والمعصرة وسوسيا ومغاير العبيد وغيرها،
لا تزال تعيش حياة شبه بدائية مع استمرار حرمانها من الخدمات الأساسية.