نورس *********
المشاركات : 30951
العمـر : 94
تعاليق : مؤسس منتدى النورس
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 09/10/2008
النقاط : 39243
التقييم : 1559
| موضوع: الكاريكاتير السياسي ودوره في نقد الأنظمة- بلا حدود الخميس سبتمبر 16, 2010 1:27 am | |
| أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير، أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود. يلعب الكاريكاتير السياسي دورا كبيرا في التعبير والنقد في المجتمعات التي تنعم بقدر كبير من الحرية والديمقراطية بينما ينحسر دوره في إطار الاستبداد والدكتاتورية، فالحاكم المستبد يضيق صدره بالنقد بل لا يسمح به بينما المجتمعات التي انتزعت الحق في الحرية والتعبير تمارس كافة أشكال النقد وعلى رأسها نقد الحكام وأولي الأمر. وقد تطور الكاريكاتير السياسي مع تطور وسائل الإعلام ففي الوقت الذي لا زالت الصورة الكاريكاتيرية الثابتة تؤدي دورها بقوة في معظم وسائل الإعلام العالمية وعلى رأسها الصحف طور بعض الرسامين أداءهم إلى تحريك هذه الصورة لتزيد مساحة التعبير والإبداع وبين بينهم ضيفنا لحلقة اليوم رسام الكاريكاتير شجاعت علي الذي أصبحت رسوماته الكاريكاتيرية المتحركة تحظى باهتمام كبير. ولد شجاعت علي في روالبندي في باكستان عام 1971 ورغم أنه درس الرياضيات والفيزياء في جامعة البنجاب إلا أنه احترف رسوم الكرتون مبكرا وأصبح من أبرز رسامي الكرتون في باكستان حيث كان ينشر رسوماته مبكرا في واحدة من أبرز الصحف الباكستانية التي تصدر باللغة الإنجليزية وهي صحيفة ذا نيوز إنترناشيونال إسلام أباد، كما برز كرسام لقاعات المحاكم واشتهر حينما رسم للصحف قضية رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، اشتهر كذلك كرسام للطائرات وهو عضو في الجمعية الأميركية لفن الطيران وعضو شرف في القوات الجوية الأميرية في قطر وعضو كذلك في القوات الجوية الباكستانية، يعمل منذ العام 2000 مصمما فنيا ورساما للكاريكاتير في قناة الجزيرة،حصل على كثير من الجوائز على رسوماته ومعارضه التي يقيمها من آن لآخر، كما تحصل رسوماته على موقع www.Aljazeera.net بمشاهدات عالية، ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على أرقام هواتف البرنامج التي ستظهر تباعا على الشاشة. شجاعت مرحبا بك. ترتدي زي الطيران كأنك ستقلع بنا اليوم في الأجواء؟
شجاعت علي: نعم، هذا بسبب اهتمامي بفن رسوم الطيران فأنا أرسم الكاريكاتير وأرسم للطائرات أيضا فهذا اهتمامي هو الآخر.
أهمية الكاريكاتير السياسي وتأثير حرية التعبير
أحمد منصور: يعني الكاريكاتير السياسي ما هي أهميته بالنسبة لعلم النقد السياسي والتعبير السياسي؟
شجاعت علي: هل يمكن أن تعيد السؤال؟
أحمد منصور: نعم. أهمية الكاريكاتير السياسي في إطار فن التعبير السياسي والنقد السياسي؟
شجاعت علي: نعم هو مهم للغاية وطريقة مهمة للتعبير خاصة عندما نتحدث عن فن الكتابة التي يوظفها الصحفيون عادة ولكنه نوع مختلف من أنواع التعبير ويختلف عن النص، أنت في النهاية لديك قطعة ورق وصندوق ترسم خلاله بعض الخطوط وهذا أيضا قد يعرقل عمل الصحفي، نحن نعبر بشكل قوي عن المقالات التي لا يقرؤها الناس، إذاً هي طريقة تواصل مهمة جدا في وسائل الإعلام.
