كنت لا اشعر بشيء ..بل كنت لا اتنفس و لا ارى شيئا ...نعم كل الذي كنت اراه سواد في سواد ... لم اذق طعم الطعام منذ تسعة شهور و كيف لي أن أكل شيئا و انا محاصر .... و لكني ما أزال على قيد الحياة ... و من ثم جاء الفرج و ولدت من بطن أمي .... و أول ما خرجت صرخت بأعلى صوتي
الله أكبر الله أكبر
بدأت أتنفس .... بدأت أرى ..لم يعد ذاك السواد حولي .... و مع ذلك فاني لم أعرف الطعام ... فيداي صغيرتان و عقلي لا يميز و مع ذلك لا ازال على القيد الحياة و ما زلت محاصرا فلا استطيع الحراك ... و قد بدأت النطق و بدأت افهم و اذا بي اسمع
الله أكبر الله أكبر
بدأت امشي و بدأت أتعلم و كبرت و كبرت الى ان قطعت العشرين ربيعا و مع ذلك لا امكلك المال الذي يمكنني من شراء الطعام ... و مع ذلك بقيت على القيد الحياة و مازلت محاصرا الا أستطيع الحراك .... فقردة و خنازير يحاصرونني .... و لا أملك الا ان اقول
الله أكبر الله أكبر
و ها انا اكبر و اكبر و ايقنت و أمنت بشيء واحد ... الذي اوصل لي الطعام في الظلمات الثلاث و الذي ابقاني حيا الى هذه اللحظة التي اكتب فيها هذه الكلمات ..... هو نفسه الذي سيسر لي رزقي يا بني صهيون ... فلا تتعبو أنفسكم في حصاري ... فقد حوصرت قبل حصاركم ... حصار بلا ماء و لا هواء و لا طعام .... و ربي فرجها علي الى ان وجدت الطعام و الماء و الهواء .... و كيف لي ان لا اصبر و انتم تمنعون عني الطعام و قد بقي لي الهواء و الماء
فموتوا بغيظكم... فاني صابر و سأردد دائما
الله أكبر الله أكبر