أسيرة الذكريات *****
المشاركات : 4305
العمـر : 32
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 25/12/2010
النقاط : 5249
التقييم : 59
| موضوع: رواية وليم شكسبير حلم ليلة صيف السبت فبراير 05, 2011 1:18 pm | |
| في ليلة طلوع القمر الجديد, كان دوق أثينا, ثيسيوس, على أهبة الزواج بملكة الأمازون الجميلة, هيبوليتا, وكان الأثينيون
جميعا منهمكين بترتيبات الزفاف.
قاطع إجيوس, وهو نبيل كبير السن ترتيبات البلاط ليشكو أمره إلى الدوق, وقد كان مشحونا بالغيظ من ابنته هرميا, التي
رفضت بعناد الإذعان للقانون الأثيني القاضي تقترن الفتاة بالزوج الذي يختاره لها والدها. فقد اختار إجيوس ديمتريوس
الشاب, لكن هرميا أصرت على أنها تحب ليسندر وأنها سوف تتزوجه بدلاً من الأول.
أخبر أجيوس ابنته أن عقوبة عدم الطاعة هي الموت أو النفي مدى الحياة, وبما أنها رفضت الإذعان, فقد قام بإحضارها, مع
الشابين, إلى حضرة الدوق.
لكن الدوق نفسه لم يتمكن من إقناع هرميا, وأخيرا لم يعد بوسعه إلا تحذيرها من أنها ستتعرض للعقوبة القانونية, وقد أعطاها
أربعة أيام - حتى موعد الزفاف الملكي - كي تتخذ قرارها.
واغتاظت هرميا و ليسندر من ديمتريوس, وخصوصاً لأن ديمتريوس وقع ذات مره في حب هيلينا, صديقة هرميا المفضلة,
وكانت, في الواقع, لا تزال تحبه. لكن ديمتريوس أصر على أنه يحب هرميا واستطاع أن يستميل والدها إلى جانبه – فالقانون
هو القانون.
وهكذا وقف العاشقان البائسان يتفجعان على أن (مجرى الحب الحقيقي لم يكن يجري على نحو سلس) إلى أن تذكر ليسندر
فجأة أن القانون لا يطبق عملياً حيث تعيش عمته, خارج أثينا. هده العمة الغنية, التي كانت أرملة لا أولاد لها, والتي أحبت
ليسندر واعتبرته أبناً لها, سترحب بيه وبعروسته بكل طيبة خاطر. فقال ليسندر أنهما سيتمكنان من العيش بسلام وأمان خارج
أثينا, وتدبر العاشقان بابتهاج أمر اللقاء في الليلة التالية في غابات القصر خارج المدينة, حيث يستطيعان الفرار خلسة ومن ثم
يتزوجان.
أخبرت هرميا هيلينا بأمر خطتها, معتقدة بأن صديقتها الكئيبة ستفرح حين تعلم بأنها راحلة, تاركة ديمتريوس طليقاً ليعود إلى حبه السابق.
لكن هيلينا عندما سمعت بالترتيب السري, لم تستطع إلا أن تفكر في أنها إذا أخبرت ديميريوس, فإنه سيشكرها على هذه
المعلومات,وإذ ذاك سيسعى من غير ريب وراء العاشقين الفارين, وهي ستتمكن من الاستمتاع بالفرح المؤلم الناجم من اللحاق
به (إلى هناك والعودة مرة أخرى).
وهكذا روت له كل شيء. وفي الأمسية التالية, حين أنسلت هرميا وليسندر ليلتقيا في الغابات التي أضاءها القمر, لحق بهما
ديمتريوس ليعثر على هرميا ويعيدها - ولحقت بهم هيلينا كي تكون على مقربة من حبيبها ديمتريوس.
وفيما كل هذا يجري, اجتمع جماعة من العمال الأثينيين لمناقشة مسرحية يريدون تمثيلها في البلاط كجزء من احتفالات
الزفاف. كان زعيمهم بيتر كوينس, النجار,
بوتوم الحائك من السيطرة على كل الأعمال والقيام بكل الأدوار الرئيسية.
