بانتْ فلسطينُ إنّ القلبَ مَتبولُ = مُتَيّمٌ بِهوى
الأوطانِ ، مَكبـولُ
يا كعبُ يفديكَ من بين الورى رجلٌ = شُويعرٌ من عدادِ
الناس مجهولُ
قد نِلتَ يا كعبُ عند المصطفى شرفاً = ولي بِلُقياهُ يوم
الحشرِ تأميـلُ
أَلقى عليكَ له بُرْدا حظيتَ بهِ = ما كان يأملُ أن
يحظى به قيلُ
بَكيتَ أنتَ "سُعاداً" إذ كَلِفتَ بها = وَرحتُ أبكي
ودمعُ العينِ مهمولُ
وما سُعادي سِوى أرضٍ تَعَلقّها = قلبٌ بِقُدسيةِ
الأوطانِ مَتبولُ
عَشقتُ تُربتَها خيرَ الثرى وأنا = طِفلٌ صغيرٌ على
الراحاتِ محمولُ
ونُحْتُ شوقاً كما ناحتْ مُطَوَّقةٌ = بينَ الخرائبِ
أشجَتها الزغاليلُ
تَقرَّحَ الجفنُ من طولِ البكاءِ، فهلْ = يُرجى لِمدمعيَ
المقروحِ تدْميلُ
أبكي فلسطينَ- وَيْلي- من يُبلغّها = عنّي السلامَ ، فإنّي
الدّهرَ مَخجولُ
إن قلتُ جَوهرةُ الدنيا صَدقتُ وإنْ = قلتُ الجِنانُ بها
فالقولُ مقبولُ
كأنّها من فَتيتِ المِسكَ تُربتُها = وَطينُها بِشَذا
الريحانَ مَجبولُ
وزهرُ ليمونها تُزجي نسائمُه = ريحُ الصَّبا بشذا
الإسراءِ مشمولُ
وعِطرُ نُوّارها يُشفي بنَفحته = مُوَجّعٌِ ، بهوى
الأحبابِ معلولُ
وزيتُ زيتونها نورٌ يضيءُ ولمْ = تَمسَسْهُ نارٌ ، بنورِ
الله موصولُ
يا "كعبُ" قد هَزّني شوقٌ لِرُؤيَتها = ودونَ رُؤيتها
موتٌ وتقتيلُ
فهل يَجوبُ الحمى مُهرٌ كَلِفْتُ بهِ = مُطَّهَمٌ ، من
عِتاقِ الخيلِ مسرولُ
أم تَنهبُ الأرضَ بي سيارةٌ نَهدتْ = بكلِّ ثانيةٍ
يُطوى بها ميـلُ
رُحماكَ مولايَ إنّ القلبَ مُنكسرٌ = والدمعُ
مُنْسَرِبٌ والعقلُ مقفولُ
هذي فلسطينُ مَرأى العينِ مُعوِلَةً = تناشدُ العُربَ
والإسلامَ أنْ صولوا
عروسةُ الأرضِ قد عاثَ العُلوجُ بها = فسقاً ، فذا دَمُها في
الساحِ مطلولُ
والعُربُ_ويلُهُمُ_ لاهونَ عن شَرفٍ = وَ إنْ همُ وعدوا
فالوعدُ مَمطولُ
يا عُربُ_ ويْلكُم ُ_ هل نابكَمْ صَممٌ = عنِ العويلِ أم
انَّ العزمَ مَفلولُ
مهدُ النُبواتِ تبكي من يَرِقُّ لها = أُهِينَ في
قُدسها آيٌ وإنجيلُ
ساءلتُها ما بها غَصّت فما نَطقتْ = وَحَشْرجتْ في
مّجاريها الأقاويلُ
حَمائِمُ المسجدِ الأقصى فُجِعْتُ على = نُواحِكُنَّ ،
وإنَ البالَ مَشْغولُ
نُواحُكُنَّ فَرى قلبي وَمَزَقّهُ = والجسمُ من
صَدعةِ الآلامِ مشلولُ
يا واسعَ العفوِ يا مولايَ، عَفوُكَ قد = طَمَتْ ذنوبي ،
ومنكَ العفوُ مأمولُ
ضاقتْ عن الحصر لكنْ كانَ أفدَحُها = أنّي قَعدْتُ
