قال تعالى في تزكية أم المؤمنين ومكانتها وغيرها من زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -: ?
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ?
[الأحزاب: 6].
وقد أجمع علماء الإسلام قاطبةً من أهل السنة والجماعة
على أن من سب أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -
ورماها بما برأها الله منه
أنه كافرٌ، وروي عن مالك بن أنس أنه قال:
من سب أبا بكرٍ وعمر جلد،
ومن سب عائشة قتل، قيل له: لم يقتل في عائشة؟
قال مالك: فمن رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل.
قال أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله-:
قول مالك هذا صحيحٌ، وهي ردة تامة، وتكذيبٌ لله تعالى في قطعه ببراءتها.
وقال أبو الخطاب ابن دحية في أجوبة المسائل: وشهد لقول مالك كتاب الله،
فإن الله إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه، قال تعالى:
? وقالوا اتخذ الرحمن ولدًا سبحانه ? [الأنبياء: 26]، والله تعالى ذكر عائشة، فقال: ?
ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتانٌ عظيمٌ ?
[النور: 16]،
فسبح نفسه في تنزيه عائشة، كما سبح نفسه لنفسه في تنزيهه؛ حكاه القاضي أبو بكر ابن الطيب[8].
وقال أبو بكر ابن زياد النيسابوري:
سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق:
أتي المأمون في (الرقة) برجلين شتم أحدهما فاطمة، والآخر عائشة،
فأمر بقتل الذي شتم فاطمة وترك الآخر، فقال إسماعيل: ما حكمهما إلا أن يقتلا؛
لأن الذي شتم عائشة رد القرآن. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تعقيبًا عليه:
وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم.
وقال ابن العربي - رحمه الله -: كل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله،
كذب الله فهو كافر.
وقال ابن قدامة: فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم.
وقال الإمام النووي - رحمه الله -: [color:918c=orange
]براءة عائشة - رضي الله عنها - من الإفك، وهي براءةٌ قطعية بنص القرآن العزيز،
فلو تشكك فيها إنسانٌ - والعياذ بالله - صار كافرًا مرتدًا بإجماع المسلمين.
وقال ابن القيم - رحمه الله -: واتفقت الأمة على كفر قاذفها.
وقد روي عن عمرو بن غالبٍ:
أن
رجلاً نال من عائشة عند عمارٍ، فقال: اغرب مقبوحًا،
أتؤذي حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟
! قال الذهبي في السير: صححه الترمذي في بعض النسخ،
وفي بعض النسخ قال: هذا حديثٌ حسن.