ومع ذلك تم أخيراً الاتفاق على كل شيء, فوزعت الأدوار وانصرفوا جميعاً - بيتر كوينس النجار ونيك بوتوم الحائك وسناغ
مركب الأعمال الخشبية وطوم سناوت السمكري وفرانسيس فلوت مصلح المنافخ و روبن ستار فلينغ الخياط - ليحفظوا
أدوارهم على أن يلتقوا في الغابات في الأمسية التالية, حيث يتسنى لهم التدرب على التمثيل, فلا يفسد أحد المفاجأة التي
يهيئونها من اجل الدوق وعروسه.
لكن الغابات المنعزلة حيث دبر العشاق والعمال أمر لقائهم السري كانت زاخرة بنشاط خفي. فهي غابات سحرية, حيث في كل
ليلة, عند الساعة الثانية عشرة, يأتي الجن للعربدة.
من المحزن القول أن أوبيرون, ملك الجن, قد تشاجر مع تيتانيا, زوجته الملكة, حول ولد هندي صغير تبنته تيتانيا وأبقته بكل
حب إلى جانبها. وقد رغب أوبيرون في أن يتخذه وصيفاً, لكن تيتانيا رفضت أن تتخلى عنه, فأنب الملك والملكة كل واحد
الآخر بمرارة.
و قد عكست الرياح والأمطار خلافهما وتشابكت الفصول بحيث لم يعد باستطاعة العالم المنذهل معرفة أيما شيء.
تواجه أوبيرون وتيتانيا مرة أخرى, فحيا الملك زوجته الملكة قائلاً: (أنه لقاء سيء في ضوء القمر, ياتيتانيا المتعجرفة).
فأجابت تيتانيا: (ماذا! يا أوبيرون الغيور! أيها الجن انصرفوا من هنا: فقد أقسمت يميناً كاذبة على هجر مضجعه ورفقته).
طالب أوبيرون بالولد الهندي الصغير مرة أخرى, ومرة أخرى رفضت تيتانيا.
فقال أوبيرون متوعداً: (حسنٌ, أمضي لسبيلك, فأنت لن تخرجي من هذه الأجمة حتى أعذبك بسبب هذا الظلم).
أستدعي أوبيرون مساعده الأول باك. كان باك, (المتجول الليلي المرح), عفريتاً عابثاً, يبتهج بالقيام بشتي أنواع الحيل
والمزاح.
أمر أوبيرون باك أن يأتيه بزهرة الحب السحرية. فعصارة هذه الزهرة, إن وضعت في جفون النائمين, تدفعهم إلى الوقوع في
حب أول كائن يرونه عندما يستيقظون. وقد خطط أوبيرون لاستخدام هذا السحر على تيتانيا ومن ثم يأمرها أن تمنحه الولد
الهندي قبل أن يخلصها من السحر.
انطلق باك بسرعة الضوء قاطعاً وعداً: (سأضرب طوقا حول الأرض في أربعين دقيقة):
وفيما جلس أوبيرون, في الخفاء, ينتظر عودة باك, جاء ديمتريوس, تتبعه هيلينا وهي تبكي و تتفجع على انه قاس, لا يحبها
ولا يأبه لها . فأجاب ديمتريوس بنزق انه حاول بالتأكيد انه لا يحبها ولا يطيق رفقتها, وانه أقتحم عمق الغابة, حيث أمل في
أن لا تتمكن من العثور عليه.
أحس أوبيرون بالأسف تجاه هيلينا المسكينة الحزينة, وعندما رجع باك بالزهرة السحرية, أعطاه شيئاً من السائل وأمره بسكبه
في جفني (الشاب المزدري) (ديمتريوس), حيث عندما يفيق من نومه, يرى هيلينا ويبادلها حبها. وكان باستطاعة باك تمييز
الشاب من خلال الزي الأثيني الذي يرتديه.
وهكذا انطلق باك للبحث عن الأثيني, وانطلق أوبيرون للبحث عن تيتانيا التي كانت تنام على منحدر جميل مكسو بالطحلب ومحاط بالأزهار الذكية الرائحة.
لم يجد أوبيرون الخفي صعوبة في المرور في محاذاة الحارس الصغير, وفيما هو يكسب السائل السحري في عيني تيتانيا
النائمتين, نطق بتعويذة:
(ما تريه عندما تفيقين أقدمي عليه فتأخدين حبك الحقيق,... أفيقي عندما تجدين عزيزك, أفيقي عندما يوشك شر أن يحدث). ثم تلاشى.
