[center]أفادت مصادر في مدينة تالة بشمال غرب تونس أن مُواجهات بين عشرات الشبّان وقوّات الشرطة اندلعت عند مدخل المدينة وخلفت جرحى في صُفوف المحتجّين، بعد أن هدأت نسبيا قبل يومين التحركات الاحتجاجية الشعبية التي عمت البلاد منذ أكثر من أسبوعين.
ونقلت المصادر عن شهود عيان أن محتجين أضرموا النار في مقر التجمع الدستوري الحاكم، وألقوا إطارا مطاطيا محترقا على مركز الشرطة في مدينة تالة بولاية القصرين.
وفي اتصال هاتفي مع إحدى وكالات الأنباء قال شاهد عيان يدعى جمال بولعابي إن قوات الشرطة تطوق مدينة تالة –التي تعتبر من أشد المناطق فقرا بالمنطقة- وتستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وفي الرديف جنوبا دخلت مجموعة من المعتقلين الذين أفرج عنهم مؤخرا والذين يعرفون بمعتقلي الحوض المنجمي في اعتصام مفتوح قالوا إنهم لن يوقفوه قبل أن تستجيب السلطات لمطالبهم، ومنها الإفراج عن بعض رفاقهم وعن المعتقلين بعد أحداث سيدي بوزيد الأخيرة.
انتفاضة الخبز
وتتزامن كل هذه التطورات مع الذكرى السادسة والعشرين لما يعرف في تونس بانتفاضة الخبز التي عاشتها البلاد مطلع عام 1984 في عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.
وتعيش تونس تحركات احتجاجية شعبية منذ أكثر من أسبوعين في عدة مدن وبلدات في البلاد، اندلعت شرارتها الأولى في سيدي بوزيد بعد محاولة شاب الانتحار وانتحار آخر بسبب تفشي البطالة والفساد.
وأسفرت هذه الاضطرابات، التي اتسعت لتشمل الاحتجاج على البطالة وغلاء المعيشة ولتمتد إلى مدن كبرى، عن سقوط قتيلين وجرحى وعن أضرار مادية جسيمة.
محامون وفنانون
في سياق متصل أعلنت عمادة المحامين في تونس تنظيم إضراب عام الخميس القادم، وذلك احتجاجا على الاعتداءات التي استهدفت عددا من أعضائها خلال تجمع كانت قد نظمته للتضامن مع مطالب أهالي سيدي بوزيد الاجتماعية.
كما شهدت بعض المؤسسات التربوية التي استؤنفت فيها الدراسة الاثنين مجموعة من الاعتصامات التضامنية.
من جهتها أطلقت مجموعة من الفنانين التونسيين، بينهم مسرحيون وسينمائيون وفنانون تشكيليون، عريضة مساندة للتحركات الاجتماعية الاحتجاجية.
ودعت العريضة جميع الفنانين إلى مساندة تلك الاحتجاجات التي وصفتها بأنها مشروعة. وأضافت الوثيقة أنه لا قيمة معنوية للفنان إذا لم يعبر عن مشاكل المواطن وتطلعاته.