أحمد منصور: هل تعتبر الكاريكاتير أنت كرسام كاريكاتير سياسي هو استكمال للنقد الذي يكتبه الصحفيون والكتاب أم أنه شكل آخر من التعبير المستقل؟
شجاعت علي: أعتقد أننا نعتبر أنفسنا صحفيين أيضا، نعم أسلوبنا يختلف نوعا ما في التعبير عن الأخبار ووسائل الإعلام، طبعا الصحفيون يكتبون وينقلون الأخبار وأيضا نحن نعتبر أنفسنا وسيطا يعبر بأسلوب مختلف من خلال الخطوط والمساحات وهي مفردات تعبير تختلف وتحتاج إلى مهارات مختلفة، رئيس التحرير السابق كان يقول لي دائما إنكم ترسمون رسومات قوية وكانت هي حاملة لدرجة الدكتوراه في الاقتصاد فكانت تنشر المقال أولا ثم تنشر رسوماتي مرة أخرى خوفا من أننا إذا ما نشرت صوري أولا لن يقرأ أحد مقالاتها، إذاً كرسومات كرتون سياسي هذا تعلمته منذ بداية عهدي به.
أحمد منصور: أنت عملت في باكستان في حرية صحافة عالية في باكستان أنا أيضا عشت ثلاث سنوات في باكستان ولاحظت أن الصحافة لا سيما التي تنشر بالإنجليزية تنهج نفس نهج الصحافة البريطانية تقريبا سواء في الحرية أو التعبير، وعشت في العالم العربي هنا، هناك فوارق أساسية حرية أكبر في الغرب حتى نقد الرؤساء رسامو الكاريكاتير في الغرب يتناولون من أول الرئيس فما دونه أما هنا في العالم العربي الاقتراب من الرؤساء أو الزعماء يعتبر من المحرمات، ما أثر هذا في قوة التعبير في الكاريكاتير والفوارق بين الغرب وبين العالم العربي في التعبير؟
شجاعت علي: أعتقد كرسام كاريكاتير سياسي حسب وجهة نظري ومنذ أن بدأت هذا العمل لم ألاحظ الكثير من الفرق في باكستان وفي بلاد الخليج هنا فحرية التعبير التي أعطيت لي هنا لا تختلف كثيرا، ولكن الفرق بيننا وبين الثقافة الغربية والبريطانية تحديدا هم سبقونا في هذا المجال، فلديهم رسومات من عهد مايكل أنجلو غير ذلك ورسومات في الكنائس، فهم سبقونا في هذا المجال، الشيء الوحيد الذي أشعر به أننا نفتقر إليه هو في أننا لم ندخل هذا الميدان منذ بداياته وبسبب الافتقار إلى القدرة على التواصل هم سبقونا في السخرية السياسية والكاريكاتير السياسي، كان هناك هذه الأنواع من التعبير في بلاط الملوك، نحن في خلفية المشهد لم نمتلك الدخول إلى هذا الميدان منذ البداية لذلك هم تطوروا أكثر هنا بسبب هذه الحقيقة، نحن بقينا أقرب إلى الدين وإلى التعبير ولكن لدينا ثقافتنا ولدينا قيودنا داخل ثقافتنا الإسلامية، نحن لا نهاجم الرئيس ولا نرسمه عاريا من الملابس مثلا، هذه أمور أنا سعيد بها لا مشكلة لدي معها، أما حرية التعبير لا يوجد فرق كبير، فقطر أعطتني..
