ليــلٌ ..و صمــتٌ .. و بحــرٌ عميـــق
أناجى الصمتَ من حولى ..
وهذا الليـــلَ والمطر َ ..
وبحـــرًا فيــه أطيافٌ من الذكرى تنادينى ..
وتجــرى فى خيالاتى ..
ولكنى أنا وحــدى ...
أنا والبحرُ يغرقنـــــــى ..
أنا والبدرُ يهجرنـــــــى ....
وصمتُ الليلِ فى روحى ..
يُــجرِّحـها بأناته ِ
وهذا البحر ُ حولى موجه ُ ثائر ...
وفى قلبى ..حنينٌ فيه ألام ..
وفيه ذكرى تأسرنــــــــى ..
هناكَ على بساطِ الحبِ مجلسنا ..
وأذارُ يغلفنا بأنسامه ..
وشوقُ الزرعِ يحوينا ..
هناك جلسنا أيامـــــــًا
هناك حلمنا أعوامــــــًا
هناك تشابكت دومـــًا
أصابعنا ..
هناك ترجلت عنا
مطامحنا ..
نلاعبها .. تلاعبنا ..
تشكلُها أصابعنا .. كما نرجو ونبنيها ..
كقصرٍ شاهقٍ عالٍ
سكنــاه ُ ...
وآوانـــا ..
بنينا حوله ســــدًا ..
من الصــــدق ٍ ..
زرعنا فيه أشجــــــارًا ..
من العشــــق ِ .
بنيناه من الحب ِ ..
تعاهدنا بأن القصر مأوانا
يثورُ البحر ُ يوقظنى ..
ولا يرحل ويتركنـــــى ..
لماذا يجـــيء . ؟ ؟
ودومًا أتيــًا موجه ...
أيا بحــــــرًا ..
ألن تسكــــــــن .. ؟؟
ألن توقن بأن هياجك الأعمى ..
بلا معنى ..
وأن صراخُك الدائم ..
يؤرقــُنا ..
ألا فاهدأ ..
فهذا الكون لا يسمــــع ..
ولا يعبأ . .
أنا وحدى ..
تؤرقُـنى قصيدتك التى تنشــد ...
وأسمعها ..
كـــــذا ماتت ..
تحت قطار ِ لا يشعر ..
بما يقتل ..
كــذا أختارت .. بأن ترحل ..
وتهدم قصرنا الشاهق ..
كــــذا أختارت .. وقد راحت ..
برغبتها ..
إلى كونٍ كرهناه ..
وكهـــــفٍ قد هجرناه ..
كذا ماتـــــت ..
ولم أحزن ..
هو ذا الموج أسمعه ينادينى ...
ليحوينــــــــى
قفزت ُ أرهفُ السمعَ ..
تيقنت ُ ...
بأن الموج يرجونــى ..
ليأوينــــى ..
وقد سرتُ أُلبى نداءه الطاغــــى ...
أيا بحرى ..
أنا آتٍ .. أنا آت ٍ
تمددتُ على البحر أعانقـُـهُ ...
ويحضننــــى ..
ويرمينــــى إلى أمواجه الأخرى ..
تبسمتُ ..
وغصت بين أمواجــــه ..
ورحت أصارع الذكرى التى تأبى بأن تُصـــــــرعْ .....
تحياتى لكم
مما راق لي