تفسير دعاء الاستفتاح وسورة الفاتحة

تفسير دعاء الاستفتاح وسورة الفاتحة

الحمد لله الذي رفع السماء بقدرته , وادار دوائر الأفلاك وبسط الأرض بمشيئته ومهدها للسلاك ... احمده سبحانه , واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى الآل والصحب والتابعين :

احمده سبحانه على ماذا وعلى اي شئ ؟ على نعمة اللسان .. وهبها لنا .. نعمة الإيمان .. وهبها لنا .. احمده سبحانه على كل نعمة , واحمده تعالى على كشف كل نقمة .. انها نعمة ان نجلس انا واياكم هذا المجلس , فعن ابي واقدة الليثي رضي الله عنه قال : كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ دخل علينا ثلاثة نفر : فأما الأول فقد اقبل فجلس , واما الثاني فاستحي وجلس في نهاية الصف , اما الثالث فقد اعرض , فقال عليه الصلاة والسلام (( ألا أنبئكم بشأن اولئك الثلاثة , قلنا : نعم , قال : أما الأول فقد اقبل فأقبل الله عليه , اما الثاني فقد استحى فاستحى الله منه , اما الثالث فقد اعرض فأعرض الله عنه ))

هي نعمة حينما تدخل وتزور ملك الملوك سبحانه فتقول : الله أكبر .. فينزع الحجاب فتقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك .. نعم هذا حال الملوك .. ولله المثل الأعلى انت اخي الحبيب لو دخلت على ملك من ملوك الدنيا لابد ان تمدحه ثم تطلبه بما شئت , فالله سبحانه وتعالى إذا اردته ان تطلبه لابد أن تمدحه وتحمده .. ثم تستعيذ وتقول : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

اعوذ : أعتصم وألتجئ بالله من الشيطان الرجيم : المرجوم والمطرود عن رحمة الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله رب العالمين : هو المحمود بأقواله وافعاله واوصافه
رب العالمين : رب عالم البحار والأشجار وعالم الجن وعالم الإنس .. كل عالم ربه الله
الرحمن الرحيم : الرحمن صفة عامة لله تعالى يرحم من يشاء .. يرحم المؤمن والمسلم , والمشرك والكافر .. , الرحيم : صفة خاصة لله تعالى يرحم المؤمنين من عباده فقط .. ففاز المتقون المؤمنون برحمة الله العامة والخاصة ..

مالك يوم الدين :

يامالكاً ما أعَدَّ لك مليك كل من ملك
لبيك إن الحمد لك والملك لاشريك لك
عبدك قد أهل لك انت له حيث سلك
لولاك يارب هلك والسابحات في الفلك
على المجاري تنسلك كل نبي وملك
سبح أو صلى فلك لبيك إن الحمد لك
والملك لا شريك لك

فهو الملك في ذلك اليوم .. لا أحد يتكلم إلا بإذنه وبعلمه .. لا أحد يتكلم في ذلك اليوم فلا تسمع إلا همسا .. القلوب لدى الحناجر كاظمين .. خاشعة .. شاخصة ابصارهم ترهقهم ذلة .. ينادي رب العزة جل في علاه : لمن الملك اليوم .. لا أحد يجيب ! اين المتكبرون .. اين الجبارون .. هم أذلة في ذلك اليوم
كأمثال الذر يطأهم الناس .. عند ذلك يجيب نفسه بنفسه : لله الواحد القهار

إياك نعبد : يا الله فلا نعبد إلا أنت , واإياك نستعين : فلا نستعين إلا بك

اهدنا الصراط المستقيم : صراط الإسلام , صراط الرسول صلى الله عليه وسلم , صراط القرآن

صراط الذين انعمت عليهم : وهم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

غير المغضوب عليهم : هم اليهود علموا ولم يعملوا بالعلم , ولا الضالين : هم النصارى لم يعلموا ولم يعملوا .. فهم في ضلال ... ,

ثم شرع للمؤمن ان يقول : آمين : اي اللهم استجب

وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله الطيبين الأطهار
والتابعين ومن تبعهم بإحسان