رنين الصمت *****
المشاركات : 26098
العمـر : 102
تعاليق : مشرف عام
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 26/01/2009
النقاط : 32685
التقييم : 486
| موضوع: في الذكرى الـــ41 لإحراق المسجد الأقصى .. دروس وعبر السبت أغسطس 21, 2010 10:04 am | |
| بلا شك أن يوم 21/8/1969 كان قد أقض مضاجع الغيورين من هذه الأمة ، بعد قيام الأحمق " روهان " بإحراق المسجد الأقصى حيث التهمت هذه النيران جزءا كبيرا منه ، ونالت منبر العزة والنصر منبر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله .
وتزداد الدهشة والحيرة والاضطراب ، حينما نقرأ مذكرات غولدا مائير حول هذه الحادثة ، فقد كانت خائفة جدا في ذلك اليوم لأنها خافت على " اسرائيل " من ردة فعل عنيفة جراء إحراق مسجد المسلمين المقدس ، لكنها وفي اليوم التالي اطمأنت لأن العرب والمسلمين لا يتقنون سوى لغة التنديد والشجب والاستنكار .
ذكرى ممزوجة بين الألم والخيبة من جهة ، والأمل بعودة العزة والرفعة والهيبة من جهة أخرى .
وهنا نحتاج لوقفات في هذه الحادثة التي تعتبر واحدة من آلاف الانتهاكات والاعتداءات على هذا المسجد المبارك المقدس .
أولا .. تذكر الاحتلال للمسجد الأقصى أولى من تذكر الإحراق من الغريب فعلا ، أن نركز نظرنا على الأمور الجانبية ، وننسى الأمر الرئيسي . فما سبب حرق المسجد الأقصى ؟؟ وهدم حارة المغاربة ؟؟ وفتح الأنفاق التي تعد بالآلاف ؟؟ وحرمان المقدسيين خصوصا والفلسطينيين عموما والمسلمين بشكل أعم من الصلاة فيه وأداء أبسط حق ضمنته لهم الشرائع الدينية والإنسانية المدنية ؟؟ ما سبب اعتقال المقدسيين ؟؟ ومصادرة هوياتهم وممتلكاتهم وحرمانهم من الإقامة فيها ؟؟ وما سبب هذا وذاك وذاك ؟؟
أليس الاحتلال ؟؟ أليس السبب الرئيسي هو احتلال هؤلاء المجرمين شذاذ الآفاق لبيت مطهر مبارك مقدس ؟؟ أليس السبب في كل ما يجري هو ذاك الاغتصاب اليهودي المجرم الجاثم على أرض القدس وفلسطين وأمتنا الإسلامية ؟؟ أليس السبب تقاعس الأمة عن قضيتها الرئيسية وهي تحرير المسجد الأقصى ، وانشغالها بالجزئيات الفرعية متناسين القضايا الرئيسية ، فيصبح همنا محصورا بفرش المسجد ، وتسيير الرحلات السياحية الدينية ، وغيرها من الأمور الفرعية !!
إن وجود الاحتلال المجرم على هذه الأرض ، يعني أن كل الجرائم مفتوح بابها ، بدءا من الإحراق وانتهاء بالهدم وبناء الهيكل المزعوم - لا قدر الله - .
لكن الأمر المخزي فعلا ، أن نحرق المسجد الأقصى بأنفسنا ، فنظن أن من قادتهم من يريد الخير لنا أو أنه يعارض تهويد القدس ، ثم نسير معه كمن يجري خلف سراب في صحراء شديدة الحر ..
وحتى لا يكون كلامي عاما دون دليل .. فهل جربنا أن نقرأ لتصريحات قادتهم ومجرميهم .. وهنا أورد بعضا من تصريحاتهم . على اختلاف توجهاتهم الحزبية مع أن الغاية واحدة .