أحمد منصور (مقاطعا): أنت يعني لا أسألك عن قطر أو قناة الجزيرة فأنا عانيت في انتقاء بعض الرسومات الكاريكاتيرية لك على مدى الأسبوعين الماضيين ونحن نرتب بعض الرسومات، يعني لا أستطيع عرضها على الجزيرة بسبب قوة النقد العالية التي فيها لبعض الرؤساء يعني، يعني هي متاحة لمن يشاهدها على موقع الجزيرة ولكن عرضها على الشاشة ربما يؤدي إلى أزمات سياسية كبيرة، حاولت قدر المستطاع أن أنتقي ما يمكن عرضه لأنه أنت ترسم بحرية عالية تنتقد الزعماء والرؤساء العرب بحرية عالية أيضا في الرسومات، لا أحد يحجب عليك هذا ولكن دائما السخرية حينما تصل إلى حد عال من زعيم أو رئيس يمكن أن تسبب مشاكل سياسية، الآن أنا أبدأ بعرض، يعني أنا اخترت من بين مئات الرسوم التي لك اخترت ست مجموعات سنعرضها تباعا، والآن أترك لك الحديث عن المجموعة الأولى، المجموعة الأولى ليست كبيرة ولكن ما استطعت، أو ما يمكن أن.. يعني دون رقابة من أحد علي، أنا الذي اخترت ما هو مناسب، هناك نقد للزعماء العرب وللقادة العرب طبعا في رؤساء عرب أنت مطلعهم منيل بستين نيلة زي ما بنقول، فأنا اخترت أخف الرسومات التي يمكن عرضها على الشاشة لأنه دائما العرض على الشاشة يحتاج إلى سقف معين يعني لا أقول.. نحن نعمل أيضا بحرية ولكن ليست.. يعني حرية مسؤولة وليست حرية يعني غير مسؤولة. عندي الآن الزعماء العرب يعني أنت شاهدت ما اخترته أنا من رسومات، هناك رسم اللي يتناول الزعماء العرب عن طريق الجامعة العربية وموقفها مما يحدث في العراق في أفغانستان قصدي في فلسطين في غيرها من الأماكن، هناك تمسك الحكام العرب بالسلطة إلى النهاية وأنت ضربت مثالا برئيس كوبا حينما يعني قرر أن يتنازل عن السلطة وإن كان مرضه سببا في هذا الأمر. وتحدثت أيضا عن معزوفات الإعلام الرسمي العربي في القمم العربية وغيرها، سنبدأ الآن ولكن قبل أن نبدأ سأعطيك يعني نبذة تعرف فيها عن فكرة صناعة النقد للزعماء العرب وأنت لست عربيا تقيم بين العرب وتعبر في وسيلة إعلام عربية.
شجاعت علي: انتقاد القادة العرب أعتقد أنهم أولا منذ العام 1992 عندما بدأت في الصحافة بدأت رسوماتي الكاريكاتير حول قضية أفغانستان حينذاك وكانت قضية دولية عالمية ومنذ ذلك الوقت بدأت أركز على قضية فلسطين والشرق الأوسط أيضا فنحن في ذلك الوقت لم نكن نهتم كثيرا بالقضايا ذات البعد الدولي بل كنا نركز على القضايا ذات الطابع المحلي وإذاً لكي أثير نفس هذه القضايا حول القادة العرب في منطقتنا الآسيوية حينذاك وانتقادهم، نعم أنا أتفق معك أنا لم أتخطى حدودا معينة دائما، أحيانا طبعا في الدول الأخرى أحيانا يتجاوزون مثل هذه الخطوط ولكن عندما ترسم رسما كاريكاتيريا فلديك حد معين تشوه به ملامح الوجه مثلا وتحولها إلى رسم كاريكاتيري، أنا دائما أحاول أن ألتزم في ذهني ببعض القواعد والحدود المعينة لكي يفهم الناس من أقصد ولكن لا أتجاوز حدودا معينة.
آليات العمل والتواصل ودور الكاريكاتير في تناول القضايا
أحمد منصور: هل تفكر في المتلقي دائما أم أنك تضع فكرتك وتترك للمشاهد أو للذي يتلقى الكرتون أن يذهب مذاهبه في الرسم؟
شجاعت علي: نعم، نعم قبل أن أفعل ذلك عليك.. رسام الكاريكاتير السياسي الجيد عليه أن يجول في خواطر الناس ويحاول أن يفهم آراءهم ويقرأ حول الموضوع ويراجع وسائل الإعلام ليرى ماذا يقول الناس عن القادة فمهمة رسام الكاريكاتير السياسي مهمة صعبة لأنه وضمن وسائل الإعلام ووسائل الإعلام أحيانا قد لا تؤدي واجبها ولا تلعب بدور مهم بل عليها أن تلعب هذا الدور المهم بين القراء والحكام كواسطة بين، علينا أن نفهم الحكام بأن ما تقومون به خطأ وأحيانا نفهم الشعوب أيضا أنكم قد لا تفهمون قادتكم.
أحمد منصور: الآن نشاهد كيف أنت رسمت الحكام العرب وفي أي إطار وضعتهم والميزة هنا أننا كل ما اخترته لك من رسومات ستعرض في هذه الحلقة باستثناء يعني مجموعة واحدة هي رسومات متحركة يعني مثل الكرتون المتحرك وليست صورا ثابتة مثل التي يشاهدها الناس في الصحف. نبدأ الآن ببعض رسومات شجاعت عن الحكام العرب.
