حلم المونديال | ملف قطر 2022

إذا كانت كفة مُعانقة الكأس الذهبية (كأس العالم) ثقيلة وثقيلة جداً وصعب الوصول إليها فإن كفة نَيل شرف تنظيم البطولة نفسها أثقل عشرات المرات لما يُسببه من رواج دولي وربح مادي وسياسي للبلد المضيف، فالشهرة التي تكتسبها الدولة الفائزة بلقب كأس العالم لا شك أنها تتساوى مع شهرة الدولة المنظمة للبطولة على الأقل لمدة أربعة أعوام متتالية حتى تأتي دولة أخرى لتحصل على شرف التنظيم، ولكن المكاسب الأخرى كتطور اللعبة في البلاد وإنجذاب العالم للمناطق السياحية فيها بالإضافة للمكاسب المادية بالتأكيد وبالقطع فوائد وعوائد تفوق عوائد البلد الفائز بالكأس عشرات بل ألاف المرات، فهذا الزمن باتت كرة القدم صناعة في المقام الأول تحوم حولها العديد من مصادر الربح وكلما تطورت الحياة كلما كان الربح أكبر.

وصل للفيفا 4 ملفات أوروبية لتنظيم كأس العالم 2018 من الدول التالية: (إنجلترا، روسيا) وملفان تنظيم مشترك من (إسبانيا والبرتغال)، و(بلجيكا وهولندا).

ووصلها 5 ملفات من عدة قارات غير أوروبية لتنظيم كأس العالم 2022 وهذا لأن شروط الفيفا أجبرت الدول الأوروبية على الخروج من التنافس على بطولة 2022 لأن الدولة المنتظر فوزها بتنظيم بطولة 2018 أوروبية بالتالي لا يُمكن إقامة بطولتين متتاليتين في نفس القارة.

الملفات الخمس التي وصلت الفيفا لتنظيم مونديال 2022 كانت: "قطر، الولايات المتحدة الأميركية، كوريا الجنوبية، اليابان وأستراليا".

جول.كوم سيضع بين أيديكم جميع الملفات المتقدمة بطلب التنظيم كي تفاضلوا فيما بينها بنهاية العرض من خلال الاستفتاء الجماهيري، لتكون وقتها لديكم فكرة واضحة وعميقة عن الدولتين الأحق بتنظيم كأس العالم 2018 وكأس العالم 2022.


الحلم الـقطري




رفعت دولة قطر راية العرب ومنطقة الشرق الوسط والتي نُكست عام 2003 عندما فشلت المغرب ثم مصر في إستضافة كأسي العالم 2006 و2010، وبعد فوز البرازيل بحقوق تنظيم كأس العالم 2014 قررت إعادة الوطن العربي لواجهة المنافسة على هذا الشرف الكبير، فهل تنجح خطتها ويأتي كأس العالم إلى المنطقة العربية المغضوب عليها من الفيفا رغم تقدمها الكبير في كرة القدم؟ وهل تنجح الدولة الخليجية صغيرة المساحة في إقناع بلاتر ورفاقه بكل ما تملكه من إمكانيات بأنها فعلاً مستعدة أكثر من الولايات المتحدة الأميركية وأنها جديرة بالثقة لإقامة هذا الحدث التاريخي بالأراضي العربية التي شهدت أكبر المعجزات الكّونية.





لماذا قطر؟

وجهت قطر خلال السنوات الماضية رسالة واضحة لكل سكان الأرض بالأخص عشاق كرة القدم بأنها قادرة على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية، وليس فقط الكروية، بتنظيمها الدائم لبطولات التنس والأسكواش والفورملا 1 ثم دورة الألعاب الأسيوية بالدوحة عام 2006، وقبلها بسنوات أسست أكبر مؤسسة إعلامية رياضية وكروية في منطقة الشرق الأوسط ألا وهي (قناة الجزيرة الرياضية) التي تتولى الحكومة القطرية مسؤولية الإنفاق عليها بالحصول على حقوق بث أعتى البطولات العالمية والقارية وجذب أفضل الكوادر الإعلامية في الوطن العربي بل والحصول على أبرز المحللين الرياضيين في العالم، ومن قبل تأسيس قناة الجزيرة عام 2003 كان رئيس نادي الريان القطري ورئيس الاتحاد القطري لكرة القدم وعضو الفيفا (محمد بن همام) قد تولى منصب رئيس الاتحاد الأسيوي، وهذا ما يؤكد للجميع أنها ولادة بالكوادر ذات القدرة على القيادة.



