تأملت عيناه أرض الغرفة ، حرك قدميه بعفوية يلهو بهما ، فلا يستطيع نزولا ليحكي لألعابه خطط الغد ، ولا صعودا فتغدو الضحكات ، ألما داميا
نسمات باردة تبعث الدفء في روحه ، و سعادة غامرة تحف قلبه، تضفي على شمس غيبتها غيوم الليل شعاع حياة .
نجوم يلمحها الصبي ، تضيء حينا و تختفي أحيانا ، و بسمة يزرعها على شفاه الدنيا
- ماما .. أرأيتِ نجما يرقص ظهرا ؟
- ..............
- حين يعود إخوتي سنخرج معاً لنرقبها من بعيد ، ونتجول غير آبهين بليل الشتاء فالنجوم تنير الحياة.
- ما من نجوم في السماء يا حبيبي !
- بلى ، انظري هناك ! أتمنى الصعود إليــ ه ـا
ثم ...
دويّ مرتفع يهز أركان الشقة ، و طفل غزيّ يحمل لعبة ، يحكي حلما بأن النجوم ظهرا ، تشع فتزلزل مدنًا ، و تدق أسافين في حياة الآمنين.
ظهيرة انقلبت معالمها مظلمة ، حاملة إلى السماء هدية بريئة ، لـ حلم صغير ، عشق سماءً تحمل نجما حلّق معه للبعيد شهيدا ، و أمٌّ يهتف صمتها: بل تضم سماؤنا - يا صغيري – في كل صباح نجما يُسكِنُنا في حضن الأرض ..