[رسومات عن الحكام العرب]
أحمد منصور: طبعا يعني هذه أخف شيء وجدته في رسومات شجاعت ويمكنكم العودة إلى.. سننوه بعد قليل إلى الموقع لمن أراد أن يشاهد المزيد من النقد للحكام العرب ولموقفهم من كثير من القضايا. قضية فلسطين احتلت في رسوماتك مكانة كبيرة جدا ولديك كم هائل من الرسومات أنا اخترت منها ستة رسومات، ما هي يعني مكانة قضية فلسطين لديك وفي تعبيرك عن هموم الشعب الفلسطيني؟
شجاعت علي: أعتقد نعم أنها لها علاقة كبيرة بنا وبالعالم الإسلامي ككل ومسؤوليتنا في وسائل الإعلام كعاملين في هذا المجال هي أن نبرز كل هذه العوامل التي تبقي على هذه القضية بدون حل وعلى مر السنوات هذه، أنا بدأت رسومي المتحركة في الجزيرة في العام 2002 واقترحت أنه بدلا من عمل نفس الرسوم الثابتة في الصحف والإعلام ممكن أن نجعلها أكثر تأثيرا من خلال تحريك هذه الرسوم وهذا أمر في غاية الأهمية لرسامي الكاريكاتير لأنه عادة رسامي الكاريكاتير يترددون بتحويل رسوماتهم إلى هذه الطريقة لأن العملية تحتاج إلى جهد كبير فقبلت هذا التحدي فنيا..
أحمد منصور (مقاطعا): ما طبيعة الجهد الذي تستغرقه منك بعض الرسومات المتحركة مقارنة بالصورة الثابتة؟ يعني أنا أجدك في بعض الأحيان تعمل صورة ثابتة في ثوان معدودة يعني حتى ونحن نجلس حولك تنهي المشهد في الوقت الذي ربما يستغرق الرسم المتحرك منك وقتا أطول.
شجاعت علي: لا، المسألة أنا من خلال خلفيتي في رسوم الكاريكاتير السياسي في الصحافة المكتوبة على مدى ثمان سنوات حصلت على جوائز عديدة وشعرت أنني من الضروري أن أطور نفسي وأن أسبر أغوارا جديدة نحو المستقبل، إذاً التكنولوجيا هي نفسها تتغير وتتحسن وطرق الاتصال تتحسن وبناء على هذه العوامل شعرت أن أمام رسام الكاريكاتير أيضا هناك قيود. الصعوبة فيما أقوم به من خلال هذا الوسيط عليك أن تتعامل بعدة عوامل مرة واحدة أولا الوقت ثم التلوين ثم الصوت ثم تحريك الصور إذاً كل هذه العوامل الأربعة يجب أن تكون فيها على مهارة عالية لتخرج بنتيجة مؤثرة والأهم من كل ذلك هو الفكرة نفسها معرفتك السياسية بخلفية القضية وهذا يجعل من الصعوبة بمكان لكثير من الرسامين أن ينتقلوا هذه الانتقالة من الرسوم الثابتة في الصحافة المكتوبة المطبوعة إلى المجال الإلكتروني لذلك لا يوجد هناك كثيرون يدخلون هذا المضمار وربما أنا من أوائل الناس، هناك شخص يسمى بيل ميشيل كان يقوم برسوم مماثلة ثم بدأت أنا في الجزيرة إذاً ربما رسميا نحن فقط الرسامون الوحيدون في ذلك الوقت في العام 2002 ولا يوجد هناك من يدخل هذا المجال كثيراً ويقبل هذا التحدي لأن الصحافة المكتوبة المطبوعة تستخدم فاعلية رسوم الكاريكاتير وأيضا علينا أن نغير..
أحمد منصور (مقاطعا): نحن أشرنا إلى موقع شجاعت، ووائل الزعبي المخرج سينوه له من آن لآخر. الآن سنشاهد ستة رسومات اخترناها أيضا من رسومات شجاعت عن قضية فلسطين، هي متداخلة وراء بعضها وقام بهذا الجهد الكبير زميلنا محمد حسن عباس، قام بجهد كبير جدا وكثير من الزملاء أيضا ساعدوه في هذه الحلقة على رأسهم سمير بيومي، سنشاهد ستة رسومات متحركة متتالية، الأولى عن انتظار صلاح الدين بعد مرور ستين عاما على النكبة، الثانية عن واقع غزة الآن وموقف العرب منه، الثالثة عما يصل غزة من مساعدات يتحدثون عنها في النهاية ما شكل هذه المساعدات، وأيضا التي بعدها عن المساعدات لغزة، ثم المظلة التي يستظل بها الفلسطينيون وبعد ذلك حماية القصف الأميركي لغزة والتواطؤ مع الإسرائيليين وهي خاتمة المشاهد، نبدأ في مشاهدة غزة وفلسطين وقضية فلسطين من خلال رسومات شجاعة علي.