وغرّتني التعاليـلُ
ورُحْتُ أرمي بشِعري الغاصبينِ وهلْ = يُجْـدي بِساحِ الوغى
شعرٌ وتهويلُ
يا غافرَ الذنبِ هَبْ لي منكَ مَغفرَةً = عُذْرُ الضّعيفِ
لدى مولاهُ مقبولُ
ماذا أقولُ لقومٍ ضيَّعوا حـرماً = أسْرى _ بِطه _ إليهِ
الرّوُحُ جِبريلُ
مهدُ المسيحِ ومَسرى المصطفى غَدتا = رَهنَ الإسارِ، أما في
العُربِ مسؤولُ
يا سادَةَ العُرْبِ ما صمْتٌ ألمَّ بِكُمْ = بالله ما
عُذْركمْ يا قومنا قـولوا
بالأمسِ سُدتمْ فِجاجَ الأرضِ قاطبةً = وأنتم اليومَ
اوزاعٌ شماليـلُ
خَبَتْ مشاعلُ أمجادٍ زَهتْ زَمناً = كما خَبا
بِاتِّقادِ الزَيتِ قِنديلُ
تَصدَّعَ القلبُ من جرحٍ ألَمَّ بهِ = كأنَّـهُ برمادِ
النـارِ مَملـولُ
رُحماكَ رُحماكَ يا مولايَ قد فعلتْ = بِنـا الصّهاينُ ما
لا يفعلُ الغولُ
دِيسَتْ بِاقدامِ شُذَّاذٍ كرامتنا = أما لِهذا
الذي نلقاهُ تَبديلُ
وَحُمِّلَ الأهلُ من جورِ الغزاةِ ومنْ = تَنَكُّرِ العُربِ
ما لا يحمل الفيلُ
واحَسرتاهُ على الأقصى تُدَنِّسُهُ = من الحُثالاتِ
أَوْكاسٌ مهازيلُ
شارونُ_ شاميرُ_ كاهانا وعُصبَتُهُ = رابينُ _ موفازُ _
غيئولا وشاؤولُ
عاشوا على دَجلِ الكُهّانِ أزمنةً = وكلُّ تاريخهمْ
إفكٌ وتضليلُ
وحَرّفوا كَلِمَ التوراةِ واحتَرَفوا = قتلَ النبيِّينَ،
هل في القتل تحليلُ
تَقَيَّأتْهُمْ فِجاجُ الأرضِ من قَرَفٍ = مُلَفَّقــونَ ،
منـاكيرٌ ، هماليـلُ
تَسلّلوا كالأفاعي الرُبْـد يَحفِـزُهمْ = وَعـدٌ "لِبلفـورَ
" تزييفٌ وتدجيلُ
وطا ولونا وهم لو جدّ جدُّ هُمُ = عند التطاولِ
أقزامٌ مساحيـلُ
لكنّنا عندما هُنَّا استخَفَّ بنـا = حُثـالةُ الخَلـقِ
أشرارٌ مناكيـلُ
من الفـراتِ ادَّعوا آفـاقَ دولتهمْ = إلى التُخـوم التي
يَجري بها النيلُ
وَتَقْصِمُ الظهرَ دعوى القدسِ عاصمةً = للأدعيـاءِ ، ألا
خابـتْ أباطيـل
بالأمسِ جاءَ الصليبيونَ تلسعهمْ = سياطُ حقدٍ ، وهولاكـو
وموغـولُ
وغادروا وسياطُ النصرِ تجلدهمْ = وسوفَ يَطوي غُزاةَ
اليومِ سِجّيلُ
مولايَ ماذا دهى- رُحماكَ- أُمَتَّنا = أمسَتْ كما لو
أصابتهـا عقابيلُ
ما لِلموازينِ قد أوهى بها خَلَلٌ = وَحادَهـا عن سبيل
الحـقِّ تمييلُ
تَوَسَـدََّ الأمرَ قـومٌ لا خلاقَ لهـمْ = فَكُلُّهُـمْ
خاذِلٌ للحَـقِّ ، مَخـذولُ
واسْتَمرؤُوا الذُلَّ لا يُثنِهُمْ خُلُـقٌ = وليسَ
يُجْـدي بهمْ لومٌ وتخجيلُ
وحالفـوا الجِبْتَ والطاغوتَ ويْلَهُمُ = وهل عل الجِبْتِ
