تواصلت بعدة مدن وبلدات في سوريا ليلة الأحد مظاهرات تندد بنظام الرئيس بشار الأسد
وتطالبه بالتنحي عن السلطة، في حين واصلت قوى الأمن ومن يسمون بالشبيحة
إطلاق النار والاعتداء على المحتجين مما أسفر عن سقوط ستة قتلى منذ صباح
السبت.
فقد سقط عدد غير محدد من الضحايا قتلى وجرحى في مظاهرات خرجت أمس السبت في أنحاء مختلفة من البلاد تضامنا مع أهالي حي كفرسوسة في مدينة دمشق واستنكارا لاقتحام مسجد الرفاعي في الحي وللاعتداء الذي تعرض له إمام المسجد الشيخ أسامة الرفاعي.
وتوجهت مظاهرة إلى مستشفى الأندلس حيث يعالج الشيخ أسامة الرفاعي واشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن.
وكان الشيخ أسامة
الرفاعي، خطيب وإمام مسجد الرفاعي، قد قال في خطبة له الشهر الماضي بثها
ناشطون على الإنترنت إن إجبار المعتقلين من قبل بعض رجال الأمن والمحققين
على تأليه الأسد والسجود على صورته لعبٌ بالنار.
وأفاد ناشطون أن شخصا قتل وأصيب آخرون برصاص الأمن والشبيحة في بلدة مارع في مدينة حلب. كما قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن إطلاق نار متقطعا وقع إثر اقتحام الجيش والشبيحة بلدة سراقب في إدلب، كما أطلقت قوات الأمن النار خلال محاصرتها جامع القزازين وسط العاصمة دمشق.
وفي مدينة إعزاز بحلب أطلقت قوات الأمن والشبيحة النار على المتظاهرين لتفريقهم، بحسب رواية ناشطين معارضين.
وكانت المظاهرات التي شهدتها بلدتا سقبا وحمورية بريف دمشق هي الأقوى حيث تواصل سعيها للوصول إلى وسط دمشق.
رصاص وقتلى
وقال
اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن صوت الرصاص سُمع في أحياء عدة في دمشق
وخاصة الميدان والقدم والحجر الأسود ونهر عيشة والدحاديل والزاهرة والقاعة.
وعززت السلطات
قواتها الأمنية والعسكرية في مدن وبلدات ريف دمشق ولاسيما دوما وكفربطنا
وقارة وحرستا حيث نصبت عناصر الأمن كمائن للمتظاهرين منعا لوصولهم إلى
ساحتي الأمويين والعباسيين في وسط دمشق.
وقتل ستة أشخاص على الأقل خلال يوم أمس السبت برصاص الأمن السوري في القصير بمدينة حمص وفي اللاذقية وبلدة كفر نبل وحرستا، وذلك مع تواصل خروج الآلاف في مظاهرات بعدة مدن للمطالبة بإسقاط النظام.
وقد
أفاد ناشطون أن قوات الأمن السورية حاصرت مسجد زيد بن ثابت في دمشق كما
أطلقت النار بكثافة على متظاهرين في حي القابون في العاصمة وفي شارع الملعب
في حمص مما أدى إلى وقوع إصابات كما اقتحمت قوات الأمن السورية والشبيحة
بلدة نيرب سرمين.
وسارت مظاهرات في عدد من أحياء دمشق ومدن ريفها
كالزبداني وجوبر وعربين وزملكا بالإضافة إلى مدن محافظات حمص وحماة وحلب
تحديدا في حي الكلاسة.
من جهتها، قالت
وزارة الداخلية إن على المواطنين عدم الاستجابة لدعوات في مواقع التواصل
الاجتماعي للمشاركة في مسيرات أو تجمعات في الساحات العامة بدمشق وذلك حرصا
على سلامتهم، كما جاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
المصيدة
وفي حديث خاص لقناة الجزيرة، قال عدنان محمد الشغري -رئيس مجلس مدينة بانياس
السورية- إن مدينته كانت مهددة بمذبحة شبيهة بما حصل في حماة وإن قرية
البيضة التابعة لها تعرضت لعملية عسكرية عنيفة من قبل الجيش السوري اعتقل
خلالها جميع السكان.
ودعا الشغري الذي
تعرض للتعذيب بسبب معارضته للعملية الأمنية، أهالي بانياس إلى نبذ
الطائفية وعدم الانجرار وراء ما وصفه بالمصيدة التي يستغلها النظام للحفاظ
على هيمنته.
وأضاف أن النظام
السوري أساء تقدير تأثير سفك الدماء وقتل أبناء الشعب السوري وبالتالي فإنه
لا يملك حاليا فرصة لتسوية سلمية للأزمة، على حد قوله.
وشهدت قرى ومدن محافظة درعا مظاهرات مسائية مناهضة للنظام في سوريا تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد وخاصة في كفر شمس وبصر الحرير.
كما انطلقت في مدينة الكسوة بريف دمشق مظاهرات تطالب برحيل الرئيس الأسد.
وفي بلدة مليحة العطش بدرعا انطلقت بعد صلاة التراويح مظاهرة للمطالبة برحيل النظام السوري ولمؤازرة أهالي كفرسوسة في دمشق.
كما شهدت أرجاء
مختلفة من محافظة حمص مظاهرات مسائية تطالب بإسقاط الرئيس بشار الأسد، حيث
خرج متظاهرون في حي القصور ومنطقة الحولة ومدينة القريتين كما جاء في صور
بثها ناشطون على الإنترنت.
وفي بلدة
البوكمال خرجت بعد صلاة التراويح مظاهرة للمطالبة برحيل النظام السوري
ولمناصرة أهالي كفرسوسة في دمشق كما خرجت مظاهرة مماثلة في مدينة الزبداني
بريف دمشق.
وشهدت مدينة القصير بمحافظة حمص مظاهرة حاشدة عند منزل محمد مطر الذي قتل أمس بنيران قوات الأمن السورية.
.