الظلام القاتل❤ *****
المشاركات : 14776
العمـر : 36
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 11/10/2008
النقاط : 15314
التقييم : 195
الجروح تشفي ....
ولكن الندبات تبقي مدي الحياة
| موضوع: تأملات في سورة النحل الخميس أبريل 22, 2010 2:29 am | |
| بسم الله الرحمن الرجيم
تأملات في سورة النحل (وحدانية الله تعالى)
الحمد لله وحده الخالق المبدع المصور المتجلي في سمائه العظيم ، وأصلي وأسلم على المبعوث
رحمة للعالمين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، أما بعد :-
إذا أيقن العبد ، وعرف حقه من الوحدانية الخالصة ، استقرت نفسه، وثبتت تجاه تيارات الحياة
وعواصفها بكل بروقها ورعودها ورياحها ورمالها.. ومن ثم فإن القرآن الكريم يفتح مدارسه
المباركة ليوجه إلى القلوب أضواء الوحدانية ودلائل القدرة حتى تبنى النفوس بناءً سليماً ويشيدها
على تقوى من الله ورضوان.
ففي سورة النحل نطقت الأدلة بوحدانية الله تعالى وقدرته في شتى المجالات الكونية والأفاقية
والنفسية شوامخ راسيات ورواسي ثابتات لا تحركها العواصف ولا تؤثر فيها الرياح القواصف.
وتبدأ سورة النحل بهذا الإنذار الذي يدعو كل عبد للاستعداد إلى لقاء الله عز وجل ، فلقاء الله حق
واقع لأن الله لا يخلف وعده.
(( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ، سبحانه وتعالى عما يشركون))صدق الله العظيم
ثم يذكر بعد هذه الآية طريق الوحي الذي تتنزل به الملائكة وإنه كالروح يحي ويميت وينزل غضاً
ندياً ، نوراً ورحمة ليعلم البشرية جمعاء أنه لا معبود بحق إلا الله ، فيقول سبحانه وتعالى (( ينزل
الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون))صدق الله
العظيم
ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أعلن قوله " أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي "
لا إله إلا الله "
وبعد ذلك تأخذ السورة الكريمة طريقها في ذكر حشد من الأدلة المتنوعة والناطقة بالوحدانية والقدرة
، فيقول سبحانه وتعالى (( خلق السماوات والأرض بالحق ، تعالى عما يشركون ))صدق الله
العظيم. ففي هذه الآية الكريمة المباركة يذكر أن العالم من عرشه إلى فرشه ومن سمائه إلى أرضه
مخلوق بالحق ، لا لهواً ولا باطلاً ولا عبثاً ولا لعباً ، وإنما بالحق قامت السموات والأرض. ((
وما كنا عنا لخلق غافلين ))صدق الله العظيم. وتعالى الله وجل جناب الحق أن يكون له شريك
يناقشه الحساب فهو الواحد العادل الحكيم المريد.
وبعد ذكر العالمين العلوي والسفلي ينتقل إلى خلق الإنسان فيقول سبحانه وتعالى (( خلق الإنسان
من نطفة فإذا هو خصيم مبين))صدق الله العظيم .
فإنه سر الله في أرضه ومعجزته التي حارت الأفكار فيها. فيقول أحد الحكماء
دواؤك فيك وما تبصر وداؤك منك وما تشعر
وأنت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر
وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
فلينظر الإنسان مما خلق ، خلق من ماء دافق ! فماذا كان من الإنسان بعد ذلك؟ قف يا أخي وقفة
تدبر وإعمال فكر في هذا النص المبين (( فإذا هو خصيم مبين )) .
يقول علماء اللغة إن " إذا " حرف يفيد المفاجأة فهو بذلك يدل على أن خروج الإنسان عن أصله
اللائق به نحو الله يعتبر أمراً غير مألوف ، فما كان ينبغي من ذلك الإنسان الذي خلق من نطفة
مهينة أن يفاجئ بالخصومة المبينة... والخصومة لمن ؟ لخالقه ورازقه ومنشئه.
يقول الإمام تقي الدين الحسن البصري رحمه الله : عجبت لابن آدم يتكبر على الأرض وهي التي
تناديه بلسان حالها " يا ابن آدم ، لا تتكبر على ظهري لأنني غداً سأضمك في بطني".
كيف يتكبر ابن آدم وهو الذي أوله نطفة قذرة وآخره جيفة قذرة وهو ما بين هذا وذاك يحمل في
بطنه القذارة تؤذيه بقة ، وتنتنه عرقة وتميته شرقة ؟
كيف تعلن الخصومة على الله يا ابن آدم ؟ وأنت الذي نزلت من مجرى البول مرتين ، مرة وأنت
ماء مهين من أبيك، وأخرى وأنت طفل من رحم أمك؟
عليك أن تتذكر أخي الإنسان ولا تنسى أنك حفنة من التراب في البداية والنهاية.
(( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ))صدق الله العظيم .
منها خلقناكم للعمل والحساب وفيها نعيدكم للدود والتراب ومنها نخرجكم للعرض والثواب.
يا ابن آدم خلقت لعبادة الله والقناعة بعطاء الله ورزقه وعدم التطاول والتكبر على ذاته ، فيقول عز
وجل في الحديث القدسي : " يا ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب ويسرت لك رزقك فلا تتعب وفي
أكثر منه فلا تطمع فإن رضيت بما قسمت لك كنت عندي محموداً وإن لم ترض بم قسمت لك
فلأسلطَّن عليك الدنيا فتركض فيها كما يركض الوحش في البرية ولا ينالك منها إلا ما قسمت لك ،
وكنت عندي مذموماً " صدق الله العظيم.
وتنتقل بنا الأدلة على وحدانية الله عز وجل من عالم الإنسان إلى عالم الحيوان المسخر له بإذن الله ،
فيقول الله عز وجل شأنه (( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال
حين تريحون وتسرحون ، وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ، إن ربكم لرءوف
رحيم ، والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ، ويخلق ما لا تعلون ))صدق الله العظيم
هذه أنواع من المخلوقات اشتملت على فوائد عديدة ، لها جليل الأثر في حياة الإنسان حتى أن القرآن
الكريم لكثرة ما فيها من فوائد أشار إلى بعضها ففيها دفء في أصوافها وأوبارها وأشعارها وفيها
اللحوم التي تؤكل وفيها الركوب على ظهورها وحمل الأثقال التي لا طاقة للإنسان بحملها ، وفيها
الفوائد المعنوية وهو ذلك الجمال في رواحها وسروحها وفيها الزينة إذا وقعت العين على رؤيتها.
ولما كانت فوائدها لا تحصى ولا تستقصى فقد أجملها القرآن الكريم في قوله عز وجل ( ومنافع )
. ولك بعد ذلك أيها الإنسان أن تقول ما شئت من ذكر تلك الفوائد مما يطول شرحه ويكثر ذكره ،
سبحانك ربي.
عجز اللسان عن الثناء فإنه تتصاغر الأفكار دون مداه
من كان يعرف أنك الحق الذي تبهر العقول فحسبه وكفاه.
وتنتقل بنا الآيات إلى عالم الفلك ، فيقول عز وجل شأنه (( يسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر
والنجوم مسخرات بأمره ، إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ))صدق الله العظيم .
وفي لفظ "التسخير" ما يدل على منتهى التذليل والتطويع دون مخالفة أو انحراف أو عصيان لأمر
الله ، وفي قوله تعالى" والنجوم مسخرات بأمره " إشارة عجيبة ، فإنها جملة اسمية مكونة من مبتدأ
وخبر ، وإن مجيئها بهذه الصفة لدليل على عظيم عالم النجوم وما يحتويه من ثبات واستقرار من
النظام والإبداع . فماذا يقول علماء الفلك في هذه العوالم الضخمة؟ ماذا يقولون في هذا الوجود
الذي نعيش فيه؟ أي حكمة تنطق بها كلماته وأي حقيقة تشير إلى آياته؟ إن كلمات الوجود الذي
نعيش فيه وآياته إنما تؤكد الحقيقة الكبرى؟
ولم يصل العلم بعد إلى معرفة عدد وحدات هذا الوجود بل كل ما وصل إليه العلماء هو التأكد بأنه
مهما تقدمت العلوم ومهما استحدثت وسائل البحث وأجهزة الكشف فإن العلم لم يصل إلى ذلك ،
على سبيل القطع فعدد النجوم والكواكب أمر مستحيل على العلماء أن يصلوا إلى حقيقته ، لأن ذلك
فوق الإدراك وأكثر مما يتخيله العقل.
وكذلك بعددها الهائل وهي لها كتلة ثابتة فنحن نتوجه بهذا السؤال إلى علماء الطبيعة كيف لا تغني
كتلة النجم إذ المعروف أن كل مادة ملتهبة تفقد من كتلتها من الحرارة ، سبحانك ربي يا من قلت
(( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ، قد فصلنا الآيات لقوم
يعلمون))صدق الله العظيم.
يا من يحار الفهم في قدرتك وتطلب النفس حمى طاعتك ، تخفى عن الناس سنا طلعتك وكل ما في
الكون من صنعتك، يا مبدع الكائنات ، يا من كل فعله حكمة بالغة ، يا من قلت وقولك الحق.
(( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ، ذلك تقدير العزيز
العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ، ولا
الليل سابق النهار ، وكل في فلك يسبحون ))صدق الله العظيم .
ويا من قلت : (( وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ، ذلك تقدير العزيز العليم))صدق الله العظيم
وتنتقل بنا الآيات الكريمة بعد ذلك إلى الأرض وما بها من نباتات و زروع وما تحتويه في بطونها
من معادن مختلفة ، فيقول سبحانه وتعالى (( وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه، إن في ذلك
لآية لقوم يتذكرون ))صدق الله العظيم.
لقد جاء الأسلوب في هذه الآية بلفظ " ما " والذي يدل على العموم والشمول للإشارة إلى ما في
الأرض من المعادن وأنواع النبات والذهب الأسود السائل، وكل أولئك ملك لله تبارك وتعالى.
(( له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ))صدق الله العظيم
سبحانك ربي
يا من تغرد بالبهاء وبالسنا في عزهوله البقاء السرمد
يا من له وجب الكمال لذاته فلذاك ترفع من تشاء وتسعد
(( هو الذي أنزل من السماء ماءً لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ، ينبت لكم به الزرع
والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ، إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)).صدق الله العظيم .
سبحانك ربي يا من قلت :
(( الذي جعل لكم الأرض مهاداً وسلك لكم فيها سبلاً وأنزل من السماء ماءً فأخرجنا به أزواجاً من
نبات شتى ، كلوا وارعوا أنعامكم ، إن في ذلك لآيات لأولي النهى ))صدق الله العظيم.
ماذا يقولون المكابرون في هذه الآيات الناطقة بالتدبير الشامل والنظام المحكم ؟ من الذي دبر وأنشأ؟
ومن الذي خلق وأوجد ؟ .
إنه الله لا إله إلا هو القادر على كل شيء القائل : (( وخلق كل شيء فقدره تقديرا )) وهو القائل
(( وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)). صدق الله العظيم .
هل تستطيع الطبيعة الصماء وهل تقدر الصدفة العمياء أن توجد وأن تدير وأن تحكم الخلق أو تنظم
؟ سبحانك ! هذا بهتان عظيم.
إن الوجود كله صفحة متقنة الإبداع وتقر وتشهد بالحق إن لها خالقاً مبدعاً حكيماً مريداً (( لا
تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، قد جاءكم بصائر من ربكم ، فمن أبصر
فلنفسه ومن عي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ ))صدق الله العظيم .
جلت حكمتك يا حكيم ، أنت الخالق المبدع المصور ، لا شريك لك في ملكك.
يا حبيب القلوب هب لي رضاك وارحم اليوم مذنباً قد أتاك
ويا إلهي وخالقي ومرادي قد أبى القلب أن يحب سواك.
وصلي الله علي سيدنا محمدا وعلي أله وصحبه وسلم
| |
|
الأسطورة *****
المشاركات : 21139
العمـر : 31
تعاليق : مصمـــم المنتدى
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 10/10/2008
النقاط : 19722
التقييم : 378
| موضوع: رد: تأملات في سورة النحل الخميس أبريل 22, 2010 6:04 am | |
| سبحان الخالق
يعطيك الف عافية ظلام
وجزاك الله كل الخير
| |
|
قلب الزهرة82❤ *****
المشاركات : 10049
العمـر : 37
تعاليق : مشرفة القسم الإسلامي
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 01/02/2009
النقاط : 13112
التقييم : 136
| موضوع: رد: تأملات في سورة النحل الخميس أبريل 22, 2010 12:15 pm | |
| سبحاان الله الذي على كل شيء قدير جزاك الله كل خيرر الظلام تقبل مروري تحياتيـ | |
|
عاشقة الزهور *****
المشاركات : 75737
العمـر : 41
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 09/03/2009
النقاط : 101796
التقييم : 846
| موضوع: رد: تأملات في سورة النحل الخميس أبريل 22, 2010 3:43 pm | |
| | |
|
نورس *********
المشاركات : 30951
العمـر : 94
تعاليق : مؤسس منتدى النورس
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 09/10/2008
النقاط : 39243
التقييم : 1559
| موضوع: رد: تأملات في سورة النحل الخميس أبريل 22, 2010 3:45 pm | |
| سبحان الله
جزاك الله كل خير وأجر أخي الظلام القاتل
دمت بحفظ الله | |
|
الظلام القاتل❤ *****
المشاركات : 14776
العمـر : 36
المزاج :
الدولة :
المهنة :
الهواية :
التسجيل : 11/10/2008
النقاط : 15314
التقييم : 195
الجروح تشفي ....
ولكن الندبات تبقي مدي الحياة
| موضوع: رد: تأملات في سورة النحل الخميس أبريل 22, 2010 8:11 pm | |
| | |
|