والطاغوتِ تَعويلُ
وفَرَّطوا بِتَليـدِ المجـدِ فانْتُهِكَتْ = مُقَدَّسـاتٌ
لها في القلـبِ تَبجيـلُ
يُهَروِلـونَ لِصُـلْحٍ معْ صهاينةٍ = بِرَبِّكُمْ أ
لِهـذا الأمْـرِ تَعْليـلُ؟
ويُحْزنُ النفسَ أنّ البُطلَ مُنْعَتِقٌ = وجوْهـرُ
الحقِّ بالأصفادِ مغلولُ
وفاسـدُ الرأيَّ صدّيقٌ ومُؤتَمَنٌ = وصائـبُ الرأيَّ
مغْموزٌ ومعزولُ
يا قادةَ العُرب أرضُ القدس تسألكم = وكلكم في غدٍ لا
بدَّ مسؤولُ
يا قومُ هل عقُمت أرحامُ نسوتكم = عن أن يَلدنَ (صلاحا)
ثانيا؟ قولوا
مآذنُ القِبلة الأولى لكم صرخت = لها بنُصرتكم يا
قومُ تأميلُ
أين السلاحُ الذي أَعددتُمُ ولمنْ = هذي الجيوشُ،
وهاتيك الأساطيلُ؟
والقاذفاتُ لمنْ، والراجماتُ لمنْ = ألليهود؟! أم انّ
الأمرَ تمثيلُ
بل أين ما لألأتْ في أمسها ٌقِممٌ = يا قادةَ العربِ
أم تلكم أقاويلُ
والله يا قومُ لا يُنجي سوى قبسٍ = من الهدى، فاهتدوا يا
قوم أو زولوا
فينا الكتابُ وفينا سُنَّةٌ طَهُـرَتْ = وكـلّ ما
دونهـا إفكٌ وتضليلُ
بِذاكَ _ طـه _ نبيّ اللهِ أخبَرنـا = وجـاءَنا بِصريحِ
القولِ تنزيـلُ
يا قوم شدّوا بحبل الله واعتصموا = فليس عن منهج القرآن
تحويلُ
فإن أَبَيتمْ، فغولُ الكفرِ قد لمعتْ = في فيهِ أنيابُهُ
الزرقُ المعاصيل
مولايَ يا فالقَ الإصباحِ قد بَزغَتْ = عَلائِمُ النصرِ ،
فالدُنيا تهاليلُ
بَنو فلسطينَ هَبّوا بانتفاضَتِهمْ = لَهمْ على
هازمِ الأحزابِ تعويلُ
عَصائبٌ من بقايا بَدر قد وثبوا = يَقودهم في الوغى
صِيدٌ بهاليلُ
مُرابطونَ ليوم البعثِ يَرفُدهمْ = إذا علا النقعُ
يومَ الرَوعِ(جبريلُ)
ما غَرّهمْ زُخرُفٌ وَشّاهُ مُؤتجرٌ = عن السلامِ ،
وأوهامٌ عساقيلُ
تَحدّثت عنهمُ الأقمار إذْ صَمدوا = وعن بُطولاتهمْ
تَروي المراسيلُ
يُقارعونَ بإيمانٍ مَلاحِدةً = ولا يَصُدّ
الردى عنهم سَرابيلُ
ما فَتّ في عَزمهم أو عاقَ زَحفهمُ = قتلٌ ، وحبسٌ ،
وتدميرٌ ، وتقتيلُ
( كلّ ابن أنثى وإن طالت سلامتهُ = يوما على آلةٍ
حدباءَ محمولُ )
عصر البطولات هذا، عصر ملحمةٍ = تُعيدُ ( حطين ) ، والبتارُ
مسلولُ
عصر الصواريخِ هذا، عصر قاذفةٍ = يَقودها حاذقُ التصويبِ
بُهلولُ
يَرمي بها تل أبيبَ الصبحُ موعدها = كهيروشيما ، فَتبكيها
مثاكيلُ
إذ ذاكَ لا حَجرٌ يحمي فلولَهمُ = كلاّ ، ولا غَرقدٌ
في التُربِ مغلولُ
وتَنعُم القدسُ بالإسراءِ ثانيةً = وَ يغمُرُ الكونَ
تكبيرٌ وتهليلُ