ثيودور هرتزل ( زعيم الحركة الصيهونية ومؤسسها ) ”إذا حصلنا يوماً على القدس وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي شيء، فسوف أزيل كلّ شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها، وسوف أحرق الآثار التي مرّت عليها القرون“
اسحاق رابين ( رئيس الوزراء ورئيس حزب العمل ورجل السلام كما يدعى ) " كان صبرنا قصيراً .. كان يجب أن لا نضيّع الفرصة التاريخية، كنّا كلمّا اقتربنا من حائط المبكى ازداد الانفعال .. حائط المبكى الذي يميز إسرائيل ، لقد كنت أحلم دوماً بأن أكون شريكاً .. ليس فقط في تحقيق قيام إسرائيل ، وإنما في العودة إلى القدس وإعادة أرض حائط المبكى إلى السيطرة اليهودية "
إيهود باراك ( رئيس وزراء ، رئيس حزب العمل ، ووزير الدفاع ) إن أيّ رئيس وزراء إسرائيلي لن يوقع وثيقة أو اتفاقاً ينقل السيادة على جبل الهيكل -يقصد جبل الحرم القدسي- إلى الفلسطينيين أو إلى أي هيئة إسلامية
أرييل شارون ( رئيس وزراء ، رئيس حزب كاديما ، الليكود سابقا ) القدس وحدة لا تتجزأ، وأنها العاصمة الأبدية لإسرائيل، وفي وسطها جبل الهيكل أقدس مواقع الشعب اليهودي
إيهود أولمرت ( رئيس وزراء ، ورئيس حزب كاديما ، ورئيس بلدية القدس سابقا ) إن الحرم ليس موقعًا إسلاميًّا..إن جزءاً منه فقط مرتبط بالإسلام، الحرم هو قبل كل شيء ، موقع يهودي واسمه يدل على ذلك: جبل الهيكل المقدس اليهودي
بنيامين نتنياهو ( رئيس الوزراء الحالي ، ورئيس حزب الليكود ) لا نؤمن بوسيلة سوى القوة والعنف والإرهاب الدموي بأبشع أشكاله من أجل تحقيق أهدافنا وأفكارنا ومعتقداتنا في أرض إسرائيل الكاملة أو في الدولة اليهودية أو في إسرائيل قوية مهيمنة على المنطقة
من خلال ما سبق .. فليس من الغرابة أن نجد الجند يطبقون تصريحات قادتهم ، بل وليس من الغرابة أن نسمع يوميا عن محاولة هدم أو تفجير أو عن نفق جديد تحت المسجد الأقصى .
فطالما أن الاحتلال موجود . .فمن الطبيعي أن نسمع بمثل هذه الأخبار .
ثانيا .. الأقصى ما يزال يحترق لا أقصد من إحراق المسجد الأقصى حاليا هو الإحراق المتمثل بتلك النيران المشتعلة ، بل إحراقه الآن يتمثل بنيران الهامشية والفرعيات ونسيان القضية . فلن أتكلم عن أخبار الرياضة .. ولا أخبار الفنانين .. ولا المسلسلات ولا الأغاني أو غيرها . ولكني أتكلم عنا نحن أهل الإسلام .. فكم من قضية فرعية حشدنا لها الجهود وبذلنا فيها الهمم لنعيد الخلاف القديم في المسائل المقتولة بحثا .. وكم ركزنا على تتبع الأخطاء الخفية لجهابذة العلماء ونسينا الاخبار الجلية لجرائم اليهود وأفاعيلهم.. وكم استهتر الكثير من الناس بالقضية فاعتبرها تافهة وظن أن الخوض في المسائل الكلامية أو جلسات النشيد وغيرها من الأمور ستجعل اليهود يستسلمون ويعلنون انسحابهم من القدس خوفا منا !!
إن إطفاء نيران تهويد القدس .. لا يكون إلا بفهم القضية حق فهمها .. وتتبع سيرة الأئمة المبجلين والقادة المظفرين . في الإعداد والتنفيذ. والكلام في هذا يطول ويحتاج لتفصيل كثير .
