كان سعيد يحب الراحة والنوم إلى أذان الظهر.
وإذا طلبت منه أمه أن يساعدها في أمر ما، ادّعى أنه تعب مريض لا يستطيع الحركة.
في أحد الأيام قررت العائلة السفر للاصطياف في منطقة جبلية خضراء.
ذهب الوالد وقطع تذاكر السفر عبر القطار، فالرحلة بالقطار بين الأشجار ممتعة جداً.
أحضر الوالد التذاكر وأعطاها لأولاده إلا سعيداً.
نظر سعيد إلى والده بغضب وسأل عن تذكرته، فأجابه والده:
- إنك مريض يا بني، والسفر متعب بالنسبة لك.
قفز سعيد من فراشه وصاح:
- من قال لكم أني مريض.. أنا تعب فقط، أرجوك يا أبتي أحضر لي تذكرة، لأذهب معكم.
في اليوم المحدد، استيقظت العائلة باكراً، وأخذت ما يلزمها في السفر من ماء وطعام ولباس.
سأل أبو سعيد عن سعيد، فقالت أخته الصغيرة إن أخاها نائم في فراشه.
ذهب أبو سعيد إلى سعيد فوجده نائماً، ووجه محمرّاً من شدة الحرارة.
فتح سعيد عينيه فوجد إخوته وقد لبسوا ملابس الخروج وينتظرونه.
حاول سعيد القيام فلم يستطع.
بكى سعيد بحرقة وتوسل إلى أبيه أن يحمله كي يذهب معهم في هذه الرحلة.
حاول أبوه أن يقنعه في الذهاب إلى جدته دون جدوى.
حمل أبو سعيد سعيداً، حتى وصل به إلى القطار، وطلب سريراً كي ينام عليه سعيد.
انطلق القطار بين الأشجار الجميلة، وجداول المياه الرائعة، وأخذت أصوات الأطفال تتعالى فرحاً بهذه المناظر الخلاّبة.
بينما كان سعيد في هذا الوقت مستلقياً في فراشه لا يستطيع النظر عبر النافذة.
شعر سعيد بحزن كبير، وتذكر كلام والديه عندما حذروه من الشكوى من المرض دائماً، ومن الكسل والتكاسل، فالذي يدّعي المرض دائماً لابد أن يصاب به.