فازت قطر قبل أشهر قليلة بحقوق تنظيم كأس الأمم الأسيوية 2011 ثم نجحت في تنظيم كلاسيكو العالم بين البرازيل وإنجلترا المنتهي بفوز سحرة السامبا بهدف نيلمار بشهر نوفمبر 2009.، وهو الأمر الذي تكرر هذا الشهر لكن بديربي أميركا اللاتينية بين البرازيل والأرجنتين؛ لتصبح قطر الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي فعلت ذلك رغم صغر مساحتها وضعف سجلها الكروي إذ لم تتأهل للمونديال في أي مرة مكتفية بترشح منتخب شبابها لنهائي كأس العالم للشباب عام 1981 في أستراليا أمام ألمانيا الغربية التي توجت باللقب.


مزج الشرق بالغرب




- تَعد الحكومة القطرية وكل القائمين على تنظيم الحدث باظهار أفضل تقاليد الحدث الرياضي الأكبر في العالم إذا حدث وفازت بشرف الاستضافة، فسوف تقدم ابتكارات مُدهشة تهدف إلى دفع كرة القدم للمزيد من النمو في الأوطان العربية التي ستصبح المستفيد الأكبر من تواجد المونديال بمنطقة الشرق الأوسط حيث ستُنشر اللعبة أكثر وستزيد رقعة مُمارستها.

- اتقنت قطر في منشآتها الرياضية وملاعبها المقرر الانتهاء من بنائها تقليد الفكر العُمراني الأوروبي، لكنها أضافت عليه الابتكار الخاص بها وبإرثها المحلي، فخرجت لنا تصميمات الملاعب والفنادق والطرقات ممزوجة بسحر الشرق وفخامة الغرب، وهذا كله في مصلحة اللعبة الشعبية الأولى في العالم ولكل زوار البلاد خلال تلك الفترة لاستمتاع أكبر لا بما سيقدمه اللاعبين بل لما ستشاهده العيون خارج المستطيل الأخضر.

- إنشاء ملاعب مُذهلة جداً تعجز الكلمات عن وصفها، من بينهم ملعب مُحاط بسياج من الماء يدعى "لوسيل" يتسع لأكثر من 86 ألف متفرج، سوف يُقام عليه المباراتين الافتتاحية والنهائية.


التحدي وإعادة هيبة العرب



- تخطط قطر لتنظيم كأس عالم مُدهشة لمَحي أثار الهزيمة النكراء التي ضربت "المغرب ومصر" أمام ملف ألمانيا 2006 ثم أمام ملف جنوب أفريقيا 2010، وهذا هو التحدي الأكبر لها ولفريق عمل ملفها الذي يسعى لتأكيد قدرة العرب على التعلم من أخطاء الماضي بالأخص (الملف المصري الذي فشل في الحصول على أي صوت) وهذا لأن مصر تعد أكبر بلاد العرب والملتقى الحقيقي للحضارات، ولأنها من أكبر دول العالم العربي ولديها ما يكفي من أثار تاريخية وطقس معتدل وبحر أبيض وأحمر ونهر النيل، وغيرها من مقومات كانت كفيلة لمساعدتها على الفوز بتنظيم مونديال 2010 لكن طريقة التسويق لكل هذا لم يكن كما يجب أن يكون.

وستتحدى قطر كافة الظروف منها "صغر المساحة" و"العوامل المناخية" بما أنها تعيش في جو صيفي دائم.، وستعمل على التسويق لأهم مميزاتها، من بينها تجهيز التكنولوجيا الرائدة من الآن لجعل الهواء الطلق مكيفاً خاصةً في الأماكن العامة والملاعب وستضمن للجميع خلوه من الكربون باستخدام أحدث تقنيات القوة الشمسية، وهو أمر مفيد للبيئة سيخلق الظروف المثالية للاعبين والمتفرجين.

