رنين الصمت *****
المشاركات : 26098
العمـر : 102
تعاليق : مشرف عام
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 26/01/2009
النقاط : 32685
التقييم : 486
| موضوع: أُعذريهِ .. فقد غَلَبهُ الشوق الخميس يوليو 22, 2010 11:55 pm | |
|
وكما اعتادَ في كلِ سنة، توقفَ شريطُ الذكرياتِ عند ذلكَ اليوم، لتعودَ بهِ ذاكرتهُ إلى ذلكِ اليومِ الذي بدا طبيعياً جداً.
فقد استيقظَ على صوتِ والدهِ الحنون " يا الله يا شباب قوموا على الصلاة "، فاستيقظَ متوجهاً إلى غرفتها، ليراها كما كما عَهِدها، حاملةً لذلكِ المصحفِ الأخضرِ الذي أهداها إياهُ، فيطبعَ على جبينها قبلةَ الصباح حتى يبدأ يومهُ بطاعة ، ثم اتجهَ لمسجدِ الحيِ بصحبةِ والدهِ وإخوانه،وخطَ طريق العودةِ مستذكراً حديثَ خيرِ الأنامِ (( ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة، فيدخلَ أخوهُ الصغير إلى غرفتها لينامَ في حُضنها الدافئ.
استيقظَ مجدداً على صوتِ ذلك الحنون " قوم يابا البس أواعيك " ، لم يدرِ بماذا يجيبُ أخاهُ الذي بدا مستغرباً من ايقاظِ والدِهم لهُم في ذلكَ الوقتِ المبكر، فَيُجيبهُ بهدوء " بجوز عشان نقوم نفطر " .
ولكنهُ فوجئَ عندما دخلَ غُرفةَ حبيبتهِ ليراها مُمَدةً على الأرضِ، فعادَ مفجوعاً بذلكَ المنظر، الذي لا يذكرهُ اطلاقاً؛ فلم يستطع النظرَ أكثرَ من لحظةٍ واحدةٍ الى منظرٍ تمنى لو أنّ اللهَ قد توفاهُ قبلَ رؤيته -فلم يعهدها الا قويةً حتى على المرض - ....
اختصرَ عليَّ ذلك الشريطَ الأليم .. حتى عادَ إلى المنزل بعد ساعةٍ من هروبهِ من الحقيقةِ التي خافَ أن يُواجهَها، فعادَ وكُلهُ أملٌ أن يَجِدها بانتظارهِ وقد ارتسمت تلك البسمةُ على مُحياها كما عَوَدَتْه.
ولكن كانت الصدمةُ عندما دخلَ البيتَ ليجدَ زوجَ عمتهِ ينظرُ إليه وقد اغرورقت عيناهُ بالدموع، فأخذهُ في حضنهُ وأجهشَ بالبكاء، وقتها لم يتمالك هو الاخرُ نفسهُ، فانهارَ باكياً على الأرض.
ولكن لم يدرِ من أينَ عَمْت السكينةُ قلبَهُ، فقام بكلُ هدوءٍ وتوضأ، وصلى ركعتين حمد اللهَ فيهما ودعى الله لحبيبتهِ بالرحمة ولنفسهِ بالصبرِ والثبات.
عادَ ليختصرَ فصولَ القصةِ تلك، لينتقلَ مباشرةً الى الجنازة، ليجدَ السكينةَ و الطمأنينة تحفهُ من جديد، عندما رأى الناس قد تجمهروا في مسجدِ البلدة الكبير، ليعتقدَ ان هناكَ جنازةً لشهيدٍ فالأعدادُ في المسجد غفيرة، وخرجت الجنازةُ من المسجدِ حاملةً جثمانها الطاهر إلى مثواهُ الأخير، ليرى الرايات الخضراء -التي لطالما أحبتها المرضية- تحيطُ بها من كلِ جانب، فتذكرها وهي تنشد " زفوا الشهيد وخلوا الزفة عالسنة ، زفوا الشهيد لبيته الثاني في الجنة"، فلم يبقَ بقلبه الا بعضُ الحزن على فراقِ حبيبته ، وسلم كلَ التسليم أن الله هو أرحم الراحمين وأحكمُ الحاكمين.
فحمدِ الله سبحانهُ على ما أصابَه، معزياً نفسهُ بأنها لاقت رَبها وقد صلت الفجرَ بعد أن قامت ليلها، وقد توُفيت وزوجها راضِ عنها، وحظيت بجنازةٍ كجنائزِ الشهداء .... فأدركَ أنهُ وإن فقد حنانَ أُمهِ فإن رحمةِ اللهِ أوسع له.
قاطعت شريطَ الذكرياتِ ذاكَ رسالةٌ من أخيهِ مفادُها : " اليومَ ذكرى الحبيبة : عليك الجزء الخامس والسادس من الختمة الي عن روحها"
فحمد اللهَ مجدداً على أنعُمهِ ظاهرةً وباطنة واستلمَ المصحفَ لينهيَ ما عليه من أجزاء داعياً ربهُ أن يكون من جنوده المخلصين كما أحبت له أن يكون
دعواتكُم لأمهِ بالرحمة وله بأن يكونَ كما أَحَبَّت
| |
|
الظلام القاتل❤ *****
المشاركات : 14776
العمـر : 36
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 11/10/2008
النقاط : 15314
التقييم : 195
الجروح تشفي ....
ولكن الندبات تبقي مدي الحياة
| موضوع: رد: أُعذريهِ .. فقد غَلَبهُ الشوق الجمعة يوليو 23, 2010 3:52 am | |
| قصة رائعة تحمل في جعبتها الفائدة والجمال
اللهم ثبتنا علي طاعتك
سلمت يداكي رنين الصمت فاختيارك دائما تفوحه رائحة التميز
دمتي بود
| |
|
رنين الصمت *****
المشاركات : 26098
العمـر : 102
تعاليق : مشرف عام
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 26/01/2009
النقاط : 32685
التقييم : 486
| موضوع: رد: أُعذريهِ .. فقد غَلَبهُ الشوق الجمعة يوليو 23, 2010 3:38 pm | |
| الله يسلمك يارب
مرورك الاجمل
| |
|
نورس *********
المشاركات : 30951
العمـر : 94
تعاليق : مؤسس منتدى النورس
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 09/10/2008
النقاط : 39243
التقييم : 1559
| موضوع: رد: أُعذريهِ .. فقد غَلَبهُ الشوق الإثنين يوليو 26, 2010 2:07 pm | |
| ما أجمل الوفـــآء حتى بعد الوفـــآة
رحم الله جميـــ ع موتــآنــآ
جزاكِ الله الخير رنين الصمت على القصة الرائعهــــ
دمتِ بحفظ الله
| |
|