المجلــــــ 18ـــــــــة
المقدمة
الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا غَرَّدْ بَلْبَلَ وَصَدَحَ، وَمَا اهْتَدَىَ قَلْبِ وَانْشَرَحَ ، وَمَا عَمَّ فِيْنَا سُرُوْرٍ وَفَرَحٍ، الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا ارْتَفَعَ
نُوْرَ الْحَقِّ وَظَهَرَ، وَمَا تُراجعُ الْبَاطِلِ وَتَقَهْقُرِ، وَمَا سَـالَ نَبْعُ مَاءً وَتُفَجِّرُ ، وَمَا طَلَعَ صُبْحُ وَأَسْفَرَ ، وَصَلَـاةِ
وَسَلَامّا طَيِّبِيْنَ مُبَارَكِيَنَّ عَلَىَ الْنَّبِيِّ الْمُطَهَّرُ صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ، وَالْجَبِيْنِ الْأَزْهَرِ ، مَا سَارَ سَفِيْنِ لِلْحَـــقِّ
وَأُبْحِرُ ، وَمَا عَلَىَ نَجْمٍ فِيْ الْسَّمَاءِ وَأَبْهَـرُ ، وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ خَيْرٌ أَهْلَ وَمَعْشَرَ، صَلَــاةِ وَسَلَامّا إِلَىَ يَــوْمِ
الْبَعْثِ وَ الْمَحْشَرِ .
أَمَّا بَعْـــدَ:
سَـــــــلَامَ الْلَّهِ يَسِرِيٌّ مَا أُقِيْمَــتْ صَــــــلَاةً مِنْ عَـبِــادْ خُــاشْــعَــيُــنَــا
وَمَا جَادَتْ بِـمْـاءً الْمُزْنِ سِحْــبِ سَـقَـىَ الْأَشْـجَـارَ وَالْــزَرْعٍ الّـدَفْـيُـنَـا
سَـــــــلَامَ عَـــــاطُرٌ وَلَـهِ أُرِيَــجُ مِنْ الْأَعْـمَاقَ يُـعَــبِـقِ يَاسُـــمْــيُـــنَـــا
سَـــــــلَامَ الْلَّهِ نْـهِـدَيَّــهُ إِلَيْكَــــــمَ مِـعَ الْإِشْـفًـــاقْ مْــمْــزَوَجا حَـنَـيُـنَـا
فَالَّسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
وَهَاهِيَ سَفِيْنَتِنَا تَمْخُرُ عُبَابَ هَذَا الْبَحْرِ الْمُتَلاطِمِ بِأَمْوَاجِهِ الْعَاتِيَةُ , وَكُلُّهَا ثُبَاتٍ وَرَبَاطَةِ جَأْشٍ , عَلَىَ تَحَدِّيَ الْصِّعَابُ
وَتَجَاوَزْ الْعَقَبَاتِ, لَتَصِلُ لْبِرِّ الْأَمَانَ , وَلِتَرَسُوا فِيْ مِيْنَاءِ الْإِخَاءُ , بَعْدَ أَنْ غَامَرْتَ , وَصَبَرْتَ وِصَابَرْتْ, وَكَانَ لِزَامّـا
عَلَيْهَــا , أَنْ تَـــأْتِيَ بِالْجَـــدِيْدِ مِـنْ الْجَوَاهِــرِ,الَّتِيْ جَمَعَهَــا غَوَاصُوْهَــا الْمَهَرَةِ , لِتَعَرُّضِهَا فِيْ سُوْقِ الْمَحَبَّةِ وَالْنَّقَاءُ
فَكَـــــمْ قَـــدْ حَــــوَتْ سَفِيْنَتِنَـــــــــا مِنْ الْجَوَاهِرِ , وَالْيَـــــوْمِ هِيَ فِيْ عُرْسِهَـــا الْبَهِيــجْ, وَلَيْلُهُـــا الْعَلِيْـــلْ, بَـــــعْدَ أَنْ
أَرْسَتْ تَكْلَؤُهَا عَيْنَ الْلَّهِ يَسُرُّهَا بَلْ وَيُسْعِدُهَا , أَنَّ تُحَلِّقُ بِكُمْ فِيْ هَذِهِ الْإِذَاعَةِ , لتَحْذِيْكُمْ وَتَهْدِيْكُمْ ، إِذَاعَةِ رائِعا جَدِيّدا
فَإِلَىَّ حَدَائِقَهَا الْغِنَاءَ نُحَمِّلَكُمْ , وَإِلَىَ أَفْيَائِهَا الْوَارِفَةِ نَصْحِبِكُمْ , لِنَهْدِيكُمْ أَزْهَارِ مَحَبَّةً وَوَفَاءً , وَعُطُورٍ مِسْكٌ وَصَفَاءُ
لِنَقْطِفَ مَعا , زَهِرَاتٍ شَذِيَّةٌ , مَعَ نَسَمَاتَ نَدِيَةْ، فَكَمْ فِيْهَا مِنْ زَهَرَاتِ وَزَهَرَاتٌ, مِنْ حَدَائِقِنا الْمِعْطَاءَةً ,