افادت تقارير اخبارية على صعيد الرياضة العالمية انه هل من السهل العيش في الظل الى جانب اسطورتين مثل ليونيل ميسي او كريستيانو رونالدو !؟، ليس الأمر سهلا،
بيد ان لاعبين مثل غونزالو هيغوين او ديفيد فيا يبحثان بإمكاناتهما الكبيرة عن دور بطولة في مباراة كلاسيكو الدوري الاسباني بين برشلونة وريال مدريد يوم الاثنين القادم .
وتضع الصحافة، الباحثة دوما عن نجوم الصف الأول، كلا من ميسي وكريستيانو رونالدو في موقع الرمزين لفريقيهما قبل مواجهة ملعب "كامب نو"، لكن في كثير من الأحيان يكون الممثلون الثانويون هم اصحاب الدور الأهم في عمل سينمائي ما .
هذا هو ما يحاوله هيغوين وفيا منذ بداية الموسم، وهما لاعبان تجمعهما اوجه شبه عديدة: فهما لا يحاولان لفت الأنظار، يضحيان من اجل الفريق، وهما اول من يتم تغييره ويسجلان الاهداف بمعدل شبه منتظم .
ودائما ما كان فيا، الذي تفصله ايام قليلة عن اكمال عامه الـ 29، هدافا بالفطرة، رغم انه لم يجتذب قط اهتماما اعلاميا كبيرا، لم يكن بارزا حتى المونديال الماضي، الذي احرز خلاله 5 اهداف، في وقت تزامن مع توقيعه لبرشلونة .
بدأ هداف النادي الكاتالوني الموسم وهو يعاني من بعض المشكلات امام المرمى وتحدثت الصحافة عن حالة عقم تهديفي، لكن اللاعب لم يلتفت قط الى التعليقات وحسن من ارقامه خلال الجولات الأخيرة، وبات يملك 6 اهداف في الدوري الاسباني – الدرجة الأولى .
ومع ذلك فإن هذا الرقم بقي في الظل مقارنة باهداف ميسي الـ 13، رغم انه بدأ يصنع من الأرجنتيني شراكة هجومية ناجحة .
ويبدو فيا على النقيض تماما من لاعبين مثل زلاتان ابراهيموفيتش او صامويل ايتو، سلفاه في قيادة هجوم برشلونة، فهو يبتعد عن اية مشكلة، ولا يدخل ابدا في جدال ويعمل دون مشكلات .
الى حد كبير ينطبق ذلك على هيغوين، الذي اقنع منذ بداية الموسم البرتغالي جوزيه مورينيو مدربه في النادي الملكي، فكان الأرجنتيني شديد الانتباه لتعليمات المدير الفني واضاف ميزة جديدة الى قائمة ايجابياته: الكفاح دون هوادة .
ويعد هيغوين، الذي يكمل 23 عاما في العاشر من كانون اول المقبل، المهاجم الأساسي والأول في صفوف المنتخب الأرجنتيني وقد احرز حتى الآن 7 اهداف في موسم الدوري الاسباني .
ورغم ذلك، يبدو هذا الرقم وكأنه لا يذكر مقارنة بـ 15 اخرى سجلها كريستيانو رونالدو في 12 جولة فقط مضت من عمر البطولة .
ويعتبر المهاجم الأرجنتيني مثالا حيا على كل ما يمكن بلوغه بالعمل والرغبة في التفوق، فقد كان عليه دوما الكفاح من اجل ان يكون لاعبا اساسيا في صفوف ريال مدريد، ودائما ما انتهى به الأمر في التشكيلة، ولو حتى على حساب رمز مثل راؤول .
شغفه الأول هو ان يكون في كل يوم افضل ولو قليلا من اليوم السابق، وقد اعترف اول امس الخميس: "لا يزال علي ان احسن من كراتي بالرأس".
وبدا هيغوين شديد الرغبة في اللعب مرة اخرى على ملعب "كامب نو"، الذي لم يتمكن من لعب اي مباريات جيدة عليه حتى الآن، لكنه لا يهتم ان يقام اللقاء في يوم غريب على مباريات الكرة في اسبانيا مثل الاثنين: "المباريات الكبرى تبقى كبرى، فليس لها يوم معين".
وهناك امر آخر يربط هيغوين بفيا: كلاهما يبقى الخيار الأول لمدربه ساعة اجراء تغييرات، لكن اي منهما لم يشتك او يتخل عن تواضعه"