حاكني الزمان بحالي بتربص من خوف وميل للموت من شدة المرض
عانقت الفراش من تنفس كاد ان يخنق القلب
وحروف الحب تنبض بسرعه فائقه لا نعرف ماهي الأسباب
وماهي نهاية هذا المشوار الكبير
الحاني تتساءل ماهو سبب المرض بين جدران وظلمة قد اعتاد عليها الكثيرون
فسألت ووجدت ان حمى الفراق تنازعني بالموت كل ساعه
وتبعدني عن ثنايا الروح بحروف متقاطعه تتجلل من لحظة لأخرى
استفقت بقواي فلم اجدها تعينني على النهوض
وجدت الحزن يدفنني سريعاً والفرح امام عيني بخيالها المبهج لي كعادته
سمعت صوتها يناديني ولكن لا أقوى الحراك
فحاولت حتى غبت عن الوعي ساعات وساعات
وبعدها صحى الفؤاد بيدٍ تلمس على الجبين
فقلت أين انا ؟ قالت أنت على الفراش الأبيض
ثم غدت تكمل مايتوجب عليها
فلم أجد غير الدموع احاكي حتى ضممت وسادتي
وإذا بها تنطق بقلبٍ حزين جداً
وهمس خيالها يحاكيني لما انت هنا ؟
وماهو هذا المرض ؟
قلت لها بكل اختصار
هذا هو فراشي الابيض أشكوا إليه ومنه لن اشتكي
وشكواي لمرضً علاجه مستحيل
فهلت دموع وسادتي وهلت دموعي
فقلت دموعي لمرضٍ
فما سر دموع أنت به ؟
دموعي لحال نديمٍ ليتك تعلم مما يشتكي
وسادتي اخبريني مما انا اشتكي فلم اعد اعلم ماهو حالي
وما حال بي الزمان وما نطقت بنوم به شفاتي
( 1 )
انت تشكو من رأس به عقلٍ لا يفكر الا بجنون العاطفه
انظر اليك وانت في عالم الموتى فأرى اسمها بين شفاتك
ودموعك تهل على دموعٍ لإجل فراقك
وتقوم بحركات يدين ورجلين وكانك تلعب مع تلك الطفلة
فعرفت انك مجنون بها وحي بها وانت حي بمماتك
( 2 )
وسمعتك تشكو من عينيك بأنك لم تعد ترى من بعدها شيئاً
وان الدنيا أصبحت ظلام أسود من بعد ان رحلت تلك الطفلة
وأرى دموعك فاحترت هل هي فرحة بأنك لا ترى بعقلك سواها
أم هي دموع حزنٍ لأن الظلام خيم على عينيك
( 3 )
وسمعتك تشكو من صدرٍ قد ضاقت به الدنيا وماعليها
لم يعد قادرٌ على التنفس حتى رأيت مارأيت
وكأنه جبل أسود فرحٌ به لأجلها
( 4 )
وسمعتك تشكو من قلبٍ يصرخ بكلمة أحبــهـــا
يعاني من حزن الفراق وقيد شملٍ قد انتهى
ينبض بحروف حبً تبدأ وتنتهي بحروف اسمها
يتخللها دمً كان انوثة ثمها
( 5 )
وسمعتك تشكو من يديك لا تقوان على الحرك
وتحاول متخيلاً تلمس يديها ولكن لا تستطيع
فحزنت لأجلك كثيراً وحاولت ان اساعدك
ولكن خانتني الذكرى فلقد نسيت انك بين حياة وممات
( 6 )
وتعود لتشكو من ظهرٍ مقوسٍ سمعتك وانت تحاكي وتعلبون
وتحملها على ظهرك وتركضون
ولا تجابه للزمن اي أهيمه
وتعود وهي مازالت على ظهرك شابكة
( 7 )
ثم تصمت وتعود لتشكو من قدمين أكلتهما النار من الركض وراءها
حتى شلت قدميك وأراك متبسماً ولا أعلم لما كل هذا
( 8 )
ويحك كل مامضى لم يصعب علي فلقد رأيت المآسي بكبرها
ولكن لم أرى نفساً مريضه ذات يوم
