الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على آشرف الخلق آجمعين سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى
آلهِ حق قدره ومقداره العظيم...
القرآن (لغةً) مأخوذ من (قرأ) بمعنى: تلا ، وهو مصدر مرادف للقراءة ، وقد ورد بهذا المعنى في القرآن في سورة القيامة..
( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) ..
أي قراءته وسمى القرآن قرآناً لأنه يجمع الآيات والسور ويضم بعضها إلى بعض
علامات الوقف في القرآن الكريم.. وتعريفه في اللغة العربية ..
هو القطع أو الحبس ، وفي الاصطلاح.. قطع الصوت على الآية القرآنية زمناً
يتنفس فيه القارئ عادة بنية استئناف القراءة لا بنية الإعراض عنها..
وضعت علامات الوقف على بعض الألفاظ القرآنية في الآيات وسميت بعلامات الوقف منها:-
علامة جواز الوقف ( ج ) ومنع الوقف ( لا )
وعلامة تعانق الوقف على شكل ثلاث نقاط ( :. )
وغيرها نجدها مثبتة في بداية او نهاية كل طبعة من طبعات المصحف الشريف
وعند الالتزام بهذه الإشارات والعلامات يحدث أشكال وأشكال ليس بسيط
وخاصة في علامة تعانق الوقف ( :. ) ..
وخلالها ينتج وجود اكثر من قراءة لنفس الآية
او المقطع في الآية ويجــوِّز علماء الضبط ، والتجويد كل هذه القراءات ..
مع كون كل قراءة تعطي معنى لا تعطيه القراءة الأخرى..
حكمه..
الجواز ما لم يوجد ما يمنعه أو يوجبه..
وليس في القرآن الكريم وقف حرام أو حلال يأثم بفعله القاري وإنما ؛ مرجع ذلك هو ما يترتب
على الوقف أحياناً من تغيير المعنى أو إيهامه أو توضيحه ..
أقسامه..
ينقسم الوقف في الإجمال إلى ثلاثة أقسام عندما يقف القارىء عن ثلآوة القرآن :-
* أن يقف القاريء باختياره عامداً متعمداً ، وهذا يسمى ( وقفاً اختيارياً )
* أو : أن يقف مضطرا وليس باختياره ، لأن نفَّسه قد انتهى أو ضاق أو لأنه
نسي الكلمة الآتية ، وهذا يسمى ( وقفاً اضطرارياً )
* أو: أن يقف ( وقفاً اختبارياً ) بأن يكون هناك سؤال أو استفسار..؟؟ ،
وهذا ما يسميه العلماء.. ( وقفاً اختبارياً )
الذي يقف عليه القاريء حراً مختاراً ، هذا الوقف قسَّمه العلماء إلى قسمان:
- إما أن يكون وقفاً صحيحاً مقبولاً (وقف جائز)
- وإما أن يكون وقفاً غير صحيح ومرفوض (وقف غير جائز)
الوقف الجائز..
هو الوقف على كل ما يؤدي معنى صحيحاً مثل فواصل الايآت ، أو معنىً صحيحاً كاملاً ..
مثال : الوقف في قول الله تعالى: ( يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللهِ أَفْوَاجاً )[سورة النصر2 ] .
الوقف (غير الجائز) ، فهو نوع واحد في القرآن الكريم(الوقف القبيح)..
وهو الوقف على كل مالا يؤدي معنىً صحيحاً لشدة تعلقه بما بعده لفظاً ومعنى..
أو أفاد معنى غير مراد من الآية الكريمة أو أخل بالعقيدة مثل الوقف على :
( الحمد ) في قول الله تعالى: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ الْعَالَمِينَ )[سورة الفاتحة1]..فالوقف على هذا ومثله قبيح لأنه لا يفهم منه شئ ، ولا يعلم إلى أي شئ أضيف.. وللقارئ الوقوف لعذر مثل انقطاع النفس أو العطاس وغيره . الدليـل : أنه جاء رجل إلى الرسول الله
عليه وقام خطيباً وبعدأن حمد الله وتشهد
قال: ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما).. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام:
( قم بئس خطيب القوم أنت ، ألا قلت من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى )
فأنكر الرسول
هذا الوقف القبيح حيث جمع بين حال من أطاع وحال من عصى.
الوقف غير الجائز ..
وهو الوقف على كلمة توهم معنى يخالف المراد والعياذ بالله ..
مثل الوقف على قول الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْى ) [البقرة26 ] .
1- (م) علامة الوقف اللازم
قال تعالى: « إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ (م) وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ » [الانعام 36]
تعريفه: هو الوقف على موضع أدى معنىً صحيحًا ، ولا يتبين المعنى المراد إلا بالوقف عليه ، وإلا ترتَّب عليه إخلال بالمعنى ..
علامته: رمز له في المصحف بحرف (الميم) (م) .
من أدلته : عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ3- قال تعالى: « وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ (ج) وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ» [الشورى:28 ] .