بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
منذ يوم أمس وأنا تتملكنى عدة مشاعر متناقضة منها من أفهم أسبابه ومنها من لا أريد لنفسي أن تعي أنها تعرف أسبابه ... رغم أني على يقين أن الحالة الخاصة لدى غدت صورة مصغرة من الحالة العامة التي يعيشها الجميع هنا وبما أن حياتنا أصبحت خالية من التجديد حتى أننا نعيش قضايانا متشابه دون أن يتغير بها شئ سوى الأسماء.
لكن مع أزدياد الحالة التي عشتها يوم أمس أحسست أنني أعيش حالة مغايرة لتلك التي أعتدت عليها كان يتملكني غضب شديد لا أعلم على من وشعور بالحزن والأحباط . وملل من كل شئ ربما حتى من الأشخاص ...كان لدي رغبة بالكلام وكسر حاجز الصمت ...نعم كنت أريد التمرد على خاصيتي بالصمت لا اعلم ماذا سوف أقول ولا لمن , لكني كنت أريد التحدث بكل شئ ...رغم أني على ثقة أن الكلمات التي لا تغير الحدث لن تكون إلا هذيان ...وكم حالة هذيان عشتها حتى أصبح الهذيان أصدق من الكلام .
أستمرت هذة الحالة إلي اليوم صباحآ فكنت أرى الصباح أكثر كآبه من كآبتي
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: “ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”.
هذا الحديث النبوي الشريف يرشد المسلم إلى أن ضبط النفس وكظم الغيظ عند الغضب ليس دليل ضعف ولكنه دليل قوة شخصية المسلم ولذلك كان من أبرز صفاته صلوات الله وسلامه عليه الحلم وكظم الغيظ والعفو عن المسيء ولذلك نراه عليه الصلاة والسلام يوجه رجلا قال له: “لا تغضب ثم أعاد عليه فقال لا تغضب..”. وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر لابن مسعود: “ما تعدون الصرعة فيكم؟ قلنا: الذي لا يصرعه الرجال، قال ليس ذلك، ولكن الذي لا يملك نفسه عند الغضب”.
والناس في غضبهم على درجات ثلاث من التفريط والإفراط والاعتدال. فأما التفريط فيفقد صاحبه القوة الغضبية أو يضعفها. وذلك مذموم وهو الذي يقال فيه إنه لا حمية له وفيه قال الشافعي “من استغضب فلم يغضب فهو حمار” وقد وصف الله أصحاب نبيه بالشدة والحمية فقال: “أشداء على الكفار رحماء بينهم”. والغلظة والشدة من آثار قوة الحمية وهو الغضب وأما الإفراط فهو حينما تغلب صولة الحمية حتى تخرج بالمرء عن سياسة العقل والدين وطاعته، ولا يبقى للمرء معها نظر ولا فكر ولا اختيار بل يصير في صورة المضطر، وقد يكون ذلك نتيجة أمور غريزية يصير بها المرء في صورة الغضبان، وقد يكون نتيجة التأثر بالبيئة المحيطة بها والتي ترى التهور وقوة الغضب شجاعة.
واحمد الله حمدا كثير فقد كنت فى حالة من الغضب الشديد اليوم ولولا لطف رب العالمين وقوة ايمانى لكنت من الخاسرين