[رسومات عن غزة وقضية فلسطين]
أحمد منصور: طبعا شجاعت اختار الموسيقى أيضا لكل هذه اللقطات وإذا رأيتم هذه المشاهد الستة في أربع دقائق ونصف تقريبا فقد استغرقت منه أياما وليال طويلة حتى أن منتجتها احتاجت منا أيضا إلى كثير من الأيام. هناك لقطتان سريعتان عن تعبيرك عن موقف العرب من أميركا وإسرائيل، نشاهدهم إذا كانوا جاهزين وائل.. طيب يعني ربما يكونوا جاهزين، بعد الفاصل. لكن شجاعت هل الرسم الكاريكاتيري الكرتوني يحتاج إلى شرح أم أنه يشرح نفسه وتترك المتلقي يفهمه؟
شجاعت علي: نعم هذا يعتمد كما قلت على مهارة رسام الكاريكاتير السياسي ومعرفته ومهارته في الرسم ومعرفته بالموضوع وأيضا مفرداته التي يستخدمها كعمل في عمله الفني هل يستطيع إيصال الرسالة إلى الناس أم لا؟ فهي أيضا أسرع طريقة لكي نحكم هل إن فكرته صحيحة وإلى أي مدى فكرته مقبولة، إذاً من المهم لرسام الكاريكاتير السياسي الجيد أن يتقن هذه الأمور، أن يكون بعض رسامي الكاريكاتير جيدين في التفكير ولديهم معرفة جيدة ولكنهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم على ورقة أو بأي وسيط آخر يستخدمونه لأن الجانب الفني فيهم ضعيف إذاً فعاليتهم قليلة، فعالية رسام الكاريكاتير هي أن يتجاوز هذه الصعوبات ويوصل فكرته إلى الناس ولكي يفهموا منها ما يريد منهم أن يفهموه وهو أيضا هذه تعطيه فكرة إلى أي مدى يحظى بشعبية من الناس وقبولهم.
أحمد منصور: مزيد من الرسومات نشاهدها بعد الفاصل عن بوش وأوباما، عن أفغانستان، عن الفساد في باكستان لكن الأهم من كل ذلك ربما يكون مفاجأة شجاعت رسمنا جميعا في شكل كاريكاتيري كرتوني يهمكم أن تشاهدوه، نشاهده بعض فاصل قصير فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
حول الشكل الكاريكاتيري ورسم الشخصيات ودور الإعلام
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد، بلا حدود في هذه الحلقة التي نتناول فيها الكاريكاتير السياسي وتأثيره على المتلقي وضيفنا هو شجاعت علي رسام الكاريكاتير وزميلنا في الجزيرة الذي احترف الكاريكاتير المتحرك وليس فقط الصور الثابتة وعرضنا عليكم مجموعتين من مجموعاته وبقي هناك أربع مجموعات أخرى وكذلك صور ثابتة لكل مقدمي أو معظم مقدمي البرامج في الجزيرة تشاهدونهم بريشة شجاعت. قبل أن أعرض صور الزملاء شجاعت وقبلها هناك رسومات متحركة أيضا رسمتها لموقف العرب من الاعتداءات الأميركية ما بين المؤيدين والمعارضين رسمتها بشكل هزلي مليء بالسخرية من هؤلاء، وضعت كل منا نحن مقدمي البرامج في الجزيرة أو كثير منا وضعته في لوحة بشكل كل واحد تخيلته في زي معين في لبس معين في طريقة معينة، تيسير علوني له مشهد متميز، وضاح خنفر مدير شبكة الجزيرة وضعته، خديجة أيضا وضعتها وإيمان بنورة، فيروز، تيسير، جميل عازر أيضا وضعته بشكل ما، فيصل القاسم، جمال ريان، محمد كريشان، توفيق طه، عبد الصمد ناصر، عبد القادر عياض، نديم الملاح وزميلنا موفق فائق توفيق الذي يسمعنا صوته دائما عبر الترجمة وهو يترجم هذه الحلقة مع زميلنا سلمان عبد المجيد، يعني ما هو الإطار اللي وضعت فيه كل واحد، طبعا في صورة لي أنت لم تضعها وهي صورتي بعد الاعتداء علي في مصر في 2005 وضعتني نظارتي مكسورة وهي صورة أضعها في بيتي يعني ولكن كيف اخترت لكل واحد الإطار والشكل الكاريكاتوري الذي وضعته فيه؟
شجاعت علي: نعم، من وجهة نظري رسام الكاريكاتير هو مراقب عميق للسايكولوجيا والجوانب النفسية لتصرفات الآخرين، هو إنسان حساس يراقب تصرفات وسلوكيات الآخرين، إن لم يتحل بهذه الحساسية لن يستطيع التعبير عن مشاعره ومشاعر الآخرين ولن يستطيع تمثيل الآخرين لأنه عليه أن يسبر أعماق الآخرين وشخصياتهم ويتخيلهم بهذه الطريقة، عندما أرسم رسومي الكاريكاتيرية أعيش مع الناس أراقب سلوكياتهم أتحدث إليهم أرى كيف يتواصلون مع الناس..
