دعت إماراتيات وعربيات مقيمات بالامارات لإطلاق حملة الكترونية واعلامية تطالب بمنع وجود باعة رجال في محلات الملابس الداخلية النسائية، على غرار الحملة التي اطلقتها فتيات سعوديات على موقع "الفيس بوك".
والتقت "العربية.نت" بنساء في مراكز تجارية كبرى بامارتي دبي والشارقة، ابدين استيائهن الشديد من التعامل مع باعة رجال عند شرائهن ملابس داخلية، مؤكدات انهن "كثيرا ما يعزفن على الشراء لهذا السبب".
ورصدت "العربية.نت" صورا لباعة من جنسيات اسيوية تم تعينهن في قسم الملابس النسائية، في سلسلة محلات كبرى منتشرة في مختلف انحاء الامارات.
في الوقت نفسه، انتقد كبير المفتين بدبي وجود باعة رجال في تلك المحلات، داعيا الى تأنيثها مؤكدا انه لا مانع شرعي أو عقلي أن تقوم النساء بدور البائع لهذه الملابس خدمة للمرأة المسلمة وصونا للرجل العاقل عن الابتذال في هذه المواقف".
عفة المرأة
وقال الحداد لـ"العربية.نت" أن "المرأة المسلمة عفيفة يمنعها حياؤها وعفتها أن تقف أمام رجل، مهما كان وضعه، لتسأله عن الملابس الخاصة التي تحتاجها، فتقع في الحرج بحيث تغدو مغبونة في الثمن أو النوع والماركة، وتندم ندما يجعلها تكره مثل هذا الوضع". واضاف "لا يصح ان يتعامل الرجل مع تلك الملابس او المشتريات لها، وليس هناك مانع شرعي أو عقلي أن تقوم النساء بدور البائع لهذه الملابس خدمة للمرأة المسلمة، فالتجارة أو العمل فيها، هي من وجوه الكسب المباحة شرعا التي تحق لكل عاقل من رجل أو أنثى أن يزاولها".
واعتبر الحداد ان تانيث محلات الملابس الداخلية النسائية "يفتح باب وافر لعمل النساء اللاتي يشتكين من البطالة المتكدسة بينهن، وكثير منهن حاجتها ماسة إلى العمل الشريف، لتعول نفسها أو أولادها أو والديها الذين قد يكون لا عائل لهن غيرها". واضاف "عدم تمكين المرأة من ذلك يجعل المرأة عاطلة باطلة إن كانت غير متزوجة أو ترملت، ما يجعلها عرضة للفساد والبعد عن الله".
وتساءك كبير المفتين "ما المانع أن نكثر هذه الشريحة من بنات المجتمع، استنادا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير...". فالمؤمنة كالمؤمن في ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة المتوفي زوجها "اخرجي فجذي نخلك لعلك أن تتصدقي منه أو تفعلي خيرا"، وهكذا يقال للمرأة العاملة لا سيما المحتاجة.
منع حكومي في الشارقة
وكشفت جولة "العربية.نت" في بعض اسواق امارة الشارقة عن وجود رجال يتولون العمل في قسم الملابس الداخلية النسائية، على الرغم من صدور قرار من دائرة التنمية الإقتصادية في الامارة، يمنع وجود بائعين رجال في محلات تلك الملابس والمحال ذات الانشطة الانثوية.
وكانت الدائرة قالت في بيان تلقت "العربية .نت" صورة منه في يوليو (تموز) الماضي، انها منحت هذه المحلات مهلة حتى بداية 2010 لتعديل اوضاعها بتوظيف بائعات اناث او تغيير نشاطها.
وذكرت الدائرة ان هذا المنع يأتي تنفيذ لقرار المجلس التنفيذي للإمارة، والقاضي "بتخصيص بائعات في محلات بيع الملابس النسائية منعاً للملاحقات القانونية التي تنوي الدائرة القيام بها في بعد انتهاء المهلة المخصصة لتعديل الوضع".
وذكرت إدارة الرقابة والحماية التجارية في الدائرة ان "هذا الطلب من اكثر الطلبات إلحاحا واهمية بالنسبة الينا، للخصوصية التي تتمتع بها محال الانشطة النسائية، وللطبيعة المحافظة التي تتمتع بها امارة الشارقة، لذلك كان لا بد من اقرار هذه الخطوة التي سنتابع تنفيذها بكل جدية لضمان تطبيقها بأفضل صورة، وستطبق على المخالفين إجراءات صارمة تراوح بين الإغلاق والغرامة".
"مرتكبو معصية"
ورغم أن هذه الملابس في غالبية المحلات المصرية من قبل نساء، حتى وإن كانت المحلات والاستثمارات مملوكة لرجال، إلا أن التصاعد الأخير والذي قاده عضو المجلس الأعلى لوزارة الأوقاف يوسف البدري، كان ملفتا من حيث مطالبته بمنع العديد من المحلات الشعبية التي تتركز في أسواق شعبية ببيع تلك النوعية من الملابس، ما أعاد "قضية الحرج" إلى الواجهة .
