بدأ صراع بين أكبر لاعبي سوق الالكترونيات، "غوغل" و"آبل" وذلك مع بدء نشر تقارير عن مبيعات الشركتين من أجهزتهما، إذ صرحت آبل بأن نظام تلفزيونها لم يعد مجرد لعبة لأن مبيعات الجيل الثاني منه توشك على تخطي المليون مشتر، فيما تعتزم "غوغل" إعادة صياغة البرنامج الخاص بتليفزيون الانترنت قبل طرحه في الأسواق، بعد الهجوم الحاد الذي شنه النقاد على النظام.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه "مع بدء طرح أجهزة تليفزيون الإنترنت، والتى تتيح للمستخدم مشاهدة محتوى مخصص من الإنترنت عبر التليفزيون، بدأ الصراع مبكرا بين أكبر لاعبين فى هذا السوق الجديد وهما شركتا آبل وغوغل، مع بدء نشر تقارير عن مبيعات كلتا الشركتين من تلك الأجهزة".
وكان رئيس شركة آبل للإلكترونيات ستيف جوبز صرح أن نظام تليفزيون آبل لم يعد مجرد لعبة في أيدي الهواة، بل إنه تجاوز هذه المرحلة منذ فترة طويلة، لأن مبيعات الجيل الثاني من النظام توشك على تحطيم حاجز المليون مشتر خلال الأسابيع المقبلة، إن لم تكن قد تخطت هذه الرقم بالفعل.
وأعلنت شركة "أبل" للإلكترونيات في بداية الشهر الجاري أن الجيل الثاني من أجهزة التلفزيون الخاصة بها حققت مبيعات هائلة خلال فترة أعياد الميلاد في أوروبا، وستوشك تخطي حاجز المليون خلال الأسابيع المقبلة.
كما ذكر رئيس شركة غرافيس التي تبيع منتجات آبل في أوروبا، أرشيبالد هورليتز أن شركة آبل استهانت بشكل خطير في تقديراتها بحجم مبيعاتها المحتمل من تليفزيون آبل وخصوصا في أوروبا، مبينا أنه كان بإمكانه أن يبيع 3 أضعاف عدد أجهزة تليفزيون آبل التي حصل عليها، ولكن للأسف لم تصل المزيد من هذه الأجهزة.
وبعكس الجيل الأول من تليفزيون آبل، فإن النسخة الأحدث ليست مزودة بقرص صلب مدمج، بل إنها تعرض المحتوى التليفزيوني من خلال الإنترنت إلى قرص صلب أو شبكة محلية.
وتسمح هذه الخدمة بنقل ملفات فيديو من مواقع مثل "أى تيونز"، و"يوتيوب" من تليفزيون آبل إلى جهاز تليفزيون تقليدي، ويمكن كذلك نقل صور أو ملفات فيديو من مواقع مثل "فليكر" أو "موبايل مى".
أما بالنسبة لـ"غوغل"، فقد ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرا أن غوغل تعتزم إعادة صياغة البرنامج الخاص بتليفزيون الانترنت قبل طرحه في الأسواق، بعد الهجوم الحاد الذي شنه النقاد على النظام.
وكان الهدف من تقنية "تليفزيون غوغل" أن تعمل على تليفزيونات خاصة أو من خلال أجهزة يجرى توصيلها بالتليفزيون.
ومن المعروف أن شركتي "سوني" اليابانية و"لوجيتيك" السويسرية تستخدمان هذه التكنولوجيا.
وتتمثل الفكرة من تليفزيون غوغل في الدمج بين التليفزيون والإنترنت، إذ سيكون بإمكان المشاهدين الدخول على متصفح الإنترنت "كروم" الخاص بشركة غوغل من خلال جهاز التليفزيون مباشرة، والبحث عن المئات من قنوات التليفزيون ومشاهدتها على شاشات التليفزيون أو من خلال الإنترنت.
وكانت الشركات مثل "توشيبا"، و"إل. جى" و"شارب" مستعدة لعرض أجهزتها التي تعمل بتقنية "تليفزيون غوغل"، في معرض الأجهزة الإلكترونية للمستهلك الذي سيقام فى مدينة "لاس فيغاس" الأمريكية في الشهر الجاري، لكن غوغل طلبت منهم تأجيل طرح هذه الأجهزة حتى تقوم بإعادة صياغة برنامجها.
وهذه ليست الانتكاسة الأولى التي تواجه فكرة "تليفزيون غوغل"، حيث إن الكثير من شركات الإعلام لا ترغب فى عرض برامجها من خلال نظام غوغل خشية أن يؤثر ذلك على معايير البث الذي يعتمد على الدعاية والإعلانات، مثلما حدث بالفعل مع "نيفليكس" و"هولو"، وهما موقعان متخصصان فى تقديم الأفلام والمسلسلات التليفزيونية عبر الإنترنت.
وتأسست "أبل" شركة متعددة الجنسيات عام 1976، وتعمل على تصميم وتصنيع الإلكترونيات الاستهلاكية ومنتجات برامج الكمبيوتر، وتشمل منتجات الشركة أجهزة حواسيب ِ"ماكينتوش"، والجهاز الموسيقي "آي باد"، إضافة إلى هاتف"آي فون" الذي طرحته لأول مرة عام 2007 بالشاشة التي تعمل باللمس، ثم طرحت الجيل الثاني والثالث والرابع منه خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
بينما تأسست غوغل عام 1998 في كاليفورنيا, وتجني أرباحاً ضخمة من العمل في مجال الإعلان المرتبط بخدمات البحث على الإنترنت, إضافة إلى خدمة البريد الإليكتروني وخدمات نشر المواقع و إتاحة شبكات التواصل الاجتماعي, ويعتبر محرك البحث "غوغل" الأشهر عالمياً وعملاق محركات البحث.