تصرخ بكل قوة نعم أنتي ملاك
فماذا ترديني أن أقول وانا أشكو مما رأيت لشكواك
ولم أعلم لما الفرح وانت المرض بحد ذاتها
ضحكتُ مبتسماً وهلت دموعي من عمق أحزاني
حتى غرقت وسادتي فجاء منا جاء
وكرمني بوسادة لا تملك النطق كما فات
وانتظر قليلاً بجانبي وقال لما كل هذا الهلاك
رحل وصوتٌ الأمل قادم من جديد
وقلبي يزيد سرعة في النبض
واذا بصوت ممرضة تنادي مما تشتكي
( 9 )
دب الصمت بالخيال وهلت الدموع بالآمال
وقالت لاتخف فعلاجك قريب لا محال
بدعوة لربٍ سبحانه رحيمٍ رحمن
( 10 )
إرتاح الفؤاد وسألتني قائلة
هل هي جميله ؟
فدبت الابتسامة والعينين تذرف بالدموع
واكملت بالسوال عمن تكون ودموعي لا تزال قائلة
حتى سالتني وقالت آخر سؤال هل تحبها ؟
( 11 )
فتحركت رموش عيني وهي بطول الوقت ساكنه
( 12 )
فمدت يدها وقالت مد يديك فانا دكتورة ماهره
فلم أقوى على النهوض فقالت
ليتك تعلم اين هي الان جالسة
فحملتني
ووضعتني على ذلك الكرسي
وسارت بطريقٍ مختصرة
ولم نأخذ من الوقت شيئا
( 13 )
حال الصمت علينا وكأني أرى الفجر من جديد
ورائحة الغروب بمدٍ وجزرٍ من قريب
وساحة السعادة تغمرني
حتى جعلتني أمد يدي بأمر عجيب
فإذا بيدٍ تلامس يدي
حتى لامست وجهٍ ناعم الخدين
فضحكت وانا انهش بالبكاء
فسمعت ضحكة تقول ويحك
لما يديك تقوى على الحراك ؟
( 14 )
فزاد بي الشوق لهفة وجن جنون الصبر
ولم أعد أقوى على الانتظار فاذا بالأعين ترى من أمامها
وتبصر بقمرٍ سبحان خالقها
والدموع تذرف من حقيقة ما أرى
وسمعت ضحكة تقول ويحك
لما عينيك تقوى على النظر ؟
( 15 )
ضممتها بكل قوة حتى كدت أكسر اضلعها
وضللت أتلمس ذلك الجسد مصدقاً
فعلا حقيقة انتي الملاك
فزال ضيق صدرٍ وانتهى مشوار حزنٍ
وسمعت ضحكة تقول ويحك
لما تقول لديك صدر يقوى على تجاوز الكرب
( 16 )
فابتسمنا وذرفت دموع الفرح
والتقينا بعد سنين حلت بنا المرض
فسألت تلك الماهره أيتها الدكتورة
كيف ومتى واين ولما جاء هذا القمر
فردت الحياة بكاملها
لا تعتقد انك انت ممن عانو من هذا المرض
فنظرت إليها بكل إشراقةٍ
فوجدت عينيها بريق للحب قد اتفق
فكانت شفاةٌ تنطق بالحب للأبد
فشكرة ماهرتنا وحملت طفلتي على ظهري
فسمعت ابتسامة دكتورةٍ تقول ويحك أين تعب هذا الظهر
فابتسمنا وسرنا نحو الرحيل نحو طريق به لن نفترق
فسمعنا صوت همسٍ يصرخ
ويحكما ألن تودعاني ؟
فخجلنا وقلنا لن نودعك وأنتي سر هذا المرض
فأهدتنا وسادةٍ لم تعلم بأنها ستظل بيننا للأبد
أخيـــــــــراً
أشكر الخالق الذي جمعني معك أيتها المريضه
أشكر الخالق الذي جمعنا على يدي هذه الدكتورة
الذي لن نفيها شي قليل مما أدت به وكأنه واجبها
أشكر الخالق الذي رزقنا بأخوة الجميع
واتمنى أن تنال الخاطرة على إعجابكم وحسن انتقادكم
ومهما يطول الزمن 000 لاحبُ يستمر 00 ولا آهاتٌ تدوم