كان الظلام قد اشتد فأضاع ليسندر وهرميا الدرب, وكانا منهكين فقررا أن يستريحا حتى الصباح قبل أن يتابعا سيرهما. رأى
باك ليسندر نائماً, فأعتقد أنه الأثيني الذي ذكره أبيرون, فسكب السائل السحري في جفنيه حدث ذلك في المكان نفسه حيث ترك ديمتريوس هيلينا. وكانت هذه المسكينة, التي أنهكها تماماً الجري وراءه, قد توقفت لالتقاط أنفاسها عندما وقع بصرها فجأة على ليسندر وهو ممدد على الأرض. فانحنت لترى إن كان مصاباً بأذى أو انه نائم فقط. فتح ليسندر عينيه وكانت هيلينا أول إنسان رآه, ففعل السحر فعله فوراً وأعلن أنه أحبها أكثر من أي شيء في العالم.
اعتقدت هلينيا أنه يسخر منها وهي التي تعلم كم يحب ليسندر صديقتها هرميا, ففرت وهي تشعر بألم وتعاسة لا مثيل لهما. أما ليسندر, وبتأثير من السحر, فقد لحق بها تاركاً هرميا نائمة على الأرض. أفاقت هرميا بعد لحضات قليلة, فشعرت بالذعر عندما وجدت نفسها وحيدة, ثم انطلقت تبحث عن ليسندر.
في تلك الأثناء, التقى بيتر كوينس وبوتوم الحائك وأصدقائهما في الغابة للتدرب على مسرحيتهم.
سمعهم باك فوجد الفرصة مواتية للقيام بإحدى حيلة. وبينما كان بوتوم ينتظر دوره ليتقدم ويلقي خطابة العظيم, وضع باك بسرعة رأس حمار على كتفيه. رأى أصدقاؤه رأس الحيوان الكبير على جسد بوتوم ففروا مذعورين, وهم يصيحون: (لقد انتابنا شبح!) لكن بوتوم ظن أنهم يسخرون منه ويستحمرونه. لذا أخذ يتمشى ذهابا وإياباً وهو يغني بصوت مرتفع ليظهر انه غير خائف.
أيقظ غناؤه تيتانيا, ففتحت عينيها, ومرة أخرى فعل السحر فعله, فهتفت في دهشة فرحة: (أي ملاك يوقظني من سريري الوردي؟). لقد ضنت أن بوتوم الخشن, الأخرق, برأس الحمار ونهيقه, من أجمل الكائنات المحببة التي سبق أن رأتها, واستدعت خدمها من الجن ليعتنوا به ويطعمونه ما لذ وطاب. فاهتموا به وغنوا له أغاني الأطفال, بينما أخذت هي تربت على أذنيه,أذني الحمار.
وبزهو سمح بوتوم للجن بحك رأسه, وبامتنان قبل عروضهم مع انه أشار بأدب إلى أنه يفضل (مقداراً كبيراً من العلف والشوفان الجاف والتبن) على شهد العسل وبندق السنجاب الذي يجلبونه له. ولقد سر باك بنجاح جهوده وانطلق ليخبر أوبيرون النبأ السعيد.
وفيما كان باك يدلي بتقريره, مر ديمتريوس, الذي كان مازال يلاحق هرميا التي كانت تبحث عن ليسندر. سعى أوبيرون إلى معرفة السبب الذي جعل باك لا يضع السائل السحري في عيني ديمتريوس لكي يقع في حب هيلينا, فكان على باك أن يشرح أنه سحر الشاب الآخر. قرر أوبيرون أن يسوي الأمور, وهكذا أنهك ديمتريوس الجري وراء هرميا, وتمدد ليستريح, سكب أوبيرون بنفسه السائل في عيني الرجل النائم, ولكي يتأكد من أن ليس هناك خطأ آخر, أمر باك أن يأتيه بـ هيلينا على الفور.