- رغم صغر مساحة قطر إلا أن موقعها الجغرافي المتميز يسمح لها بإستضافة الحدث بما أنها قريبة جداً من الشرق والغرب والشمال والجنوب، عكس دول كثيرة بعيدة قامت بتنظيم البطولة في السابق كجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية واليابان وتشيلي والأرجنتين والمكسيك، فالموقع الجغرافي لقطر يعد الميزة الأكبر التي ستلعبها على أوتارها لجنة الملف.


دعم الأشقاء




- الدعم العربي الكامل للملف، الاتحاد المصري والجزائري والأردني وعديد الاتحادات العربية لكرة القدم بجانب الاتحاد العربي لكرة القدم دعموا الملف وأعلنوا ذلك مراراً وتكراراً عبر وسائل الإعلام، فمجيء كأس العالم للوطن العربي أمر مُفيد لكل فرد عربي وليس فقط لكل مسؤول عن اللعبة هنا.

وقال رئيس الاتحاد المصري "سمير زاهر": "إن فرص دولة قطر في إستضافة نهائيات كأس العالم 2022 كبيرة جداً خصوصاً في ظل تواجد محمد بن همام العبدالله في الاتحادين الآسيوي والدولي وعلاقته الجيدة مع الجميع، كما أن الكرة القطرية شهدت تطوراً كبيراً خلال الفترة الماضية خاصة أنهم قاموا بإطلاق مسابقة دوري المحترفين قبل الكثير من البلدان العربية وهذا جزء من مخطط الدولة في إستضافة الكأس العالمية في نسختها الثانية والعشرين".




أما رئيس الاتحاد الجزائري "محمد روراوة" فقد قال: ""نحن كنا السباقين لإعلان وقوفنا مع هذا الملف الخليجي، ولا يمكن ان أعلن الأمور والتي تدل عن ذلك، لكن نحن دائماً وابداً وراء هذا الملف بكل ما لدينا من الإمكانيات لدعمه حيث نحن نقف بالعمل مع أخواننا في قطر حتى يُعلن الاتحاد الدولي في شهر ديسمبر المقبل عن أول بلد عربي ينظم هذا العرس الكروي العالمي، واتمنى ان تفوز قطر بهذا الشرف ولا يمكنني أن أقول أكثر من هذا".



من جهة أخرى أكد الأمير "علي بن الحسين" المرشح لشغل وظيفة "نائب رئيس الاتحاد الدولي" ثقته التامة في نجاح قطر على إستضافة نهائيات كأس العالم 2022؛ المونديال الذي يسعى هذا البلد الخليجي الصغير لإحتضانه للمرة الأولى في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، وأضاف: "أنا على ثقة بأن قطر الشقيقة قادرة تماماً على إستضافة المونديال وما يشاع حول طبيعة المناخ والأجواء الحارة ستؤدي لضياع الحلم من الجولة الأولى كلام غير صحيح فقد استطاعت التغلب على هذه المشاكل بفضل التحضيرات الجيدة للمنشآت الرياضية الضخمة التي اُجزم أنها قادرة على إستثمارها في أشكال أخرى بعد نهاية البطولة، وهذا الحق يجب أن يناله بلد يجد في نفسه القدرة على الإستضافة، ونأمل في أن يُحالفهم التوفيق للحصول على شرف التنظيم الذي سيخدم كل الدول العربية والقارة الصفراء بأكملها".


صغر رقعة البلاد "نعمة وليست نقمة"



- شبكة وسائل مواصلات متوفرة في كل الأوقات، سواء بري أو طيران، والنقل بالسكك الحديدية هو الأسرع لأن المدن مجاورة لبعضها، ولن تتواجد صعوبة في التنقل بالنسبة للمنتخبات المشاركة ما سيمنحهم الفرصة لتقديم أفضل ما لديهم خلال المباريات.