ثالثا .. تعددت الاسماء .. والمهازل واحد قبل أيام .. كنت أتفيأ في ظلال سورة البقرة .. وخصوصا تلك القصة التي سميت السورة باسمها . وكما قال علماؤنا فإن قوما فاوضوا نبيهم .. وتباطؤوا في تنفيذ أمر ربهم .. حتى لما فعلوا ما أمروا بعد بعد جولات من المفاوضات قال عنهم الله تعالى " فذبحوها وما كادوا يفعلون " ومع ذلك كله .. وخلال عقود مضت ، ما زال البعض يظن أن القدس - إن كانوا يهتمون بها - قد تعود بالقبل والعناق والجلسات الشاعرية والمفاوضات الثنائية وغيرها من الأمور . وفي كل يوم يخرج لنا مسمى جديد .. فمرة اتفاقية سلام ، ومرة خارطة طريق ، ومرة مفاوضات ثنائية مباشرة وغير مباشرة ،وغير ذلك من المسميات . وفي كل مرة .. تعود القصة من بدايتها .. الاستيطان ، الحدود ، اللاجئين ، القدس ، الاقتصاد ،الأسرى الـــ ...الخ وهكذا تضيع الأوقات .. وتبقى مهزلة السكوت عما يجري في القدس تراوح مكانها .. بينما يقوم المحتلون بتنفيذ مخططاتهم ومكرهم .
رابعا .. النصر قادم رغم كل المعوقات برغم مرارة الواقع ، وصعوبة الحال ، وضبابية بعض المواقف تجاه هذه القضية ، إلا أن الأمل في تحريرها ما زال يلوح في الأفق ، والبشائر ما زالت تأتي تباعا ومن هذه الأمور ..
1- صمود المقدسيين الأسطوري ، رغم ما يتعرضون له من أذى وخنق وتضييق ، فرغم هدم البيوت ، ومصادرة الأراضي والممتلكات والهويات المقدسية ، وحرمانهم من حق الإقامة فيها ، إلا انهم ما زالوا ثابتين على مبادئهم ، محتسبين ذلك عند ربهم .
2- الهبة الجماهيرية لنصرة الأقصى ، وهذه تدلل على ذاك الرابط الوثيق ذو السمة العقائدية ، فكلما شعر الناس بأي مساس بالأقصى خرجوا من جاكرتا حتى نواكشوط للتعبير عن التضامن مع الأقصى وتبرعوا بأجود ما يملكون لدعم القضية وصمود أهلها . وهذا الأمر يعلم اليهود أهميته ومكانته ، فإذا كان شعب محاصر كشعب فلسطين كلف اليهود أكثر من ألف قتيل ، ومليون مهاجر بمجرد محاولة تدنيس القدس عام 2000 .. فكيف لو تركت الشعوب والأمم لتعبر عما عبره إخوانهم الفلسطينيون.
3- وجود المؤسسات الداعمة لقضايا المسجد الأقصى ، كمؤسسة الأقصى للوقف والتراث ، أو الهئية الإسلامية المسيحية ، أو الحركة الإسلامية في الداخل ، وغيرها من المؤسسات التي هي خارج في فلسطين سواء في الأردن أم في لبنان واليمن وغيرها من الدول . وكذلك الشخصيات الإسلامية البارزة ، والفصائل المقاومة وغيرها . والتي تقوم بفضح أية ممارسة تستهدف الأقصى ، وإعلام الناس بما يجري هناك ، وترتيب اعتكافات المتطوعين وحماة المسجد الذين يحمونه بصدورهم العارية لا لشيء إلا لنيل الثواب من الله تعالى .
ختاما أقول .. إن هذه المبشرات تؤكد وبدون ادنى شك ، أن القدس سائرة في طريق العودة لأمتها ودينها ، ولكنها بحاجة إلى " فقهاء " يرشدون ويرتبون هذه المجتمعات لتصبح مؤهلة لنيل النصر من الله تعالى . إن التأييد وحده لا يكفي طالما لم يصاحبه تخطيط وتنفيذ ، ومراحل وخطوات ، وهذه تقع على عاتق العلماء المتبصرين ببناء المجتمعات وسنن التغيير وإعادة العزة والهيبة والرفعة لهذه الأمة المجيدة .
أسأل الله تعالى أن يجعلنا جنودا فاتحين للمسجد الأقصى ، وأن يرزقنا شرف تحريره كما رزق الفاروق وجيشه من صحابة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وكما رزق صلاح الدين وجنده الأبطال . إنه سميع مجيب
| |
|
عاشقة الزهور *****
المشاركات : 75737
العمـر : 41
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 09/03/2009
النقاط : 101796
التقييم : 846
| |