الطغاة والجنون المشترك

يذكرني
الكولونيل الليبي بصديقه الامبراطور جان بيدل بيكاسا ،جان بيدل بوكاسا كان
حاكما عسكريا في افريقيا الوسطى ثم وصل الى السلطة بانقلاب عسكري ونصب
نفسه امبراطورا مدى الحياة على البلاد لا بل أطلق عليها اسم "امبراطورية
افريقيا الوسطى " كان ذلك عام 1976 تماما كما أطلق معمر بومنيار قذاف الدم
"القذافي" على ليبيا اسم الجماهيرية العظمى وكما ادعى اخيرا بانه المجد .
بيكاسا والكولونيل معمر وجهان لعملة واحدة من حيث الطباع والسلوك فكما يظهر
الأول علينا بملابسه التقليعة وسلوكياته المضحكة كان بيكاسا مولعا
بالتيجان وقبعات الريش والزي العسكري المزركش والأوسمة التي لا تعد ولا
تحصى حاله حال الكولونيل قذافي حاليا .
ومن صرعات بيكاسا أنه طلب يوما من الرئيس المصري الراحل السادات أن يبيعه
العربة الملكية التي كان يستخدمها الخديوي والموجودة في متحف القلعة لكن
السادات رفض ذلك ومن نهفاته أيضا انه تخلى عن الكاثولوكية واعتنق الاسلام
لمدة يوم واحد اثناء زيارته لليبيا وبطلب من الكولونيل القذافي ،الشاب
انذاك الذي أقنعه بذلك وأطلق عليه أولا اسم الامبراطور احمد بيكاسا ثم
اختار له اسم أخر هو صلاح الدين بيكاسا ، بيكاسا كان الكاثوليكي الوحيد في
العالم الذي عدد الزوجات مخالفا بذلك تعاليم الكاثولوكية وعرف عنه البطش
والقتل حتى قيل أنه كان أكل للحوم البشر وأشيع انه بعد الاطاحة به عام 1979
وجدت بقايا لحم بشري في ثلاجة قصره لكنه نفى ذلك مدافعا عن نفسه في
المحكمة بالقول " كلا فان لحم البشر مالح المذاق؟؟!! " لكنه في النهاية
اتهم بالفساد وصدر الحكم عليه بالاعدام لكن البابا تدخل وتوسط له فأخلي
سبيله عام 1993 ولم يعرف مصيره بعد ذلك لكن يرجح انه مات ميتة كلب في عزلة
ومكثت جثته أشهرا حتى تعفنت .
الكولونيل معمر والامبراطور بيكاسا تجمعهما نفس الصفات وان اختلفا في لون
البشرة فكلاهما فاسد وقاتل لكن الصفة الأكثر تطابقا بينهما أن كل منهما
مجنون بامتياز .