- قرب مواقع الملاعب من بعضها البعض سيُسهل على المشاهد حضور أكثر من مباراة في اليوم، وهذا ما لم يحظ به المشاهد في أي بطولة اُقيمت من قبل، فمعظم الملاعب تكون بعيدة عن بعضها البعض، لكن في قطر (لن تستطيع أن تغمض عينيك) حيث ستكون الملاعب قريبة جداً من بعضها ولا يستغرق منك الوصول إليها أكثر من 30 دقيقة وأطول مسافة بين ملعبين ستكون ساعة واحدة فقط.


الجزيرة الرياضية



- المراكز الإعلامية المتميزة لإستضافة الإعلاميين في كل الملاعب، وقاعات المؤتمرات الصحفية المُجهزة بأحداث وسائل الاتصال، أشياء هامة جداً تمتلكها قطر، وأحد المميزات الكبيرة التي ستؤثر على حظوظها، والفضل يعود لأكبر صرح إعلامي في العالم العربي بل وفي الشرق الأوسط (قناة الجزيرة) إخبارية أو رياضية، فتلك المؤسسة الإعلامية المُحترفة والمهنية تُدرك تماماً "دور الصحفيين والإعلاميين القادمين من جُل أنحاء العالم"، لأن احتكاك القائمين على القناة بتغطية شتى الأحداث الرياضية والكروية في أوروبا والعديد من دول العالم مع تواجد مراسلين لها في كل مكان سيساعدها مساعدة عظيمة على التعامل بإحترافية مع الأعداد الكثيفة من الإعلاميين الذين سيتواجدون في موقع الحدث، وهذا ما سيشجع أغلب الوكالات العالمية وحتى الاقليمية من ارسال مراسليها فلن يَجد الإعلامي الراغب في تغطية الحدث أدنى مشكلة عند ذهابه لتغطية الحدث بالصورة والكلمة...، فنقطة الاستعداد الإعلامي نقطة رئيسية في إنجاح الحدث لأن قطر تقدر جيداً دور الإعلاميين وتحترم رسالتهم.


التاريخ






- غير تنظيم قطر لدورة الألعاب الأوليمبية الأسيوية عام 2006 (أسياد أسيا) فإنها تمتلك سجلاً تاريخياً مُشرفاً لاستضافتها كبرى البطولات من قبل، فهي تُجيد تنظيم الأحداث المثيرة منذ عام 1993 عندما نظمت بطولة قطر المفتوحة للتنس شارك فيها الألماني المُخضرم "بوريس بيكر" والرائعة "شتيفي جراف"، وفي عام 1995 استضافت نهائيات كأس العالم للشباب التي شهدت ولادة الموهوب أورتيجا والظهير التاريخي لريال مدريد سالجادو وغيرها من المواهب، واستطاعت تنظيم دورة كومرشال بنك للماسترز في الجولف والتي تُقام منذ عام 1998 في نادي الدوحة للجولف، فضلاً عن تنظيمها لبطولات التنس للجنسين والأسكواش والجولف والدرجات والفورملا 1 والموتو جي بي وسباقات الغطس العالمية.


قطر تفكر في غيرها



الأهداف الاجتماعية النبيلة، قطر بالفعل لا تُفكر في نفسها فقط بل تسعى لتطوير كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط بأتم معنى الكلمة وإلا لما جعلت مباريات كأس الأمم الأفريقية 2010 تذاع بالمجان وكذلك كأس العالم الأخيرة بالإضافة لكأس الأمم الأوروبية ولولا الشروط القهرية لحقوق البث لكانت واصلت إذاعة الدوري الإسباني بالماجن لكل المشاهدين، قطر سوف تقوم بإهداء الأجزاء العلوية من مدرجات (تسع ملاعب) من الملاعب المُقرر لها استضافة المونديال وذلك بعد انتهائه مباشرةً للدول النامية التي لا تمتلك مدرجات ذات كفاءة عالية كالصومال وجزر القمر وموريتانيا وغيرها من دول تُعاني، وستكون سعة معظم الملاعب المستضيفة للمونديال ما بين 40 إلى 50 ألف متفرج، على أن تتبقى الأجزاء السفلية من المدرجات في قطر لتصبح الملاعب تتسع لـ25 ألف متفرج وتوزع تلك المدرجات.