وفي لحظة عاد باك بها, ولكن ليسندر كان يتبعها عن كثب ويخبرها كم يحبها! ثم, ومثلما خطط أوبيرون, أفاق ديمتريوس من نومه فرأى هيلينا, وبدأ أيضاً يخبرها كم هي جميلة. أحست هيلينا أن الرجلين يسخران منها, وعندما وصلت هرميا بعد دقائق قليلة وسألت عما يجري, أدركت أن هرميا متورطة أيضاً في القصة.
اندلع نزاع خفيف انتهى بعراك بين السيدتين, فيما حاول الرجلان تفرقتهما. وأخيراً دعا الرجلان بعضهما بعضاً إلى المبارزة.
أدرك أوبيرون أنهما تماديا بما فيه الكفاية, أمر باك بإحداث ضباب وإرباك الرجلين. كيلا يستطيعا القتال, ثم تحرير ليسندر من السحر ليحب هرميا ثانية, مثلما فعل في البداية, على أن يبقى ديمتروس تحت تأثير السحر, فيبقى محباً لـ هيلينا إلى الأبد.
كان الفجر تقريباً, عندما أختفى الجن, وعاد أوبيرون إلى تيتانيا ثانية. شعر بالأسف بسبب الحيلة التي أحتال بها عليها, ولكنه ظل يحب الولد الهندي الصغير. وهكذا أقنعها, وهي ما تزال تحت تأثير السحر, بالتخلي عنه, ثم حررها وحرر بوتوم من السحر.
وساد السلام والتناغم بلاد الجن ثانية.
أما بالنسبة إلى البشر فقد فرح ديمتريوس بـ هيلينا, وفرح ليسندر بـ هرمي. نسج أوبيرون رقية أخرى جعلت كل ما حدث خلال الليل يبدو حلماً – (حلم ليلة صيف).
وفيما بعد, في الصباح, اتى الدوق ثيسيوس ليصطاد في الغابات مع هيبوليتا و إجيوس وسائر رجال البلاط, فالتمس ديمتريوس الإدن ليتزوج هيلينا, وليتزوج ليسندر هرميا, فوافق الدوق وأقنع إجيوس بأن يعلن موافقته أيضاً.
عاد الشبان الأربع إلى أثينا للتحضير للأمسية, حيث سيتزوجون في الوقت نفسه الذي سيتزوج فيه الدوق.
في تلك الأثناء, افاق بوتوم من (حلمة الرائع) من أنه في بلاد الجن, و ذهب إلى البيت ليدهش رفاقه بالتحدث عنه. فقال باعتزاز لنفسه: (لقد رأيت حلماً يعجز المرء عن إدراكه.. فعين إنسان لم تسمع, و أذن إنسان لم تر, ويد إنسان لن تقدر أن تتذوق... ما كان حلمي . ساحمل بيتر كونيس على كتابة قصيدة عن هذا الحلم: وسوف نسميها حلم بوتوم.)
في تلك الأمسية, مأدبة الزفاف, قدم بيتر كوينس وأصدقاؤه مسرحيتهم.
وقد مثلوا بجدية كبيرة وأثاروا جلبة هائلة, المر الذي جعل كل امرئ يستمتع بها أكثر.
ثم مرة أخرى كان منتصف الليل, وعندما أوى الدوق وضيوفه إلى فرشهم, ظهر الملك أوبيرون والملكة تيتانيا وحاشيتهما من الأتباع الصغار ثانية ليحيكوا سحرهم الجني على البشر النائمين وليتأكدوا من أن كل شيء انتهى نهاية سعيدة, مثلما ينبغي أن تنتهي كل الأحلام الجميلة.
| |
|
أسيرة الذكريات *****
المشاركات : 4305
العمـر : 32
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 25/12/2010
النقاط : 5249
التقييم : 59
| موضوع: رد: رواية وليم شكسبير حلم ليلة صيف الأحد فبراير 06, 2011 2:09 pm | |
| - النورس❤ كتب:
يسلموآآآآ أسيرهـ الذكريــآت
بتمنى بيوم أقرأ روآآيــآت شكسبير مع اني مو من المطلعين على الأدب العـآلمي
يعطيكِ العافية
أنا من أشد المعجبات بشكسبير وانشالله بدي جيب احلا رويات الو نورت موضوعي بمروركـ المميز لا حرمت من تواجدكـ على متصفحي ^^ // | |
|