أحمد منصور (مقاطعا): هل أحد من الزملاء يعني زعل من الصورة اللي أنت اخترتها له، هل أحد أبدى لك نوعا من الاعتراض؟
شجاعت علي: نعم أحيانا يحدث ذلك، أنا كرسام كاريكاتير سياسي أحاول أن أحسن، بعضهم قال لا، هذا لا يشبهنا في واقع الحال، وإلى درجة ما أنا كنت أحاول.. أنا طبعا لا أدعي الكمال في عملي فدائما أحاول تحسين أدائي وقلت لهم لمعظمهم هذا ليس هو الوضع والرسم النهائي في المستقبل في يوم من.. ستحصلون على صورة أجمل وهدية أجمل مني كتثمين لكم ولشخصكم، إذاً هو تكريم لزملائي، أنا أحاول أن أرسمهم لأنني أراهم وأعيش معهم كيف هم يضحون بوقتهم وحياتهم من أجل العمل الصحفي، أنا لا أشعر بالرضا الكامل ولا أستطيع أن أقول إنني قدمت لهم ما يستحقون ولكن إن شاء الله في المستقبل سوف يحصلون على رسومات أجمل وهدايا أجمل خصوصا من لم يكن مرتاحا من رسمه.
أحمد منصور: سأتيح المجال لرسوماتك أكثر من الشرح والتحليل ولكن هنا صورة أيضا أنا اخترتها من بين مجموعات صورك وضعتها في نهاية مشهد صور الزملاء وهو الجزيرة مبنى الجزيرة الإنجليزية يقابل مباشرة مبنى الجزيرة العربية، أنت بسخرية شديدة صورت الذين يعملون في الجزيرة العربية وملابسهم والذين يعملون في الجزيرة الإنجليزية وإن كنت أنا لم أشاهد ما رسمته ولكنها أيضا صورة فيها شيء من السخرية، قبل أن نرى الزملاء وضاح خنفر، خديجة بن قنة، ليلى الشايب، إيمان بنورة، فيروز زياني، تيسير علوني، جميل عازر، فيصل القاسم، جمال ريان، محمد كريشان، أحمد منصور، توفيق طه، عبد الصمد ناصر، عبد القادر عياض، نديم الملاح، موفق فائق توفيق، وأيضا صورة في النهاية عن الجزيرة الإنجليزية والجزيرة العربية بشكل فيه سخرية أيضا، نشاهد لمدة عشرين ثانية قبل هذا كيف تخيل شجاعت العرب المؤيدين لأميركا والمعارضين لسياساتها كلهم يجلسون أمام التلفزيون هذا يعترض وهذا.. نشاهد تعبير شجاعت ومن بعده نشاهد أيضا كيف رأى مذيعي ومقدمي البرامج في الجزيرة.
[رسومات حول العرب المؤيدين والمعارضين لأميركا]
أحمد منصور: الآن أعتقد أن أبو حيدر جاهز زميلنا محمد حسن عباس لعرض صور الزملاء، ستعرض كل صورة لمدة خمس ثوان فقط وتترك لكم حرية التأمل في كل صورة من الصور التي يقدمها شجاعت.
