أنا الماضي
فانسيني إن استطعت النسيان
ارحلي كما تشاء
و اعشقي كما تشاء
فأنا كنت لك الماء
و كيف يحيا بدون الماء إنسان
في صدرك لا تزال جروحي
و روحكَ تتوق إلى روحي
فأنا التي رسمتكَِ..
أبكيتكِ..
أضحكتكِ ...
و غرست فيك كل طموحي
بأصابعي هذه ... صنعتكَ
و تحت قدميّ..
قِطعاً بعثرتكَ
فانسيني إن استطعت النسيان
***
كما يعانق البحر شمس الغروب .. عانقتكَِ
و كما يقذف البحر أشياءه القديمة
على الشاطئ ... قذفتكِ
أغضبتكِ ...أسعدتكِ
و ملكتَ العالمَ يوماً
حين بإصبعي ...لمستكَ
كنت لكِ الحياة و الحياة
فانسيني إن أردتِ أن تموت
و اهربي من طيفي
إلى الجبال ..
إلى البحار ...
إلى البيوت
صدقني
ستبقي كحمامة مربوطة بإصبعي
مهما حلّقتِ فلن تعيشي
إلا معي
فطِري ...و إنسيني إن استطعتي النسيان
***
صدقني ... ستعودين يوماً
لتطلبَي عن ذهابكَ السماح
و تجلسي أمامي كشهرزاد
تحكي قصصاً في الليل
و تسكتي عند الصباح
و تطلبي العفو مني
و الصفح مني
و ترجوني حتى على بابي
كزهرة أزرعك
لن تذهبي بعيداً
فشوقك إليَّ
سيرجعك
و إن أضعتَ الطريق
فطعن خناجري إليّ
سيرشدك
و تحني إلى عيني العاشقتين القاسيتين
و تحني إلى النظرة الأولى
و تحني إلى الهمسة الأولى
و إلى شفتيّ المملوءتين بالأسرار
فأنت كالفراشة يا حبيبتي
لا تعشق إلا النار