علمت "العربية نت" من مصادر خاصة أن الشخصين الفلسطينيين المعتقلين حاليا في دبي بشبهة تقديم دعم لوجستي للخلية التي اغتالت القيادي في حماس محمود المبحوح في أحد فنادق الامارة في الشهر الماضي، كانا تابعين لأجهزة أمنية في غزة وخرجا منذ عدة سنوات بعد اكتشاف علاقتهما بالموساد حيث أقاما في إحدى الدول الخليجية.
وعلمت "العربية.نت" أيضا أن الأول يدعى "أحمد حسنين" والثاني "أنور شحيبر". وفي معلومات جديدة عن محمود المبحوح، أن لديه سجلا تجاريا باسمه في دبي، ودخل إليها باسمه الثلاثي الصحيح بجواز سفر فلسطيني رسمي بدون لقب العائلة "المبحوح".
ومن المعلومات أيضا أن اسمه الحركي في حماس ليس "أبو العبد" كما نشر سابقا في وسائل الاعلام، وأن هذه كنيته لأن لديه ابنا اسمه عبدالرؤوف على اسم جده، فكانوا ينادونه مختصرا بكنية "أبو العبد".
من جهتها ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن مسؤولا من حركة حماس يدعى نهرو مسعود معتقل في سوريا حاليا على خلفية اغتيال المبحوح.
وأشارت جارديان إلى أن هذا الشخص كان مطلوبا في اسرائيل أيضا، وكان قد أفرج عنه من سجن في مصر عام 2007، وحسب التقرير فان مصادر فلسطينية أكدت اعتقاله للاشتباه في علاقته باغتيال قيادي حماس.
إلا أن خالد مشعل زعيم حماس نفى الاتهامات والاعتقال بخصوص مسعود، قائلا "إنها ليست صحيحة على الاطلاق". فيما نقلت صحيفة "الحياة" عن أيمن طه القيادي في حماس إنه "عنصر سابق في القوة التنفيذية مقيم حاليا في دمشق، وليس مشتبها به، والخبر خال من الصحة".
وحسب "الجارديان" فان مسعود كان متهما من السلطة الفلسطينية خلال السنوات الماضية بأنه وراء اغتيال محمد الموسات قائد قوة الاستخبارات العسكرية للسلطة في شمال قطاع غزة، واثنان من اشقائه هما خالد وتيتو أعضاء من حماس أيضا، ولقيا مصرعهيما بواسطة الجيش الاسرائيلي.
اختفاء جيمس كلارك
من جهتها نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" تقريرا حول اختفاء أحد أصحاب الأسماء التي وردت في قائمة منفذي عملية اغتيال المبحوح، ولكن في سياق التقرير – حسب موقع 48 الالكتروني - يستدل أن الحديث يدور عن صاحب إحدى الصور التي نشرت، أي أحد أفراد عملية الاغتيال الحقيقيين.
ويقول مراسل الصحيفة الذي زار مستوطنة " غفعات هشلوشا"، أنه كان يبحث عن «ملامح» جيمس كلارك بين الغادين والرائحين، مؤكدا أن السكان رفضوا التعاون معه ونصحوه بمغادرة المكان، وهناك من وصفه بالـ «بطل» ما يؤكد مشاركته في عملية الاغتيال.
ويؤكد المراسل أن الشخص تلاشى عن الأنظار وغادر مكان سكناه في المستوطنة، وألمح إلى أن السكان تلقوا تعليمات بعدم التعاطي أو التعاون مع وسائل الإعلام.
ويقول مراسل الصحيفة أن الشخص(العميل): "لا يرد على الهاتف، ولا على الرسائل النصية"، ويؤكد أن "بيته مغلق تماما والنوافذ كذلك".
ويضيف: بعد عدة محاولات اتصال فاشلة تجولت في شوارع المستوطنة محاولا إيجاد رموز أو علامات تقودني للشخص، قد يكون حلق لحيته وأزال نظاراته، ولكن الرجل تبخر ببساطة اختفى".
ويضيف أنه "حينما دخل متجرا تابعا للمستوطنة لشراء شيء ما ، صمت الجميع من حوله". وقال له صاحب المتجر: "عليك أن تفهم، إذا تحدثنا معك سنتورط"، وتابع: "لكنني أقول لك أنه لم يعد هنا، لقد غادر، لن تجده هنا. ولكن لا يمكنني أن أقول أكثر لأن ذلك يشكل خطرا علينا. الناس يعرفونه هنا ولا نريد التورط".
خوف ورعب
ويصف المراسل الأجواء في المستوطنة بالقول إن "الشعور بالخوف والرعب ينتشران في كل مكان. ويبدو أن أحدا ما أوضح لهم أن أي كلمة قد تسبب تعقيدات، وأنه يفضل أن يصمتوا خلال الفترة القريبة".
ويقول أحد أولاد المستوطنة الذي كان يلعب في الخارج للمراسل: هو ليس هنا منذ يوم، هو رجل لطيف جدا يبادرني بالسلام كلما مر، ولكنني لم أره في الفترة الأخيرة وقالوا لي أنه غادر ولن يعود.
ويضيف المراسل: كل من يعرف أنني صحفي يرمقني بنظرة غاضبة، وهناك من طالبني بأن استقل سيارتي وأن أغادر المستوطنة. وهناك من تهربوا من السؤال بقلة لياقة.
وتقول امرأة، من سكان المستوطنة إن الرجل "يعمل عملا عاديا مثلنا جميعا". وتساءلت: " هل هو عميل سري؟.. أضحكتني. هذه العائلة تعيش هنا منذ سنوات طويلة. ليسوا سريين.. يأكلون معنا في قاعة الطعام، وصدقني لو كان عميلا سريا لكنت انتبهت لدي عين ثاقبة".
وينهي المراسل تقريره بالقول: قال لي أحد الجيران وأنا أطرق باب منزل العائلة "دعك من ذلك، فمنذ الصباح كل وسائل الإعلام حاولت أن تجده، لقد غادروا إلى منزل العائلة حتى تهدأ الأمور، وللحق دائما اعتقدت أنهم يخفون شيئا ولكنني لم أعرف أنه بطل بهذا الشكل، كل احترام له، إذا كان ذلك صحيحا فهو بطل غفعات هشلوشسا )اسم المستوطنة).