[رسومات لمذيعي ومقدمي برامج الجزيرة]
أحمد منصور: شجاعت أنا سأترك للمشاهدين -طبعا هذه الصورة لا تحتاج إلى شرح- ولكن أنت وضعت كل شخص من الزملاء في صورة وثوب معين. قضية العراق وأفغانستان أيضا احتلت في رسوماتك اهتماما كبيرا وأنا اخترت خمس صور للعراق وأفغانستان، أول صورة للشهيد طارق أيوب رحمه الله حينما عبرت برسمك كيف أنهم يعني أطفؤوا الشمعة التي كان يضيئها طارق أيوب ولكنها شمعة أخرى انتقل لها الضوء، ثم النفق الذي غرق فيه الأميركان في أفغانستان، أيضا بينت ما يحدث للجندي الأميركي في أفغانستان والعراق برسم لطيف ثم العم سام طبعا وادعاء بوش النصر في أفغانستان، نشاهد تعبيرات شجاعت عن الاحتلال الأميركي لكل من العراق وأفغانستان، طبعا الفرق بين كل رسم وآخر هو باختلاف الموسيقى التي اختارها شجاعت لكل رسم من الرسوم وهي موجودة أيضا على موقع الجزيرة، أو موقع شجاعت على الجزيرة لمن أراد أن يتابع مزيدا من الرسوم المتحركة يعرضه الآن وائل الزعبي. بقي أنت كباكستاني لم يفتك أيضا أن تتحدث عن باكستان في بعض رسوماتك وأنا اخترت رسمين من رسوماتك عن الفساد في باكستان لا سيما الفساد الذي أدى إلى انهيار السدود والفيضانات الأخيرة وأيضا عبرت عن المفاوضات الهندية الباكستانية حينما كان يرأس باكستان الرئيس مشرف، نشاهد رسوماتك عن باكستان، هل لديك تعليق قبل أن نشاهدها؟
شجاعت علي: لا، أنا كرسام كاريكاتير سياسي طبعا ثقافتي هي التي كانت الهدف الأول وسعيي لمحو الفساد وهذا أمر يجب أن يفعله كل رسام كاريكاتير سياسي لأن الفساد هو قضية عالمية لا يمكن أن نزيلها نهائيا ولكن بإمكاننا أن نساعد بتخفيفها والتقليل من أثرها، هذا ما نحاول عمله من خلال وسائل الإعلام وعملنا أيضا.
أحمد منصور: نشاهد رسومات شجاعت عن الفساد في باكستان والفيضانات الأخيرة.
[رسومات حول الفساد في باكستان]
أحمد منصور: بقي لدي مجموعة أنا سأحرص على عرضها كاملة وفيها انتقاد للسياسة الأميركية وتواصل بين سياسة بوش وأوباما وأنه لا خلاف بينهما، حاولت أن تبرز أن الحرب في العراق هي من أجل النفط وتحدثت عن المطامع الأميركية في العراق، كيف كان طريق أوباما إلى البيت الأبيض وما الذي خلفه له بوش، ثم البحث عن النفط في كل مكان ومنه المريخ ثم تحالف القوى الكبرى مع الشيطان وسياسة أوباما الخارجية ولم تنس حذاء منتصر الزيدي أيضا وكيف أنه بقي يطارد بوش إلى آخر لحظة، نشاهدها ثم تأخذ تعليقا أخيرا لأن وقت البرنامج أوشك على الانتهاء، جاهز يا وائل؟ تفضل.
[رسومات حول السياسة الأميركية]
أحمد منصور: شجاعت لم يبق لي إلا أن أشكرك على مشاركتك معنا وعلى مساهماتكم هذه وأنوه أيضا للإخوة المشاهدين من أراد أن يتابع رسومات شجاعت والمزيد من الرسومات عليه أن يرجع إلى موقعه الموجود الآن على الشاشة وكذلك يمكنكم مراسلة شجاعة على بريده الإلكتروني أيضا shujaat@aljazeera.net في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
| |
|
عاشقة الزهور *****
المشاركات : 75737
العمـر : 41
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 09/03/2009
النقاط : 101796
التقييم : 846
| موضوع: رد: الكاريكاتير السياسي ودوره في نقد الأنظمة- بلا حدود الجمعة سبتمبر 17, 2010 6:36 am | |
| | |
|