عندما نزل المطر

في البارحة ...عندما نزل المطر...وزين المكان بما نثر من لالئ جميله صافيه ...واحتضن البشر والحجر بمحبه
ورايت الناس يركضون ويتخبطون.. وهمسات التذمر تتسابق من افواههم ...
استغربت ..وقلت لنفسي..من ماذا هؤلاء خائفون....من ماذا يرتعدون ويهربون.....ايخافون من المطر؟!!


اما كان من المفروض منهم ان يخافوا من قلوبهم ؟!!

فاين صفاء ونقاء المطر من قلوبهم السوداء القذرة؟!!
واين طهارة حبات المطر من قلوبهم النجسة؟؟!!
واين صراحة المطر من نفاقهم ومجاملاتهم الزائفة؟!!
واين براءة وعفوية المطر من تصنعهم وحركاتهم الخبيثة..؟؟!
واين واين واين؟؟؟!!!!

فلكم استمتعت بالمطر ولكم كان رائع منظر الارض والمباني والناس وقد اغتسلوا بالمطر وطهارة المطر...لكن ..كنت اتمنى ان يغسل اكثر من ذلك...كنت اتمنى ان يصل الى اعمق من ذلك ويخترق الحواجز المنيعة التي صنعها اولئك البشر حول قلوبهم لينظف جزء قليل من السواد والقذارة المتراكمة منذ سنين...ولم تستطع اي عاصفة ثلجية ان تمحها!!!

لكن للاسف....الحواجز منيعة والجنود اقوياء......متسلحين باقوى اسلحة اللؤم والقسوة والخباثة
ومصير هذه الامنية ان تبقى في دفتر الامنيات كغيرها... داخل صندوق احلامي المحكم الاغلاق
فينفذ صبر لساني ويخرق اتفاقية السريه..ليقول لنفسي:

عجبا لاؤلئك القوم....قلبوا موازين الحياة ...وتكيفوا مع سوادها ...فهنيئا لهم هذا السواد...وهنيئا لي بالمطر!
طبعا لم تقصد هنا الكلمات التعميم ..وانما يعلم كل سواد ظلمته




اتمنى ان يتقبل منتداكم ...منتدى الابداع والمبدعين ... هذه المشاركه البسيطه

وفيكِ بارك الباري

الله لا يحرمني من تواجدكِ

دمتِ بود


:++:

الحائرة كتب:

:nn.:

:++: