هل التطور التكنولوجي سبب رئيسي في انعدام صلة الرحم؟!

ترددت كثيراً السنين الماضية جملة (العالم أصبح قرية) وهذا بسبب ثورة التقنية الحديثة التي نعيشها هذه الأيام وهذا فعلاً حقيقي فقد أصبح من يعيش بالولايات المتحدة الأمريكية يستطيع أن يتواصل ويشاهد من يعيش بالصين أو بدول الشرق الأوسط وبكل يسر وسهولة وبالتالي أصبحنا وكأننا نعيش سوياً في قرية واحدة أو حي واحد - وقد سهلت هذه التقنية التعامل مع بعض بل إنه أصبح التواصل بين الأمم من خلال تلك التقنيات يومي ومستمر وأدى ذلك إلى تعارف كثير من الناس وتقاربهم وتواصلهم مع البعض سواء التواصل لأسباب عملية أو سواه ورغم بعد القارات عن بعض.
ولكن ما نعيشه هذه الأيام أنه وفي حين العالم أصبح قرية واحدة إلا أن حياتنا الاجتماعية في منازلنا ومجتمعاتنا الأسرية في العالم العربي أصبحت أكثر تعقيداً وتفككاً وأصبح بعدهم عن بعض أكثر، فلو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر تواصل الأسرة الواحدة حالياً في كثير من المناسبات لا تجدهم يتواصلون مع بعضهم البعض في الأعياد أو المناسبات السعيدة أو حتى غير السعيدة إلا من خلال (رسائل الجوالات) وهذه حقيقة بكل أسف واقعة مما أدى إلى كثير من انعدام صلة الرحم فيما بيننا كأسرة واحدة.
فمن خلال تجربة واقعية أعتقد جازماً أن السبب الحقيقي أنه في حين العالم الخارجي يتواصل ويقترب ببعض وسخر تلك التقنية لزيادة التواصل فيما بينهم نجد أننا نحن اخذتنا تلك التقنية لزيادة رقعة البعد والجفوة فيما بيننا وهذا الوضع نلمسه كما اسلفت أنه أصبح لا تواصل عن قرب بين أبناء الأسرة الواحدة إلا من خلال (رسائل الجوالات، أو الإيميلات).
إن ضعف الوازع الديني وكذلك الأخلاقي وانعدام المبادئ الإسلامية لدى البعض في صلة الرحم هي أسباب أدت لزيادة هجران بعضنا البعض إلا من خلال ما ذكرت، فماذا ننتظر من الجيل القادم حيال تواصلهم معنا عندما نصبح آباء؟
إن العالم أخذ على عاتقه تطوير تلك التقنيات لجعل الحياة أكثر مرونة والاستفادة من خلال جعل (البعيد قريباً) فيمكن للقريب والبعيد التواصل فيما بينهم دون أي تعقيدات ورغم اختلاف الأديان فيما بيننا إلا أن مبادئ الأسرة الواحدة في المناسبات لها أهمية كبيرة ولديهم وإن كان الأمر لا يتصل بالأمر الديني بالنسبة لهم إلا أنه من الناحية الاجتماعية له أهمية كبرى وبالتالي يستفيدون من كل وسيلة تجعل تواصلهم فيما بينهم سريعة ويسيرة ويجدون في تواصلهم في أي مناسبة أمراً مهماً ومرتبطاً بأخلاقيات الأسرة الواحدة ونحن وبكل أسف أدى ذلك التطور التقني إلى الزيادة في توسيع دائرة الفجوة والبعد بين أبناء الأسرة الواحدة.



فهل التقنية والتطور التكنولوجي هو السبب الرئيسي في انعدام صلة الرحم فيما بيننا؟ أم هنالك أسباب أخرى أدت إلى توسيع الفجوة؟
وما هو العلاج الحقيقي للعودة إلى سابق عهدنا في تواصلنا وتراحمنا فيما بيننا كأسرة مسلمة ذات أخلاق ومبادئ لا تزعزعها أي تقنيات تعوض عن تماسكنا وتواصلنا ببعض عن قرب؟