قصيدة جميله للشاعر رشيد ياسين
فلتعصف الريح
فلتعصفِ الريح وليحلو لك الأفُــــــقُ مادمتِ لي فحيـــاتي كلها ألـــــــــقُ
من كان مرفأه عيناكِ إنْ عصفـــتْ هوجُ الرياح، فهل يخشى له غـرق؟
ماذا أريد، وعندي الدفء تغمــرني به يداك وعندي ثغـــــــرك العبِق ؟
ولي أضاقت بيَ الدنيا أم اتســعــت ميعاد حـبٍٍ يوافيني بــه الغســــق
يدنو فتســترجع الأشياء روعتـــــها ويضحك المرج لي و الغيم و الشفق
ونلتقي فكأن الأرض ما وُجـــــــدت إلا لنا، وكأن النـــاس ما خلقـــــــوا
وسـادنا العشـــــب والظلماء خيمتنا ومن قناديلها خــداك و العـــــنـــق
إذا تعـا قبت الســــــــاعات مسرعةًً لم ننتبه لخطاها و هـــــــي تسترق
حتى نفيق و ثوب الليــــــــل داميـةٌ أطـرافه، وحسام الفجــر يُمتشــــق
حبيبتي ، إنه الـفـــــــردوس تفتحــه إ لهة الحب للعشــاق إن طـــــرقوا
فهل يظل لنا أم ســـوف نتركــــــــه يوماً على الرغم منا وهو يحترق ؟
أتنكرين على قلبـــــــي هواجســـه؟ أي المحبين لا يعتـــاده القـــــلق؟ !
و كيف لا أرهب الدنيا و قســوتها ومن فؤادي على أظفـــارها مزق ؟
بلى، و عينيك، بي خوف يلازمني كأنه بشغاف القلـــــب مـلتصــــــق
أخاف صحواً على بيداءَ موحشةٍ قد غاب عني وعنها وجهك الألِِق
ورحلةً في خريف العمر يصحبني فيها خيالكِ و الحرمــان و الأرق
حبيبتي، تلك أشــباحٌ تعاودنـــي فعانقيني كطفل مســـــه فــــــــرق
ولننسَ ماليس يجديــــــنا تذكـــره ولننطلقْ حيثما تمضي بنا الطـرق
يبقى الربيع ربيعــــاً رغم أن له يوماً سـيذبل فيه الـــزهر والورد