نقاط ضعف



منافسو قطر

الولايات المتحدة الأميركية

أسـتـرالـــيـا

كوريـــا الجنوبيـة

اليـابان



بعد تفنيد مميزات قطر وإمكانياتها على تنظيم الحدث، حان الوقت لإلقاء الضوء على بعض النقاط السلبية التي قد تعصف بالحلم.

- عدم قدرة المنتخب الأول على التأهل لنهائيات كأس العالم أبداً، وندرة المحترفين القطريين في الخارج، فلا يوجد سوى المهاجم "حسين ياسر المحمدي" فقط محترف في الزمالك المصري، البعض يقول أن قطر تمتلك دوري إحترافي كبير ولا تحتاج محترفين لأن لديها لاعبين من كل الأجناس، لكن هذه ليست حجة كافية فعندما يحترف لاعب محلي في أوروبا وتكون له شهرة يَنجذب العالم لموطنه، فهذا حدث مع بلغاريا عندما تألق خريستو ستويشكوف بمونديال 1994، وحدث مع البرازيل في الخمسينات عندما تألق بيليه، وكذلك الجزائر وقت تألق "رابح مادجر" في الثمانينات مع بورتو وقيادته للفوز بدوري أبطال أوروبا.



- تراجع الحضور الجماهيري في مباريات الدوري القطري للمحترفين، فإذا كان البعض يرى أن صغر مساحة الدولة نقطة ضعف فإن نقطة الضعف الحقيقية هي قلة عدد السكان وإنشغال أكثر من نصف سكان البلاد في أعمالهم وعدم قدرتهم على التواجد في المباريات بصورة مستمرة.




- قوة المنافس (أستراليا والولايات المتحدة) لاعتدال طقسهما في الصيف، فالجماهير ستكون قادرة على الخروج إلى المتنزهات والتجول في كل الأوقات والاستمتاع بجمال الطبيعة عكس قطر التي ستصبح بالنسبة للزائر (مكاناً لمتابعة المباريات والجلوس في المقاهي والفنادق فقط)، كما أن قطر ضعيفة جداً فيما يخص الأماكن السياحية وحتى لو هناك أماكن سياحية متميزة سيكون من الصعب التعامل معها كما أسلفنا بسبب الطقس الصيفي الحار جداً، هذا بالإضافة لأن الطبيعة الخلابة كبيرة جداً عند منافسيها "أستراليا وأميركا".



- تطور منافسو قطر في لعبة (كرة القدم) وتأهلهم كثيراً إلى نهائيات كأس العالم بل وتأثيرهم على نتائج البطولة، وقد قيل من قبل أن جنوب أفريقيا دولة ضعيفة في الكرة وليس شرطاً التميز في الكرة كي تحصل قطر على حق التنظيم، لكن لو نظرنا للفارق بين سجل قطر التاريخي وجنوب أفريقيا سنجده كبير لا سيما وأنها فازت بكأس الأمم الأفريقية وترشحت للنهائي ضد مصر عام 1998 وترشحت مرتان لنهائيات كأس العالم 1998 و2002 وفي الأخيرة كانت قاب قوسين أو أدنى من الترشح للدور الإقصائي لولا فارق الأهداف الذي خدم باراجواي، كما أنها قدمت مستوى جيد في كأس العالم 2010 وحققت النصر على فرنسا وتعادلت مع أوروجواي (الحصان الأسود للبطولة).




نجم العرض







قائد نهضة كرة القدم الفرنسية بكأس العالم 1998 ويورو 2000 (زين الدين إسماعيل زيدان) لاعب بوردو ويوفنتوس وريال مدريد السابق وصاحب لقب أفضل لاعب في العالم هو أهم سفراء الملف القطري أمام العالم، نظراً لإنجازاته الكروية وشهرته وكّونه في الأصل "عربي إبن عربي" يتمنى إقامة هذا الحدث على أراضي أجداده.



أطلق زيدان كلمات مُعبرة وذات قيمة فكرية واجتماعية فور الإعلان عن إنضمامه لقائمة سفراء الملف القطري، بقوله: "لا يوجد مُستحيل..بالسعي نحو التميز، عليك فقط أن تؤمن بأحلامك، وبعد ذلك يُمكنك تحقيقها".