الشيخ البدري اعتبر أن الرجال الذين يبيعون تلك الملابس "مرتكبو معصية" وأن عملية البيع في هذه الحالة "تشوبها المخالفة الشرعية".
وقال لا ينبغي أن يبيع الملابس الداخلية للنساء إلا النساء، مطالبا بإغلاق مثل هذه الأسواق الشعبية التي تباع من خلالها هذه الملابس من قبل الرجال، معتبرا أن بيعها بالطريقة العشوائية المعروفة في مصر يعتبر "خدشا للحياء".
وأكد أنه "في مثل هذه الأسواق العشوائية يقف الرجال على الرصيف، مفترشين هذه الملابس ويبيعونها للنساء دون خجل، وكذا يشتري منهم النساء دون حياء، وذلك لرخص أسعارها".
البدري: السعوديات على حق
ويضيف الشيخ يوسف البدري "الأصل في الشريعة الإسلامية ألا يبيع ملابس النساء إلا النساء، وإذا حدث أن باع رجل ملابس داخلية للنساء فهو بيع فيه معصية، ومخالفات شرعية للمحلات التي تقوم بذلك".
ويؤيد الداعية الإسلامي حملة مقاطعة محلات الملابس الداخلية للنساء في السعودية التي يضطر فيها النساء إلى التعامل مع الرجال، وطالب بتعميمها في كل بلدان العالم الإسلامي، من أجل الحفاظ على سلامة الدين وتقليل جرائم التحرش الجنسي.
واعتبر أن الأمر في مصر لا يقتصر عند حد البيع والشراء، "بل إن هناك محلات في مصر تعرض الملابس الداخلية للنساء على واجهاتها من خلال "المانيكانات" مما يثير الغرائز، ونحن نطالب بأن تعرض هذه الأشياء داخل المحلات، وليس على واجهاتها".
تباين ملموس
"العربية.نت" وفي جولتها في أسواق القاهرة الكبرى للوقوف على حقيقة الوضع ورصد أي معاناة للنساء المصريات في هذا الجانب، ومدى الحرج الذي يواجهنه. تقول سهير محمود وهي فتاة
في العشرين من عمرها "نحن في مصر لا نواجه أي مشكلة في عملية بيع وشراء الملابس الداخلية، لأنه غالبا ما نتعامل مع سيدات وليس رجال". وتضيف "لأننا في مصر نسمح بحرية العمل للمرأة، فإن غالبية النساء يقمن ببيع الملابس الداخلية للنساء، وهناك أيضا نساء يبعن ملابس عادية للرجال".
هذا فيما يؤكد محمود بكر صاحب محل بيع ملابس نسائية لـ "العربية. نت" أن هناك تنوعاً في عمليات بيع الملابس الداخلية للنساء والتي يطلق عليها "لانجيرى". فالقاعدة العامة أن السيدات هن اللاتي يقمن بعمليات البيع في مثل هذه المحلات، لكن لا يمنع هذا وجود رجال يعملون في نفس المحل مثل مدير المحل وبعض الشباب الذين يقومون بحمل الملابس".
ويؤكد بكر أن "هناك رجالاً أيضاً يقومون بشراء ملابس داخلية لنسائهم، ولا يوجد حرج في ذلك، حيث يدخل الرجل ويتعامل مع السيدة البائعة بشكل محدد، حيث يطلب منها شيئاً معيناً يشتريه ثم يخرج".
الأسواق الشعبية مخالفة
ومن المحلات إلى الأسواق الشعبية وسط القاهرة، حيث تباع الملابس الداخلية للنساء بواسطة الرجال ولا تجد النساء حرجا في التعامل معهم.
تقول السيدة زينب عبد الله (ربة منزل) "الأسواق الشعبية في القاهرة تبيع ملابس النساء الداخلية على الأرصفة، حيث يفترش البائعون الأرض، وتقف السيدات بحثاً عن المقاسات التي تناسبها، وفى هذه الأسواق يقوم بعملية البيع رجال، وقليلاً ما تستعين هذه الأسواق بسيدات في عملية البيع".
وتستدرك زينب عبد الله "لكن للأسف لا توجد في مثل هذه الأسواق الشعبية غرف منعزلة تقيس فيها السيدة ملابسها الداخلية، ولهذا هي ملابس تعد رخيصة إلى حد كبير، على عكس الملابس التي تباع في المحلات، حيث توجد غرف منعزلة تقوم السيدة بقياس الملابس داخلها ثم تخرج في أمان تام".
وكانت سعوديات أطلقن حملة قبل أيام عدة، على موقع "فيس بوك" لمقاطعة محال بيع الملابس النسائية (غير المؤنثة)، وطالبن بتفعيل قرار مجلس الوزراء بالسماح للنساء بالعمل فيها.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق
الشيوخ حلوا ازمات ومشاكل الأمة الإسلامية كلها ومن ثم تفرغوا لحل مشاكل الملابس الداخلية