:###:
أيها الأخوة والأخواتهناك أمور لو تأملناها واستشعرناها لما وقعنا في الذنوب والمعاصي
هذه الأمور أنقلها لكم هنا لعلنا نستطيع من خلالها أن نبتعد عن المعاصي شيئاً فشيئاً حتى نلقى الله عز وجل وليس علينا خطيئة
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا للطاعات وأن يجنبنا المعاصي والمنكرات
تذكـر قبل أن تعصيتذكر قبل أن تعصي أن الله يراك ، يعلم ما تخفي وما تعلن : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الآرض مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ ولا خَمْسَةٍ الا هُوَ سَادِسُهُمْ ولا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا َكْثَرَالا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْم الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم."
تذكـر قبل أن تعصيالملائكة تحصي عليك جميع أقوالك و أعمالك ، و تكتب ذلك في صحيفتك ، لا تترك من ذلك ذرة أو أقل ، قال تعالى:
" ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيب عَتِيدٌ "
تذكـر قبل أن تعصييوم تدنو الشمس من الرؤوس قدر ميل و يعرق الناس ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون الى ركبتيه ، و منهم من يكون الى حقويه ، منهم من يُـلجمه العرق إلجاماً
تذكـر قبل أن تعصييوم يحشر الناس حفاة عراة قال صلى الله عليه و سلم " يحشر الناس يوم القيامة حفاةً عراةً غرلاً " قالت عائشه : يا رسول الله !! الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال صلى الله عليه وسلم يا عائشه ! الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض "
تذكـر قبل أن تعصيملك الموت و هو يعالج خروج روحك ، و يجذبها جذباً شديداً ، تتقطع له جميع أعضائك من شدة جذبته ، و تتمنى حينها أن تسبح تسبيحة واحده فلا تقدر ، أو تكبر تكبيرة واحده فلا تقدر ، أو تهلل تهليلة واحده فلا تقدر ، أو تصلي و لو ركعتين خفيفتين فلا تقدر ، أو تقرأ ولو آيه واحده من القرآن فلا تقدر فقد ألجم اللسان ، و شخصت العينان ، و يبست اليدان و الرجلان , وطاش العقل من شدة ما يرى.
تذكـر قبل أن تعصيالقبر و عذابه ، و ضيقه وظلمته ، و ديدانه و هوامه ، فهو إما روضة من رياض الجنهة أو حفرة من حفر النار قال صلى الله عليه وسلم " لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر "
تذكـر قبل أن تعصيوقوفك بين يدي الله تعالى يوم القيامة ، ليس بينك و بينه حجاب أو ترجمان ، فأحذر أن يشدّد عليك في الحساب .
تذكـر قبل أن تعصيشهادة أعضاء العصاة عليهم, كما قال سبحانه وتعالى
(حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُم وَأَبْصَارُهُم وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُم عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوخَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
تذكـر قبل أن تعصيأن لذة المعصية مهما بلغت فإنها سريعة الزوال ، مع ما يعقبها من ألم و حسرة و ندم وضيق عيش في الدنيا ، و تعرض للعذاب في النار يوم القيامة تذكر قبل أن تعصي أن المعاصي ظلمات بعضها فوق بعض ، و أن القلب يمرض و يضعف و يظلم بسبب الذنوب و المعاصي ، قد يموت بالكلية ، و اذا مات القلب تحتم الهلاك و تأكد الخسران
وأخيــراً تذكر قبل أن تعصيأن الذنوب تؤدي الى قلة التوفيق ، حرمان العلم ، و حرمان الرزق ، و ضيق الصدر و تعسير الأمور ، و وهن البدن ، قصر العمر ، و موت الفجأة ، و فساد العقل ، و ذهب الحياء و الغيرة و المروءة من القلب و المعاصي تزيل النعم ، و تحل النقم ، و تمحق بركة العمر و بركة الرزق ، و بركة العلم و بركة العمل و بركة الطاعه ، و تعرض العبد لأنواع العقوبات في الدنيا و الآخرة و تخرج العبد من دائرة الاحسان, و تمنعه من ثواب المحسنين و من أعظم عقوباتها انها تورث القطيعة بين العبد و ربه ، و اذا وقعت القطيعة انقطعت عنه أسباب الخير ، و اتصلت به اسباب الشر.
نسأل الله تبارك و تعالى أن يجعلنا من عباده الطائعين الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون
اللهم أعزنا بطاعتك ولاتذلنا بمعصيتك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته