في لحظة ضيق قالت له : كم كنت اتمنى ان اكون انسانة عادية ... كباقي النساء ...
صمت لحظات وهو يفكر في تلك الامنية ... صمت حمل الاستنكار مع دراية ويقين بما وراء القصد ...
هناك دائما التميز في نظرة الرجل الى فكر المرأة ... بعيدا عن رتوش الجمال الظاهر ... بعيدا عن خفة الدم ... بعيدا عن طقوس الرومانسية وهمسات الغزل ... بعيدا عن واقع الآكفان الجسدية الغارقة في كثبان الحياة ومشاغلها ...
كانت هذه الكلمات التي لا يدركها الا خواص النساء النادرات ...
سيدتي ما اكثر النساء اللواتي هن دمى متحركة في معابد الاجساد بمساحيق السطحية وعطور مصنعة باقنعة تتغير حسب الظروف بدون فكر او موقف ...
من السهل ايجاد مجموعة من تلك الدمى في واجهة الحياة ... من السهل ارضاء غرور تلك الدمى بكلمة او هدية او قناع كاذب زائل ...
اعلمي جيدا النجوم لا تكون نجوما ابدااا الا ان كان اللمعان ذاتي المصدر من فكر يشتعل ذكاء وحركة وسرعة بديهة بجمال وبهاء داخلي في الاعماق ... مفتاحه بعيون تحمل صورة نادرة مبجلة بنور الروح لروح واحدة كامنة في القلوب ... روح فوق ادراك الناظر ببصر العيون وفوق بصيرة العقل بعقل محدود بقيود المادية واشكالها وفروعها ...
سيدتي ... اعلمي جيدا احترامك كانثى لن يكون يوما لقطعة قماش او مفاتن ظاهرة او خفة دم ... احترامك مفروض دائما من خلال شخصيتك الواثقة بذكاء وقوة من خلال نافذة الروح تلقائية اللمعان ببديهة فطرية ذاتية ...
قد اتفق معك ان سطحية النساء ( اكثر راحة ) لهن ... ولكن اي احترام ذاتي او من الناظر يكون ...!
هناك ما هو اقل من واحد في الالف للسيدة المميزة ... التميز ليس اكتساب من خبرة او علم ... التميز هو هبة من الله اودعها في قلائل النساء ... قد لا يشعر فيها الا قلة نادرة من الرجال ... ولكنها تعني الكثير واكثر بكثير من خيال او حلم للرجل ان استطاع الغور في تلك السمات لتشكل ( الاحترام الانثوي ) بكل شفافية ووضوح وثقة لا متناهية ...
لا زلت اذكر وجه معين لانسانة راقية جدااااا ذو لمعان وبهاء ذاتي ... كانت قدميها لا تلمس الارض في مشيتها ... كانت عيونها نجمتين مشعتين بنور الثقة والاحترام ... ما اروع الجمال الداخلي لاي سيدة ان كان ذاتي المنبع وهو محاط بهالة من النور المعطر ببهاء وذكاء متلاحق كامواج البحر في شعاع شمس لا تغيب ابداااا ...
اخيرا ... سيدتي التميز له ضريبة باهظة جدااا ... وتاكدي لا يشعر به الا فاقده .