وأضاف: "عندما كنت صغيراً، كان ميدان الكاستلان في فرنسا ساحة تدريبي، فهناك بدأ كل شيء بالنسبة لي منذ 24 عاماً، وطورت أسلوب لعبي، وهنا أيضاً عشت في مبنى صغير مكون من طابقين، ولأننا من أصــــول جـزائريـــة كان لابد أن نبذل ضغف المجهود الذي كان يبذله الآخرون".



وأنهى: "لا أعرف كم مرة ركلت الكرة، ربما أكثر من مليون مرة قبل أن أشق طريقي إلى كأس العالم... كرة القدم لها القدرة على جمع وتوحيد الناس، رأينا هذا في جنوب أفريقيا، الناس يلتقون ويحتفلون معاً وهذا هو سحر كأس العالم، وعندما أفكر في كل شباب الشرق الأوسط، أتحدث عن افتقادهم لحدث مثل هذا، فكرة القدم للجميع".



نجوم أخرون










سفراء الملف القطر كثر وكثر جداً، ومن أبرزهم نجم فيورنتينا وروما الإيطالي، الهداف التاريخي للأرجنتيني "جابريل عمر باتيستوتا" الذي سبق له ولعب لنادي العربي القطري، ومدرب نادي برشلونة الإسباني "خوسيبه جوارديولا" الذي قاد البرسا للفوز بدوري أبطال أوروبا كلاعب وكمدرب، وسبق له اللعب لنادي الريان القطري وروما وبريتشيا الإيطاليين، بالإضافة لنجم المنتخب السعودي ونادي الهلال "سامي الجابر" محلل الجزيرة الرياضية حالياً.



كذلك الهولندي "رونالد دي بور" الذي قال: "بعد ان عشت ولعبت في قطر على مدى خمس سنوات، استطيع ان اشهد بقوة على القدرات الرائعة لهذا البلد لكي يحتضن كأس عالم رائعة. ان جدية قطر في بناء بنى تحتية ومرافق رياضية جعلتها تستضيف ابرز الاحداث الرياضية العالمية في السنوات الاخيرة. ستكون كأس العالم في قطر احتفالا لكرة القدم في احدى الدول الاكثر مضيافة في العالم، وتجسيدا للوحدة وتفهم اكبر بين شعوب مختلف القارات."






ومن أفريقيا "روجيه ميلا" الكاميروني صاحب الرقصة المُدهشة في نهائيات كأس العالم 1990 وأحد أهم رموز كرة القدم الأفريقية على مر العصور.



بالإضافة للمدرب الصربي "بورا ميلوتينوفيتش" الذي درب العديد من المنتخبات أمثال "الصين، المكسيك، كوستاريكا، الولايات المتحدة الأميركية ونيجيريا"، ونجوم الكرة الخليجية " الإماراتي عدنان الطلياني، ونجم الكرة السعودية ماجد عبدالله، وهداف الكرة القطرية منصور مفتاح، وكبير هدافي الكرة الكويتية عبدالعزيز العنبري، والنجم العماني ناصر حمدان الريامي".




بلاتر يقول










أثناء حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم مؤتمر صحفي في مصر عام 2009 على هامش نهائي بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً بالقاهرة سُئل عن قدرة "قطر" على إستضافة كأس العالم 2022 فرد قائلاً: "قطر لا تقل قيمة عن الدول التسع المتقدمة لإستضافة مونديالي 2018 و2022، لديها الامكانيات لتحقيق هذا الحلم، هي دولة كبيرة وأعتقد أن مقوماتها تؤهلها لهذه البطولة". - أكتوبر 2009 - .



لجنة ملف قطر 2022








- الشيخ محمد بن حمد بن خليفه آل ثاني: رئيس مجلس إدارة لجنة الملف

- حسن عبد الله الذوادي: المدير التنفيذي للجنة الملف

- الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني: رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم

- الشيخ سلطان آل ثاني: مدير العلاقات الدولية

- ياسر عبد الله الجمال: المدير الفني للملف

- حمود ناصر السبيعي: مدير العلاقات الحكومية

- ناصر فهد الخاطر: مدير الاتصالات

- ناصر خالد الكبيسي: المدير التنفيذي للشؤون المالية والإدارية

- أحمد نعمة: مدير الموقع الإلكتروني للملف



التشكيل المتوقع لقطر عام 2022







من الصعب تحديد الأسماء التي ستتواجد في كأس العالم 2022 إذا حدث وفازت قطر بحقوقه، فخلال هذه الفترة الزمنية من الآن وحتى ذلك الوقت قد يظهر مواهب جديدة تستحق التواجد في المنتخب وربما يتم تجنيس عدد أخر من اللاعبين فحالياً يوجد أكثر من لاعب مُجنس يلعب في التشكيل الأساسي للمنتخب الحالي، ورأينا أنه من الأفضل وضع بعض لاعبي منتخب الشباب والمنتخب الأوليمبي الحاليين في التشكيلة التي ستتواجد بقوة عام 2022 إن شاء الله.



سعد الشيب

إبراهيم عبد المجيد ، إسماعيل خليفة ، المهدي علي ، جار الله المري

فهد خلفان ، دانيال جومو ، حمد العبيدي ، عبد العزيز حاتم

سعود الخاطر ، ماركوني أميرال





الاحتياطي: ناصر نبيل وحسن الهيدوس وعبد الكريم حسن، عبد العزيز الانصاري وعلي أسد، حامد إسماعيل، ومحمد صلاح النيل، عبد اللـه العريمي، أحمد سفيان بونوره، خالد مفتاح ومحمد موسى، محمد السيد عبد المطلب.





آراء خبراء التحليل


محمود ماهر: [ لماذا لا تربح قطر حق التنظيم وهي مُستعدة لهذا المعترك من الآن، يعني لو قالوا لقطر هيا نظمي كأس العالم غداً ستفعلها مثلما هو الحال مع إنجلترا، أرى أن حجة قلة عدد سكان البلد مخزية جداً لأن الجماهير ستأتي من كل مكان لمتابعة المباريات، وهناك ميزة لا توجد في أي دولة نظمت البطولة من قبل وهو قرب ملاعب المباريات من بعضها البعض، أتمنى كعربي ولد وترعرع على هذه الأرض أن تنجح قطر في إقناع الجميع وتحصل على حقوق تنظيم البطولة، رغم قلقي من تأثر الفيفا بتاريخ الولايات المتحدة في كرة القدم وتأثرها كذلك بعدم تنظيم قارة أستراليا للبطولة من قبل وصرف النظر عن إعطاء قارة أسيا هذه الميزة من جديد خاصةً بعدما عبر أغلب سكان العالم عن استيائهم من بطولة 2002 التي نظمتها كوريا الجنوبية واليابان].





[ أنا لا أشك للحظة أن مؤسسة الجزيرة ستكون عامل حساس جداً وهام في قدرة قطر على تنظيم هذا الحدث كما يجب لأنها من تقود الإعلام العربي الرياضي وتستطيع بشبكة العلاقات التي كونتها خلال السنوات الماضية سواء في إيطاليا، إسبانيا، فرنسا وإنجلترا، تكوين مراكز إعلامية وصحفية رائعة لتقديم كل سبل الراحة للصحفيين والإعلاميين من كل مكان وهذه ميزة لم يحظ بها الإعلام في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وكانت إحدى عيوب البطولة ].




ميشيل نصر الله: [لقد حان الوقت لكي تنظم دولة شرق أوسطية عموماً و عربية خصوصاً حدث كأس العالم، فبعد الولايات المتحدة و فرنسا و كوريا و اليابان و ألمانيا و جنوب افريقيا و البرازيل،من المنطقي أن تنظمه دولة عربية، خصوصاً أن نقاط قوة الملف القطري لا تحتاج لمناقشة،فدولة ستكيف الملاعب و المنشآت الرياضية، و تحوي قناة كالجزيرة الرياضية التي تعتبر الوسيلة الاعلامية الرياضية الأولى في العالم العربي – و من الأوائل على مستوى العالم-، و دولة سبق و نظمت أحداث رياضية لا يستهان بها و بنيتها التحيتة قوية جداً، لا يوجد مبرر أبداً لعدم منحها هذا الشرف.




الخوف الوحيد على الملف القطري هو من تدخل السياسة، فقد لاحت منذ فترة بوادر هذا التدخل بتصريح من اسرائيل تقول فيه أنه لا يمكن لرعاياها المتابعين لكرة القدم السفر لمشاهدة مباريات كأس العالم في حال اقامتها في قطر بحكم العلاقات السياسة المتوترة بين البلدين، و هذا قد يبدو خبراً عابراً لكن من المؤكد أن له أبعاداً اكبر من وراء الكواليس، و أيضاً أصداء أخبار الرشاوى التي لم تثبت صحتها حتى الان قد تلقي بظلالها على قرار اختيار قطر.


كمتابع عربي لكرة القدم، أتمنى مشاهدة كأس العالم في دولة عربية ك "قطر"، لأنه باختصار – حان الوقت لذلك -.].



عادل منصور: [


لما لا ؟؟ كما أعطى الاتحاد الدولي "فيفا" حق التنظيم لكوريا الجنوبية واليابان في 2002 وبعدها بثمان سنوات حصلت جنوب أفريقيا على هذا الشرف لذا فمن الطبيعي أن يعطي السيد "بلاتر" الفرصة للعرب خاصة وأن بطولة 2022 ستكون منحصرة بين قطر والولايات المتحدة وأستراليا بالذات، وكما نعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية نظمت الأولمبياد وكأس العالم 1994 واستراليا سبق لها ونظمت الألمبياد لكن أين العرب يا بلاتر، الآن نحن قادرون على تنظيم أي بطولة في العالم "قطر" لديها المال القادر على صنع المعجزات، نعم قطر بلد صغير ولم يصعد لكأس العالم من قبل ودرجة الحراراة تكون مُرتفعة بداية من يونيو نهاية بأكتوبر، لكن بدعم الحكومة وبالملاعب التي سيتم انشائها وكلنا نعرف أن الملاعب ستكون مُجهزة بالتكييفات لن تضر الجماهير واللاعبين فسوف تكون بالطاقة الشمسية.... شخصياً أحلم برؤية نهائي كأس العالم في عاصمة عربية كما شاهدته من قبل في كيب تاون وطوكيو ].




أحمد عطا: [ الإمكانية موجودة جداً خصوصاً وأن الفيفا لا يهمه تأهل الدولة لكأس العالم كثيراً لأنها أعطتها لليابان التي لم تتأهل سوى مرة واحدة من قبل ولم تكن قد تأهلت بعد، الفيفا لا يهمها خسارة قطر من بناء استادات جديدة بدون فائدة بعد نهاية البطولة لكنها يهمها تنظيم بطولة على أعلى مستوى، وقطر لديها هذه المقومات بغض النظر عن قدرتها على حصد أرباح من البطولة أو لا، قطر لديها فرصة واضحة لنيل هذا الشرف، لأنه يبدو وأن إنجلترا وإسبانيا المنافسين الرئيسيين يركزان على نسخة 2018 .. ووقتها سيكون لقطر فرصة لا بأس بها أمام الولايات المتحدة التي نظمت البطولة من قبل وأمام أستراليا البعيدة ].



[ أتصور أن فكرة بناء استادات مكيفة، بالإضافة لهذا العدد المهول من الملاعب الجديدة بدون فائدة كبيرة بعد البطولة لهذا البلد الطموح نظراً لصغر حجمه وعدد سكانه، تعد فكرة بعيدة كل البعد عن الربحية والوصول لتحقيق الأهداف الاقتصادية التي كانت مثلاً تسعى دولة مثل جنوب أفريقيا لتحقيقها، ويبدو أن رغبة قطر في تنظيم البطولة يهدف بشكل أكبر إلى الدعاية للبلد المتنامي في السنوات الأخيرة، لا عيب في ذلك بطبيعة الحال لكن في نفس الوقت لا أتفق مع من يقولون بأن قطر ستربح مادياً من كأس العالم فالربح أخر همومها، وانظروا لأي بطولة تنظمها اي دولة عربية وأجزم بأنه لا توجد دولة ربحت منها في النهاية قطر دولة عربية ولن تختلف عن نظيراتها


].